Site icon IMLebanon

انتشار النفايات وإقفال الطرقات قد يطيح بالموسم السياحي

waste-file

تلقى الموسم السياحي في لبنان ضربة شبه قاضية، تأثراً بأزمة النفايات التي حاصرت العاصمة بيروت والعديد من المناطق، وما رفع منسوب الأزمة، قطع الطرقات من قبل أهالي المناطق رفضاً لإدخال النفايات الى مناطقهم، ما أعطى صورة سوداوية عن موسم سياحي كان من الممكن أن يلمس النجاح هذا العام.
فاعليات سياحية
تعليقاً على تأثر الموسم السياحي بأزمة النفايات اعتبر نقيب أصحاب المجمّعات السياحية البحرية والأمين العام لاتحاد المؤسسات السياحية جان بيروتي في حديث له أن «وسائل الإعلام الفضائية تبث أخباراً مسيئة إلى لبنان تنعكس سلباً عليه وعلى اقتصاده، ولاسيما قطاعه السياحي، لافتاً إلى أن «الإجرام موجود في مختلف الدول العربية عشرة أضعاف ما هو في لبنان الذي نعتبره بلداً آمناً أكثر من أي دولة عربية أخرى».
وقال بيروتي: يصوّر الإعلام الفضائي لبنان بصورة سلبية، إذ على سبيل المثال مجرّد حصول عملية خطف يتم تناقلها في كل وسائل الإعلام الفضائية، في حين يحصل مثل هذه العمليات في الدول المختلفة. فالواقع السياسي المتأزم في لبنان يصوّر وكأن البلاد ليست بخير، بينما نعلم جيداً أن هذا الواقع هو ضمن اللعبة الديموقراطية.
وأشار إلى أن «أزمة النفايات وإن تركت تداعيات سلبية على القطاع السياحي، إلا أنها صُوّرت بشكل خلق الرعب في نفوس السياح الذين يأتون عادة الى بلد للسياحة وطلب الهدوء والاطمئنان».
وطلب بيروتي من وزير السياحة ميشال فرعون أن «يركّز على حملة تسويق لبنان من خلال هذه الفضائيات التي تشاهدها غالبية اللبنانيين المنتشرين في العالم، خصوصاً أن يقوم بحملة إعلانية في محطة الـCNN للترويج للبنان»، مستغرباً أن «تركّز وسائل الإعلام على المشاهد السلبية، بينما تبتعد عن بث الأعمال والنشاطات الإيجابية مثل المهرجانات اللبنانية التي تعمّ مختلف المناطق اللبنانية، وهناك أكثر من 100 مهرجان يقام في خلال هذا الصيف وغيرها من النشاطات».
ولفت إلى أن «الحركة السياحية في بيروت متراجعة بعد شهر رمضان، برغم أننا كنا نأمل في تحسنها، لكن كيف يمكن ذلك في ظل إقفال الطرقات وانتشار النفايات وتنظيم التظاهرات إضافة إلى التأزم السياسي؟»، مشيراً إلى أن «نسبة الإشغال في المؤسسات السياحية في جونيه تجاوزت الـ70 و80 و100 في المئة، وفي الجبل 50 في المئة، أما نسبة الإشغال في قطاع الشقق المفروشة فتبلغ 40 في المئة».
وعما يتردّد عن انخفاض نسبة الإشغال في قطاع تأجير السيارات، أوضح بيروتي أن عديد قطاع تأجير السيارات بلغ 16 ألف سيارة في الفترة السابقة، وتراجع الى 6 آلاف، ثم عاد وارتفع إلى 9 آلاف سيارة، ومجملها صغيرة الحجم لأن نوعية السيارات تبدّلت مع تغيّر نوعية السائح، حيث يشكل السائح اللبناني 80 في المئة من مجموع السياح وهو يفضّل السيارة الصغيرة، يليه السائح العراقي، وعدد قليل من السياح الأردنيين والمصريين والأوروبيين والخليجيين الذين يفضّلون الكبيرة منها.
وختم بيروتي: بوجه عام، القطاع السياحي اليوم يقارب الوضع الذي كان عليه في العام 2014.
من جهته، رأى نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر أن «الوضع السياحي كان سيئاً أصلاً، وما كان ينقص القطاع السياحي إلاّ كارثة انتشار النفايات في الشوارع، حتى تخسر المؤسسات السياحية ما تبقى لها من آمال من تحسّن الحركة وارتفاع نسب التشغيل».
وأشار الأشقر في حديث صحافي بأنّ «نسبة الإشغال لا تتعدّى نسبة تتراوح بين 40 و60 في المئة، في حين أنّه كان من المفترض أن تتراوح هذه النسبة بين 90 و95 في المئة كما في السنوات العادية، وفي هذا الوقت من السنة، إلاّ أن الأخبار السياسية والأمنية لا تشجّع السياح لزيارة لبنان، وأتى موضوع النفايات ليزيد الطين بلّة».
وأوضح أنّ «المشكلة الكبيرة ليست في نسبة الإشغال المتراجعة وحسب، بل بأنّ سعر الغرفة في تراجعٍ مستمرّ سنةً بعد سنة، ما يخفف المردود بالنسبة للمؤسسات السياحية»، مشيراً إلى أنّ «الفنادق تقدّم عروضاً مغرية جداً، إلاّ أن كل هذه المحاولات الحثيثة لا تنفع في اجتذاب السياح كما يجب».
ولفت الى أن «الحركة السياحية في هذا الصيف هي نفسها ما كانت عليه في الصيف الماضي تقريباً، أي أنّ التراجع هو نفسه منذ سنتين».