أكد رئيس اللقاء العلمائي اللبناني الشيعي، ورئيس المركز العربي للحوار الشيخ عباس الجوهري في حوار أجرته معه صحيفة “المدينة” أنه أصبح من الضروري رفع الصوت أكثر خصوصا بعد الأعداد الكبيرة من الشباب اللبناني، الذين يرجعهم “حزب الله” إلى أهاليهم قتلى، وعزا عدم وصول الصوت الشيعي الرافض لتصرفات الحزب إلى الجمهور الشيعي وتاثيره عليه ، لعدم امتلاكهم “الرافضين” ما يمتلكون من وسائل إعلامية ودعائية لتوعية وتصويب الرأي العام في الساحة الشيعية.. وهذا ما انعكس سلبا على الطائفة الشيعية التي تعاني بالأصل من الاستتباع للمشروع الإيراني في المنطقة، وأصبحت الآن أكثر استتباعا لعدم توفر شروط المنافسة في تحريك الرأي العام.. وكذلك الحال فقد كان لتدخل “حزب الله” الأثر السلبي على الوحدة الوطنية اللبنانية التي بالأصل كانت هشة، وبفعل هذا التدخل أصبحت أكثر هشاشة.
وقال: “منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا، أكدنا ان الشعب السوري لديه مطالبه المحقة بالحرية والكرامة والتغيير، وكنا ضد الحل الأمني، و كنا نقول لا بد من المعالجة بطريقة عقلية وسلمية وسياسية.. ولكن تطورت الأمور أكثر وبدأت التدخلات من كل حدب وصوب، وكان لا بد لاتباع النظام ومحبيه والمستفيدين من منظومة مصالح معه من الدفاع عنه، ومن هنا كان انخراط “حزب الله” وإيران في الحرب مع النظام ضد شعبه مستعملين كل الشعارات الطائفية والمذهبية بدأً من الدفاع عن المقامات المقدسة في سوريا مستفيدين بذلك من بعض التصريحات في المعارضة السورية بالتوعد من المقامات.. كان هذا هو عنصر التعبئة الطائفية التي عمل من خلالها “حزب الله” على تعبئة جمهورية الشيعي مع الأسف.. وأما اليوم وبعدما تعقدت الأمور أكثر وتم تدويل الأزمة، أصبح من الضروري رفع الصوت أكثر خصوصا بعد الأعداد الكبيرة من الشباب اللبناني الذين يرجعهم “حزب الله” إلى أهاليهم قتلى، ومع ذلك فإننا قاصرون ولا نملك القدرة على التأثير على الجمهور الشيعي، لأننا لا نمتلك ما يمتلكون من وسائل إعلامية ودعائية لتوعية وتصويب الرأي العام في الساحة الشيعية.. وهذا ما انعكس سلبا على الطائفة الشيعية التي تعاني بالأصل من الاستتباع للمشروع الإيراني في المنطقة وأصبحت الآن أكثر استتباعا لعدم توفر شروط المنافسة في تحريك الرأي العام.. وكذلك الحال فقد كان لتدخل “حزب الله” الأثر السلبي على الوحدة الوطنية التي بالأصل كانت هشة، وبفعل هذا التدخل أصبحت أكثر هشاشة”.
وعن ردّه على نصر الله بتسميتهم «شيعة السفارة»، لفت الجوهري الى ان حالة الخنق التي يعيشها “حزب الله” من خلال رفع الصوت من قبلنا ضد ذهابه وتورطه بالأزمة السورية، وبعد ظهور رؤى مخالفة لرؤيته كان ذلك هو السبب في الخروج علينا بالتهم الجذاف في أننا أتباع السفارات وبالخصوص السفارة الأميركية بالوقت، الذي تعقد فيه الصفقات والاتفاقيات بين أسياد الحرب في طهران والولايات المتحدة ويقدمون أوراق اعتمادهم عند الأمريكيين كشركاء في الحرب على الإرهاب.. لكننا نرد هذه التهم إلى أصحابها، حيث إنه هو بالذات من أتباع السفارات ولسنا نحن، وإذا كان معيار الوطنية هو عدم الارتباط بالسفارات، فنحن الوطنيين وهم أتباع السفارات، وأموالهم كلها من السفارة الإيرانية، ونحن ليس لدينا أي دعم وأوراقنا أكثر شفافية أمام الشعب اللبناني.
ولفت الى ان لبنان معروف بطريقة معالجة قضاياه، حيث تقوم المعالجات على طريقة المحاصصة والصفقات في مواقع الدولة والإدارات، ولذلك لا تزال العقبات قائمة في الملف الرئاسي مع العلم أن العرف في لبنان يقضي أن يكون الرئيس مسيحيا مارونيا، ولذلك فإن عدم انتخاب رئيس يمثل فراغا كبيرا على مستوى الدولة والوطن ويعود ذلك الى بشكل أو بآخر إلى الفوضى السياسية العارمة التي تعيشها المنطقة، وبالتالي فإن تعقيدات محلية وإقليمية كبيرة ما زالت تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.