Site icon IMLebanon

البند الخامس في “اعلان النيات” نقطة انطلاق دولية نحو الرئيس التوافقي

مع ان زيارة وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الى العاصمة الايرانية لم تحدث الخرق المرجو على مستوى ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني ولا قدمت جديدا يمكن البناء عليه لتوسيع رقعة الامال بانفراج قريب استنادا الى موقف فابيوس نفسه اثر عودته، اذ اعرب عن حذره ازاء سياسة ايران وقال لست واثقاً من حصول تغيير في الوقت الحاضر”، فان مصادر دبلوماسية عربية في باريس تواكب عن كثب الملف اللبناني قالت لـ”المركزية” ان المساعي المبذولة في هذا الاتجاه لن تتوقف، ولبنان لن يُترك وحيدا في مواجهة العقد الاقليمية التي تعرقل مسار الدولة ومؤسساتها.

واعتبرت ان من يراهن على تغيير جذري في السياسة الايرانية بعد توقيع الاتفاق النووي لا يدرك استراتيجية ايران ولا نمط تفكير مسؤوليها الذين لا يمكن ان يبيعوا ايا من اوراق القوة والتفاوض من دون ان يقبضوا ثمنها اضعافا، وهم اليوم في مرحلة “تكبير الحجر” ليحصّلوا القدر الاكبر من المكاسب في مرحلة الحلول السياسية في المنطقة. وتبعا لذلك فان الرهان على تنازلات في اي من الملفات التي تملك اوراقها في غير محله، لكنها اوضحت ان بعض الدول الكبرى بملف لبنان تعتبران ثمة منفذا داخليا الى الحل الرئاسي، ينطلق من بيان”اعلان النيات” الذي توج حوار التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في مرحلته الاولى، وتحديدا في البند الخامس الذي يتناول قانون الانتخاب ورئاسة الجمهورية. اذ جاء فيه ما حرفيته” انتخاب رئيس للجمهورية قوي ومقبول في بيئته وقادر على طمأنة المكونات الاخرى والايفاء بقسمه وبالتزامات الرئاسة بما يؤمن الشراكة الفعلية الميثاقية والمصلحة الوطنية العليا”. وقالت ان هذه الدول ترى ان ما اتفق عليه الطرفان المسيحيان يشكل نقطة قوة يمكن الركون اليها لاقناع المرشحين المتصلبين خلف متاريس ترشحهم بعدم “مطابقتهم لكامل المواصفات” التي حددوها معيارا لانتخاب الرئيس، وعلى وجه الخصوص صفة “طمأنة المكونات الاخرى”. فرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي لا يشكل عقدة اساسية ما دام اعلن منذ اللحظة الاولى استعداده للانسحاب اذا تم التوافق على مرشح آخر، لا يطمئن كل المسيحيين والمكون الشيعي، كما ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون لا يطمئن بدوره كل المسيحيين والمكون السني.

وتبعا لذلك، اشارت المصادر الى انه يفترض بالزعيمين المسيحيين بعد عام وثلاثة اشهر على ترشحهما من دون قدرة اي منهما على الوصول الى بعبدا، نسبة لمعيار طمأنة سائر المكونات، ان يخضعا للامر الواقع الذي انبعث من رحم نياتهما، وهي قاعدة انطلاق ستتبناها الدول الكبرى لاختيار او ابداء الرأي في المرشح “المطابق للمواصفات” المسيحية، بحيث يكون قويا ومدعوما من المكونات الوطنية ومقبولا في بيئته المسيحية، اي الا يرفضه المسيحيون نسبة لتاريخه ومواقفه التي لا تصب في خانة الصالح العام.

والى لبند الخامس في “اعلان النيات” الذي شكل موضع ترحيب وثناء من الدول المشار اليها، اكدت المصادر ان استطلاعات الرأي التي جرت من جانب اكثر من جهة على الساحة اللبنانية واثبتت نتائجها رجحان كفة المستقلين على الحزبيين وتفضيل الرئيس التوافقي غير الصدامي، جاءت مثابة اللبنة الثانية في جدار اختيار رئيس للبنان يضع حدا للفراغ المتمادي.