غسان ريفي
شكّل المعرض السنوي السابع لمشاريع تخرج طلاب الهندسة في الشمال الذي تنظمه نقابة المهندسين في مقرّها في طرابلس مناسبة قدّم خلالها وزير العمل سجعان قزي الذي رعى المعرض، قراءة صادمة لواقع سوق العمل في لبنان، أظهرت خطورة الوضع، وضرورة قيام المتخرجين الجدد بالتفتيش عن اختصاصات جديدة وبديلة عن الاختصاصات التقليدية التي لم يعُد أصحابها قادرين على إيجاد فرصة عمل.
وكشف قزي أمام المهندسين الجدد، أن هناك 47 ألف مهندس في لبنان، 8 آلاف منهم يعملون فيه، وأقل منهم يعملون في الخارج، لافتاً الانتباه الى أن نحو 35 ألف مهندس متخرّج عاطلاً عن العمل أو شبه عاطل، ليس لأن شهاداتهم ليست بالمستوى المطلوب، وليس لأنهم لا يملكون مؤهلات وكفاءات، ولكن لأنه لا يوجد سوق عمل كاف لهذا العدد الضخم من المهندسين، مؤكداً أن هذا الحال ينطبق أيضاً على المحامين والأطباء والصيادلة.
وأمام هذا الواقع، دعا قزي الى وقف إنجاب المهندسين وغيرهم من أصحاب الاختصاصات التقليدية، كاشفاً أيضاً أن نسبة البطالة في لبنان بين أصحاب الشهادات هي 25 في المئة وأن 36 في المئة من هذه النسبة هم من فئة الشباب.
ولم يكشف قزي عن عدد طلبات وإجازات العمل لوظائف يشغلها لبنانيون، مؤكداً أن الرقم سيكون صادماً، لافتاً الى أنه يتعرض لضغوط وإنتقادات كثيرة بسبب امتناعه عن التوقيع، «وكيف لي أن أوقع وهناك مليون ومئة وسبعين ألف لبناني يعيشون تحت خط الفقر، ويعيشون بأقل من 4 دولارات في اليوم الواحد، وخلال أربع سنوات ازداد عدد العاطلين عن العمل 346 ألف شاب وشابة»، مشدداً على «ضرورة التصدي لمنافسة اليد العاملة الأجنبية من أي بلد أتت».
وألقى رئيس اللجنة العلمية الدكتور باسم بخّاش كلمة أشار فيها إلى التحولات الكبرى التي تتطلب تغيير أنماط التفكير والأدوات من قبل المهندسين والجامعات للاطلاع على أجود الأفكار الهندسية والتدريب المستمر لاكتساب مهارات علمية وفنية جديدة.
وتلاه المدير الإداري في شركة الترابة الوطنية روجيه حداد، ثم ألقى النقيب ماريوس بعيني كلمة أكد فيها أن مسار الإبداع في بلد النور والإشعاع سيبقى ملتقى لكل الحضارات والفنون.
وقال: رغم كل الظروف التي تعيشها المنطقة ولبنان، يبقى الإبداع اللبناني محطة مفصلية في شرقنا القلق على المستقبل، وتبقى أفكاركم وإبداعاتكم محطّ أنظار المحيط، ومن هنا، أود التأكيد على ضرورة أن تبقى المنافسة الحاصلة من خلال المعرض الذي يضمّ نخبة الجيل الشاب من المهندسين، محطة سنوية للمنافسة الشريفة.
بعد ذلك جال الحضور في قاعة المعرض واطلعوا على مشاريع التخرج ثم أعلن النقيب ماريوس بعيني أسماء الفائزين.