IMLebanon

لماذا رد “نصرالله” على التلويح باستقالة “سلام”؟

HASSAN-NASRALLAH

برز طارئ جديد في الازمة الحكومية عبر مواجهة غير مباشرة للمرة الاولى بين رئيس الوزراء تمام سلام و” حزب الله ” بدت بمثابة مؤشر الى سقوط العوازل التي ظلت حتى الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء تحول دون هذه المواجهة في شكلها المباشر الى ان كان رد الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله على تلويح رئيس الحكومة بامكان استقالته .

وبدا من كلام نصرالله في احتفال تخريج ابناء الشهداء للحزب انه ادرج التلويح بالاستقالة كأنه رمي لكرة ازمة الخلاف بين رئيس الحكومة والأفرقاء السياسيين الاخرين مع التيار الوطني الحر المدعوم من الحزب في مرمى الحزب نفسه من خلال دعمه المتواصل لموقف التيار العوني في مطالبه المتعلقة بالية مجلس الوزراء .

ولكن السيد نصرالله الذي اوحى برده انه التقط مغازي التلويح بالاستقالة سارع في المقابل الى تجديد تحميل تيار المستقبل تبعة تأخير الحل مكررا انتقاده له لعدم محاورته التيار العوني في مطالبه بما يعني ان نصرالله يوحي ضمنا وعلنا ان استجابة مطالب حليفه العوني هي لدى تيار المستقبل حصرا مختزلا بذلك سائر المكونات الحكومية . قال نصرالله في هذا السياق بنبرة تحذيرية ” ان التلويح بالاستقالة من الحكومة لن يقدم ولن يؤخر ومن يهدد بالاستقالة يأخذ البلاد الى الفراغ ونحذر من هذه اللعبة الخطرة . فلا تسقطوا الحكومة بايديكم ونحذر من خطر الفراغ والمجهول” . وكرر الدعوة الى تثبيت الاستقرار مشددا على ان ” على تيار المستقبل ان ينزل من برجه العاجي وإجراء حوار مع تكتل التغيير والاصلاح ” بل ذهب الى نفي ما تردد عن وساطة لحزب الله في هذا السياق معترفا بوضوح ” بأننا طرف مع حليفنا ولسنا وسيطا ” .

وتجنبت مصادر وزارية في قوى ١٤ آذار والمكونات المستقلة الاخرى التحدث مسبقا عما يمكن ان تكون عليه تطورات الازمة الحكومية في انتظار بلورة الاتجاهات في اليومين المقبلين ولكن بعضها في قوى ١٤ آذار قال ان كلام السيد نصرالله ينطبق عليه المثل القائل ” كاد المستريب ان يقول خذوني ” بمعنى ان الحزب اعترف بوضوح انه يقف وراء تعنت حليفه العوني وان موقف الرئيس سلام أفضى الى كشف رأس جبل الجليد فكان هذا الرد عليه مباشرة في شكل غير متوقع .

ولم تقلل المصادر عبر صحيفة “النهار” اثر هذا الموقف الجديد – القديم خصوصا لجهة ارتداداته السلبية المتوقعة برفض تيار المستقبل محاولة الحزب وسيده تحميله تبعة تعنت حليفه العوني في وقت تنكشف فيه ملامح توزيع الأدوار بينهما وبعدما أدى رفض الرئيس سلام الانصياع لهذه اللعبة الى كشف الحقيقة كما هي .

وقالت ان المشاورات ستستمر في الساعات المقبلة مع الرئيس سلام والقوى الحكومية على اختلافها علما ان الرئيس سلام لا يزال متشبثا برفض اي ابتزاز واي اتجاه اضافي لتعطيل الحكومة والساعات المقبلة ستكون كفيلة ببلورة اتجاهاته حيال الواقع الحكومي والسياسي .

ومساء اشتعلت سوق الشائعات الاعلامية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي بلغت حدود الحديث عن كتابة الرئيس سلام نص استقالته وتقديمها الى الامين العام لمجلس الوزراء . وسارع المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء الى اصدار بيان ليلا نفى فيه هذه الشائعات جملة وتفصيلا.