أظهرت دراسة متخصصة كشفت عنها شبكة “لينكدإن”، مؤخراً اعتماد أكثر من 90% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الخليج العربي بشكل كبير على مختلف منصات التواصل الإجتماعية لإدارة العمليات ضمن أنشطتها، مع شروع 5% من بقية الشركات إلى تدشين حساباتهم وتعزيز وجودهم عليها للاستفادة من الخدمات المتوافرة والتطور الكبير الذي تشهده هذه المنصات. وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها، حيث تتمحور حول استخدام الشركات الصغيرة والمتوسطة في الخليج العربي لشبكات التواصل الإجتماعي، وقد شملت آراء أكثر من 260 شركة من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي. وأضحت نتائج الدراسة أن قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الخليج العربي يشهد نمواً كبيراً خلال الفترة الماضية، الأمر الذي أثبتته الآراء التي شملتها الدراسة، حيث أشارت 72% من المؤسسات المشاركة في الاستطلاع إلى توسع قاعدة عملائها، كما أن 71% من الشركات قد أكدت ارتفاع إيراداتها، إضافة إلى 63% من الشركات التي أشارت إلى ارتفاع إجمالي أرباحها. ومن ناحية أخرى، فقد أكد 60% من ممثلي الشركات التي شاركت في الإستطلاع أن مؤسساتهم قد شهدت نمواً مضطرداً، حيث أن هذه الشركات قد سجلت نمواً كبيراً في إجمالي إيراداتها خلال السنة الماضية، بينما يرى 55% منهم أن مؤسساتهم في خضم مرحلة النمو.
وعلى ضوء هذه الدراسة، علق جايكوب توماس، رئيس حلول التسويق في “لينكدإن” الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “من الواضح أن قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الخليج العربي يشهد نمواً منقطع النظير خلال الفترة الماضية، إضافة إلى الطبيعة التنافسية التي يمتاز بها، الأمر الذي أكدته نتائج هذه الدراسة، حيث أن 71% من الشركات التي تنتمي إلى هذا القطاع قد أشارت إلى تحقيقهم لنمو كبير جداً.”
وأضاف جايكوب توماس: “بالتأكيد فإن نتائج هذه الدراسة ستسهم في دعم تشكيل مجلس المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والذي أعلن عن مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والمتمثل في إنشاء برنامج وطني متكامل لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتقديم كافة سبل الدعم للشباب من خلال امتيازات وحوافز بالإضافة للدعم الفني والتدريبي والتسويقي. وبالمجمل، فإن أغلبية هذه الشركات قد بدأت تواجدها على مختلف شبكات التواصل الإجتماعية لضمان استمرارية نجاحها، مما يدل على التوجه السائد نحو الاعتماد على الأدوات المبتكرة التي توفرها هذه المنصات للتواصل بشكل فعال بين العملاء وكافة الجهات المعنية.”
شبكات التواصل الإجتماعية
إن سهولة الوصول إلى الفرص الاستثمارية التي توفرها شبكات التواصل الاجتماعي يعد العنصر الأبرز لاعتماد الشركات الصغيرة والمتوسطة عليها، حيث أن 48% من هذه الشركات كانت قد أكدت أن الفرص الاستثمارية التي أتيحت أمامها قد ساهمت في زيادة أعداد عملائها، إضافة إلى أن 43% منهم قد أكدوا أن زيادة الإيرادات التي شهدتها مؤسساتهم الأمر الذي يعود إلى تعزيزهم لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعية.
الضوابط الأمنية
بعيداً عن المخاوف العامة المتعلقة حول أمن وحماية معلومات المؤسسات وانتشارها على شبكات التواصل الإجتماعية، فقد أشار أكثر من 57% من المشاركين في الاستطلاع استخدامهم لهذه المنصات مرة واحدة على الأقل لأمور مالية.
الخطط المستقبلية
أكدت الدراسة أن الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعيش حالياً فترات النمو والنمو المطرد لا تظهر أي إشارات لتخفيض استثماراتها المتعلقة باستخدام قنوات التواصل الإجتماعية المختلفة. ومن ناحية أخرى، فإن 51% من الشركات من ذات القطاع والتي تسجل نمواً مطرداً حالياً تخطط لرفع سقف إنفاقها على وسائل التواصل الإجتماعي لتعزيز جهودها في استقطاب المزيد من العملاء المحتملين، بينما 57% يخططون لاعتماد خطط إنفاق واسعة للهدف ذاته.
وبينت الدراسة أن 45% من الشركات التي تعيش حالياً فترة النمو ضمن القطاع ستعمل على زيادة الإنفاق على الأساليب التي تتبعها لاستقطاب المزيد من الفرص وجذب عملاء جدد، بما يشمل 56% سيزيدون من استثماراتهم في مجالات شبكات التواصل الاجتماعية. كما أشارت الدراسة أن الشركات الصغيرة والمتوسطة والتي لا تسجل نمواً تعمل على مواصلة الاستثمارات التي تنفقها على شبكات التواصل الاجتماعية، حيث أن 41% من هذه الشركات تخطط لزيادة الانفاق لجذب المزيد من فرص العمل، بينما 53% منهم سيرفعون إجمالي الانفاق على إدارة شبكات التواصل الاجتماعية. واختتم جايكوب توماس حديثه: “لقد أشار 90% من المشاركين في الدراسة من الشركات التي تستخدم شبكات التواصل الاجتماعية ضمن أعمالهم أن شبكة ’لينكدإن‘ تعد الأكثر استخداماً بالنسبة لهم. كما أكد المشاركون أن ’لينكدإن‘ يوفر فرصة فريدة بالنسبة لهم لتعزيز جهودهم المبذولة في إطار جذب الفرص الاستثمارية واستقطاب عملاء جدد حيث تعد أكبر شبكة تواصل مهني في العالم، إضافة إلى ما تمتاز به من خدمات تساهم في إيجاد أفضل الكفاءات المهنية، والتواصل مع مختلف أنسب جهات الاتصال ضمن شخصيات الأعمال. إن تعاملنا بشكل مستمر مع مجتمع الأعمال في المنطقة قد سهل من مهمتنا نحو نقل عالم الأعمال إلى شبكات التواصل الإجتماعية.”