كتبت صحيفة “النهار” أنه اذا كان المجتمع المدني ظهر هذه المرة أكثر فاعلية في شأن مطلبيّ حياتيّ محق، فان كثيرين استغلوا هذا الوضع لاثارة شغب وفوضى عبر حرائق مفتعلة ورمي نفايات في شوارع العاصمة، وتحديداً عند دارة رئيس الوزراء في المصيطبة، مما أثار استياءه الشديد، وعتب قريبون منه على ما يسمى “سرايا المقاومة”، الامر الذي حمل وزير المال علي حسن خليل على التأكيد “ان من قام برمي النفايات على منزل رئيس الحكومة مجموعة زعران ولا علاقة لأي مرجعية سياسية بما قاموا به والامر مرفوض ومدان”.
وذكرت “النهار” أن المجموعة التي إعتدت أمس على سيارة وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، قصدت بعد الظهر منزل الرئيس فؤاد السنيورة في شارع بلس في بيروت وأنهالت أمامه بالسباب والشتائم والتهديد. واوضحت مصادر رئيس كتلة “المستقبل” أن هذه المجموعة تابعة لـ”سرايا المقاومة”.
صحيفة “اللواء” ذكرت أن الناشطين حرصوا على تزامن تحركهم مع موعد جلسة مجلس الوزراء التي لم تنعقد في السراي، فتجمعوا في ساحة رياض الصلح، وهتفوا باستقالة رئيس الحكومة ووزير البيئة محمّد المشنوق وسقوط الحكومة بكاملها، ورشق بعضهم السراي بالبيض، قبل ان ينكفئوا باتجاه ساحة الشهداء حيث حصلت مشاداة بينهم وبين المارة بسبب اقفالهم الطريق امام مسجد محمّد الأمين.
على ان البارز هو ما حصل مع الوزير رشيد درباس الذي كان عائداً بسيارته ذات الرقم 19 من السراي باتجاه مكتبه، ولدى وصوله إلى شارع سبيرز اعترضه المحتجون مقابل مبنى تلفزيون «المستقبل» ورشقوا سيارته بالنفايات، موجهين إليه عبارات نابية وتهديدات، مما اعتبره درباس اعتداء عليه وعلى هيبة الدولة، وادعى على أحدهم ويدعى طارق الملاح بعد ان تعرف عليه بتهمة التهجم عليه وتهديده.
ولاحقاً أوقفت القوى الأمنية الملاح للتحقيق معه من قبل النائب العام الاستئنافي في بيروت زياد أبو حيدر، ونفذ زملاؤه اعتصاماً أمام المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في الأشرفية يستتبع اليوم باعتصام آخر أمام العدلية.
ولقي حادث الاعتداء على الوزير درباس ردود فعل مستنكرة من قبل رئيس الحكومة ووزير الداخلية وفعاليات سياسية ونقابية ولا سيما في طرابلس.
وافيد لاحقاً، ان نفس المجموعة التي اعتدت على درباس انتقلت إلى شارع بلس في الحمرا حيث يقع منزل الرئيس السنيورة وهتفوا ضده بسيل من السباب والشتائم.
واعرب مصدر في تيّار «المستقبل» عن اعتقاده بأن هذه المجموعة تنتمي إلى «سرايا المقاومة» وهي ذاتها التي عبثت بأمن بيروت ليل امس الأوّل.