قال مديرون وعاملون في قطاع الضيافة إن الفنادق العاملة في دبي حققت نمواً في معدلات الإشغال، خلال النصف الأول من العام الجاري، وصل إلى ١٧٪، على الرغم من دخول المزيد من الغرف الجديدة إلى السوق، مشيرين إلى أن المعروض الجديد أسهم في تراجع متوسط الأسعار، مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي.
وذكروا، لـ«الإمارات اليوم»، أن النمو في عدد الغرف المتاحة في دبي عزز المنافسة بين المنشآت لاستقطاب الزوار، والتركيز بشكل أكبر على الأسواق الجديدة أو البديلة، لرفع معدلات التدفق السياحي منها، متوقعين أن تشهد السوق السياحية في دبي بداية أكتوبر المقبل تدفقاً كبيراً للزوار، في ظل المؤشرات المتاحة حالياً مع بدء موسم سياحة الأعمال والسياحة الترفيهية عموماً.
نمو قوي
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي للعمليات في «مركز وريزدنس البستان»، موسى الحايك، إن «الأرقام تظهر أن عدد السياح القادمين إلى دبي، خلال النصف الأول من العام الجاري، بلغ نحو 7.1 ملايين زائر، بنسبة نمو تقدر بنحو 8%، مقارنة بفترة النصف الأول من العام الماضي، ما يدل على وتيرة نمو قوية للقطاع السياحي في دبي منذ عام 2011».
وأضاف الحايك أنه «من المتوقع أن تستقبل دبي أكثر من 14 مليون سائح، خلال العام الجاري»، لافتاً إلى أن «معدلات النمو القوية جاءت ضد التوقعات المتشائمة المتعلقة بانخفاض عملة اليورو وتراجع أسعار النفط، فضلاً عن العقوبات على روسيا (التي تعد واحدة من أكبر الأسواق المصدرة للزوار إلى دبي)».
كما توقع أن «ترتفع معدلات الإشغال في النصف الثاني من عام 2015»، مبيناً أن «أسعار الغرف الفندقية تراجعت في المتوسط بنسبة راوحت بين 10 و15%، مع دخول المزيد من الغرف الفندقية إلى السوق خلال الفترة الأخيرة».
وبين الحايك أن «متوسط إشغال الغرف الفندقية في دبي راوح بين 80 و85%، في النصف الأول من العام الجاري، في ظل الأنشطة والفعاليات التي أقيمت خلال الربع الأول من عام 2015، إضافة إلى سياسات الترويج وزيادة تنافسية المنتج السياحي»، لافتاً إلى أن «(مركز وريزدنس البستان) سجل نمواً بنسبة 17% في معدل الإشغال، خلال النصف الأول من العام الجاري».
أداء إيجابي
من جهته، قال المدير العام لفندق «رامادا بلازا جميرا بيتش ريزيدنس»، ألبر كان بولكوم، إن «الفندق سجل بشكل عام أداء إيجابياً، خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي»، لافتاً إلى أن «المنشآت الفندقية ركزت بشكل أكبر على الأسواق الجديدة أو البديلة، لرفع معدلات التدفق منها».
وبين أن «خطط الفندق التسويقية التي كانت تهدف استقطاب الزوار من مختلف الأسواق في هذا العام، مكنته من البقاء متقدماً في معدل الإشغال، مقارنة بفترة النصف الأول من العام الماضي». بدوره، قال القائم بأعمال المدير العام في «مجموعة فنادق سنترال»، جهاد فتوح، إن «الأداء خلال النصف الأول من العام الجاري كان إيجابياً بشكل عام»، مشيراً إلى أن «الفندق حقق استقراراً في معدل الإيرادات، في ظل سياساته لتسعير الخدمات مع الاحتفاظ بالجودة والمعايير».
وأوضح أن «متوسط سعر الغرف الفندقية بالنسبة للمنشأة، في فترة النصف الأول من العام الجاري، وصل إلى 400 درهم لليلة الواحدة»، مضيفاً أن «معدل الإشغال الفندقي وصل إلى نحو 90%، خلال هذه الفترة، مسجلاً نمواً بنسبة 4%، مقارنة بالأشهر الستة الأولى من العام الماضي».
استقطاب الزوار
في سياق متصل، قال المدير العام لفندق «تماني مارينا»، وليد العوا، إن «معدلات الإشغال الفندقي سجلت نمواً، خلال فترة النصف الأول من العام الجاري، على الرغم من دخول معروض جديد إلى السوق»، لافتاً إلى أن «الغرف الفندقية الجديدة أثرت في متوسط الأسعار التي تراجعت بنسبة 20% في فندق (تماني مارينا)، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وهو ما انعكس أيضاً على تراجع الإيرادات في الفندق».
وأضاف أن «معدلات التدفق السياحي، خلال فترة النصف الأول، شهدت نمواً ملحوظاً من بعض الأسواق الجديدة، خصوصاً بعد تأثر السوق الروسية»، مشيراً إلى أن «الفندق يركز بشكل أكبر على السوقين الصينية والهندية في المرحلة الحالية، وغيرهما من الأسواق الجديدة، لمواكبة التطورات الأخيرة في خارطة السياحة العالمية».
وتوقع العوا أن «تشهد السوق السياحية في دبي، مع بداية أكتوبر، تدفقاً كبيراً للزوار، في ظل المؤشرات المتاحة حالياً، مع بدء موسم سياحة الأعمال والسياحة الترفيهية عموماً»، مضيفاً أن «الفنادق ستسجل معدلات إشغال مرتفعة للغاية، إلا أن الأسعار لن ترتفع بالمستويات نفسها، إذ يمكن أن تكون أقل مقارنة بمتوسط الأسعار للفترة ذاتها مقارنة بالعام الماضي».
إلى ذلك، قال المدير العام في فندق ومنتجع «أربيان كورت يارد»، حبيب خان، إن «انخفاض قيمة عملات اليورو والروبل أثر في تدفق الزوار من بعض الأسواق، خلال فترة النصف الأول»، موضحاً أن «النمو في عدد الغرف المتاحة في فنادق دبي عزز المنافسة بين المنشآت لاستقطاب الزوار، ما أسهم في تراجع الإيرادات بنسبة راوحت بين 10 و13% بالنسبة للمنشأة».
ولفت إلى أن «أسعار الغرف الفندقية تراجعت، نظراً لعدم وجود توازن بين المعروض والطلب، ما أوجد حرب أسعار لاستقطاب أكبر عدد من النزلاء، بغض النظر عن معدل الأسعار في السوق».