رندة تقي الدين
تبحث الدولة الفرنسية عن مستثمرين لتخصيص حصتها البالغة 60 في المئة في المطار الفرنسي الثاني «نيس كوت دازور»، بعد «رواسي شارك ديغول» و»أورلي»، وهو أمر صعب التصديق. ويُتوقع بدء المناقصة في تشرين الأول (أكتوبر) أو تشرين الثاني (نوفمبر) المقبلين لإبرامها عام 2016، بعدما أصدر وزير الاقتصاد الفرنسي إيمانويل ماكرون قانوناً يسمح للدولة بتخصيص بعض مطاراتها.
ويُعدّ مطار «نيس كوت دازور» الثالث في فرنسا بعد «رواسي شارل ديغول» و»أورلي» في باريس اللذين يستقبلان 80 مليون مسافر، فيما يمرّ في مطار «نيس كوت دازور» 11.8 مليون، وتُقدّر قميته بما بين 1.5 بليون يورو و1.8 بليون. ويضمّ مطارين صغيرين، «كان» و»سان تروبيه» اللذين يستقبلان طائرات خاصة أصغر من تلك المملوكة من رجال الأعمال التي تحط في مطار «نيس كوت دازور».
ولفتت الملحقة الإعلامية للمطار جيرالدين جيرو في تصريح الى «الحياة»، إلى المالكين الآخرين للمطار إلى جانب الدولة الفرنسية، ويتمثلون بمنطقة «نيس كوت دازور» بنسبة 5 في المئة، ورئيس بلدية نيس كريستيان استروزي المسؤول عنها والمجلس العام للمنطقة 5 في المئة، وغرفة تجارة وصناعة نيس كوت دازور نسبة ٢٥ في المئة». وأوضحت أن الزبائن الأوائل المستخدمين لمطار نيس كوت دازور، هم البريطانيون الذين ينتقلون من المطارات الخمس في بريطانيا، يليهم الاسكاندينافيون وهم دائمون ويملكون منازل في مدن كوت دازور».
أما الشركات المستخدمة للمطار فهي خطوط الطيران «إيزي جت» ذات الكلفة المتدنية، سابقة شركة «الخطوط الفرنسية» التي كانت أولى في السابق. كما تستخدمه شركة طيران «الإمارات» للرحلات الطويلة مع أكثر من مئتي الف راكب سنوياً.
وأكدت جيرو وجود «مصلحة اقتصادية حقيقية لربط «نيس كوت دازور» بالخليج مع طيران الشحن»، معتبرة أن «الخط مربح».
ويعمل رئيس المطار دومينيك تيو، على توسيع الشق المتعلق بالطائرات الخاصة وفتح متاجر فرنسية فخمة، كي يتحول أيضاً الى سوق للسلع الفرنسية المعروفة عالمياً مع طابع الريفييرا الفرنسية، وطباخين فرنسيين معروفين الذين سيفتحون مطاعم خاصة بالطعام المتوسطي.
وزارت «الحياة» مدرج الطوافات التي تنقل الركاب المسافرين من «نيس كوت دازور» إلى موناكو أو سان تروبيه أو اليخوت الخاصة الموجودة على شاطئ كوت دازور، ويملك الأمير ألبير دو موناكو مرآباً لطائرته الخاصة في المطار.
وأعلن تيو في تصريح الى «الحياة»، أن مطار نيس «يرتكز على عملين أساسيين، الطيران التجاري العام والطيران الخاص للأعمال»، مؤكداً أن «هدفنا للطيران التجاري ربط أكبر عدد من المدن بنيس مباشرة من دون توقف، وربط نيس بكل مدن العالم مع توقف واحد فقط، أكانت محطة التوقف لندن او زيوريخ او نيويورك».
وقال «هدفنا تقديم خدمات خاصة فخمة لمواكبة زبائننا مثل فنادق مجموعة «لوسيان باريير» في فرنسا. لذا أرسلنا موظفينا المسؤولين عن الطائرات الخاصة للتدريب مع موظفي الفنادق الفخمة في كان، مثل «ماجيستيك» و»متروبول» في موناكو، لأن نوعية زائر هذه الفنادق مماثلة للخدمات المطلوبة من زبائن الطائرات الخاصة». وأشار إلى أن حجم الطائرات الخاصة التي تحط في مطار كان، «سيرفع بدءاً من أيلول (سبتمبر) المقبل إلى ٣٥ طناً أي «فالكن 7X» بحمولته الكاملة، ما يسمح بالطيران المباشر من كان إلى لوس انجليس».
وشدد على أن تخصيص المطار يعني أن «الدولة تبقي امتياز المطار لها، وتظلّ مسؤولة عن الأمن عبر الطيران المدني الفرنسي والأوروبي، وعن الضرائب المفروضة على الطائرات التي تحط على أرض المطار». ولفت إلى وجود مستثمرين «يهتمون بالاستثمار في المطارات وغيرهم من أصحاب صناديق تقاعد، يريدون الاستثمار في أماكن لا أخطار استثمارية فيها». وكشف أنه يتفاوض مع عدد من المهتمين بالاستثمار، منهم اثنان أو ثلاثة من دول عربية»، رافضاً الإفصاح عن هويتهم. ويسعى تيو إلى توسيع حق خطوط الطيران الى مطار نيس، لكن هذا «يعود إلى الدولة الفرنسية التي تريد حماية حقوق الطيران الفرنسي من منافسة الشركات الأخرى».