IMLebanon

«سامسونج» تكشف عن حدود صناديق النشطاء

samsung-1
جيليان تيت

مؤسسو شركة إليوت للإدارة يكرهون الخسارة. مع ذلك، في كوريا الجنوبية التقوا شخصا مثلهم – حتى الآن على الأقل. قبل بضعة أشهر حاولت المجموعة التي مقرها نيويورك أن تتصدى لسامسونج القوية، حين سعت إلى عرقلة اندماج حميم بشكل مفرط بين اثنتين من الشركات التابعة للمجموعة الكورية.

مع ذلك، يوم الجمعة الماضي، بعد حملة صاخبة، خسرت إليوت تصويت المساهمين بفارق ضئيل. بالتالي الاندماج المثير للجدل سيمضي قدما – على الرغم من دعم كثير من المساهمين الصغار في كوريا الجنوبية لحملة إليوت.

ما النتيجة التي يجدر بالمساهمين أن يتوصلوا إليها؟ درس واحد واضح هو أن كوريا الجنوبية تظل بلدا تتمتع فيه المصالح المكتسبة بالنفوذ.

ومع ذلك، هناك نتيجة أخرى أكثر أهمية: في هذه الأيام المستثمرون الناشطون، مثل إليوت، يختبرون حدودا جديدة، حتى في الأماكن المعادية مثل كوريا الجنوبية. وعلى الرغم من فوز سامسونج هناك فرص كبيرة للغاية لأن يتسارع هذا الاتجاه الآن – وفي بعض الأماكن غير المتوقعة.

حتى نفهم هذا، لننظر في الأرقام وراء لعبة الناشطين. قبل عقد من الزمن كانت صناديق الناشطين المتخصصة تتولى إدارة مبالغ لا تتجاوز 12 مليار دولار، وفقا لبنك جيه بي مورجان.

لكن اليوم توسع الوعاء ليصل إلى 120 مليار دولار – أو ضعف ذلك إذا أدرجنا أيضا الصناديق متعددة الاستراتيجيات التي تتبع استراتيجيات ناشطة. ويقول بنك جيه بي مورجان: “اليوم، أكثر من عشرة صناديق ناشطة (صناديق ناشطة أو متعددة الاستراتيجيات) يدير كل منها أكثر من عشرة مليارات دولار”، مشيرا إلى هذا “يبلغ تقريبا قيمة جميع فئات الأصول قبل عشرة أعوام”.

على نحو لا يثير الدهشة، ارتفعت الحملات أيضا. هذا العام وحده كانت هناك 190 هجمة في أمريكا، ارتفاعا من 124 في عام 2010، وفقا لشركة فاكتست لنظم البحوث. لكن الأكثر إثارة للانتباه هو نسبة النجاح: قبل خمس سنوات فاز النشطاء بنصف معاركهم فقط. في العام الماضي فازوا بثلثيها.

وهذا يعكس اتجاها آخر، هو أن القطاع استنزف بعضا من صورة راعي البقر لديه. في العلن، شخصيات مثل لاري فينك، من بلاك روك، غالبا ما تكون انتقادية للغاية للنشطاء وتستنكر التركيز على المدى القصير الذي تستحدثه حملاتهم.

لكن في محافلهم الخاصة نجد أن مديري الأصول الكبيرة، مثل بيمكو وفانجارد – وحتى بلاك روك – غالبا ما يساندون بهدوء هذه الحملات.

هذا لم يرفع فقط نسبة النجاح، ولكن أيضا جذب مزيدا من الأموال من التيار الرئيسي للمستثمرين، خاصة أن كثيرا منهم مستميتون في إيجاد وسيلة مربحة لتنويع محافظهم الاستثمارية في عالم يتسم بالارتفاع الكبير في أسعار الأسهم والسندات. ولاحظ تقرير صدر أخيرا عن شركة باين: “أن المستثمرين الناشطين ربما يسيطرون الآن على نحو 8 في المائة من إجمالي رأسمال صناديق التحوط”.

لكن في الوقت الذي يواصل فيه القطاع تضخمه، فإن السؤال الذي يواجهه (مثل أي منطقة تشهد نموا سريعا في التمويل) هو ما إذا كان يمكن أن تصبح ضحية لنجاحه. صعوده السريع بدأ بالفعل في توليد بعض المعارضة السياسية. مثلا، هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية، من المتوقع أن تدعو إلى إجراء تغييرات في المعاملة الضريبية التفضيلية لهذه الصناعة في خطب الحملة المقبلة. كذلك يثير النمو تساؤلات حول التداولات المكتظة. في السنوات الأخيرة، أنتج القطاع عوائد سنوية تبلغ أكثر من 20 في المائة. لكن بعد عقد من النمو المحموم، كثير من المكاسب التي حصل عليها النشطاء في عالم الشركات الأمريكية ربما تم التقاطها بالفعل. بالتالي الضغط يزداد على القطاع لإيجاد آفاق جديدة للاستكشاف.

وبعض الصناديق تعكف على تغيير أهدافها في أمريكا. وفي الوقت الذي تتضخم فيه قوة نيرانهم، يميل الناشطون إلى التصدي لمجموعات أكبر، بما في ذلك عمالقة مثل شركة أبل.

هم أيضا يغيرون القطاع: على الرغم من أن التكنولوجيا لم تجتذب انتباها يذكر من الناشطين، فقد كان ذلك هو التركيز الرئيسي للهجوم هذا العام (الذي شكل 30 في المائة من الحملات في عام 2014، وفقا لموديز). وتضع الصناديق أعينها الآن على قطاعات أخرى تم تجاهلها طويلا، مثل شركات المنافع العامة والبنية التحتية.

الحدود الأخرى هي العالم خارج أمريكا. حتى الآن أماكن مثل آسيا وأوروبا القارية تبدو عدائية للغاية تجاه الناشطين. لكن بعض المتفائلين في عالم النشطاء يعتقدون الآن – أو يأملون – أن يعتبر ذلك بداية التغير.