Site icon IMLebanon

بيئة “حزب الله”.. “يا عيب الشوم على هيك مقاومة”!

 

أثناء دفن قتيل من “حزب الله” في بلدة الحوش البقاعية الأربعاء، وقفت والدته امام الجموع على باب منزلها قائلة “أخذوا مني ولدي تحت حجة أنهم يريدون تدريبهم على تجويد القرآن وحفظه لفترة يومين في حوزة (الامام المنتظر) في البقاع، بعدها اتصلوا بي من مكتب الحزب واخبروني بأنّ الفترة ستطول يومين إضافيين بسبب تكثيف الدروس، وعندما طلبت التحدث مع ولدي أجابوني بأنّه ممنوع على التلامذة الخروج من الحوزة”.

في تلك الحظة، طلب منها احد كوادر “حزب الله” في البلدة التزام الصمت وطلب من ولدها الاكبر ادخال والدته الى المنزل وعدم السماح لها بالخروج الا بعد الانتهاء من عملية الدفن، لكن غضب الوالدة انفجر بوجه المسؤول واسمعته كلام تهجّمت فيه على قادته وعلى سياسة الحزب والطريقة التي تتمّ فيها عملية تجنيد الشبان، وتوجهت اليه “يا عيب الشوم على هيك مقاومة بتاخد الشباب سرقة من أهلها”.

الوالدة المفجوعة بقتل ولدها الاصغر كانت حاولت منذ فترة الانتقال الى بيروت لتعيش فيها مع ابنها البالغ ثمانية عشرة عامًا قبل ان يقتل، لعلمها أن هناك محاولات دؤوبة لاقناع الشبان في بلدتها بحمل السلاح والتوجه الى سوريا للقتال، لكن فقر حال العائلة منعها من تهريب ابنها خصوصًا وان ولدها كان يعمل في كاراج للسيارات بينما شقيقه الاكبر عاجز عن العمل بسبب اصابة كان تعرض لها خلال حرب تموز يوم قصف الطائرات الاسرائيلية منزلهم الواقع بالقرب من منزل قيادي شيخ في حزب الله”، ومع هذا لم يتم التعويض عنهم من قبل الحزب الذي اكتفى بعد انتهاء الحرب بإيفاد مسؤولين للقيام بعملية احصاء لحجم الدمار الذي خلفته اسرائيل بعد أسر “حزب الله” جنديين في عملية ادت الى تدمير البنى التحتية للبنان.

منزل القتيل كان يضج بالناس ومع هذا ظلت الوالدة تردد عبارات تتهجم فيها على “حزب الله” من دون ان تكترث لوجود زوجات وشقيقات كوادر وعناصر في الحزب، وتنقل مجموعة من هؤلاء النسوة اللواتي يؤيدن حركة “أمل” التي يرأسها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الوالدة توجهت الى زوجة مسؤول البلدة في الحزب لتسألها عن مكان وجود ولدها قائلة لها “لماذا مكتوب علينا ان يُسرقوا اولادنا منا، بينما أولادكم ينامون في منازلهم وتكتفون بإرسالهم إلى الحراسة في أماكن آمنة بين الحين والاخر؟ وتضيف: “وعدوني بإعادته بعد يومين بمجرد إنتهائه من دورة دينية، لكنهم اعادوه داخل صندوق وفي جسده اصابتين، واحدة في الرأس والثانية في اسفل المعدة”.

حالة الوالدة هذه جعلت العديد من الامهات يتنبهن الى خطورة ما يقوم به “حزب الله” في عملية تجنيده للشبان، فهناك اهالي تداعوا الخميس الى اجتماع في البلدة نفسها وقرروا فضح افعال الحزب في حال حصول أمور مشابهة، وقد جرى أثناء انعقاد الاجتماع في منزل عائلة قتيل سابق من ال ناصر الدين اشكال جرى خلال اطلاق الرصاص بعد محاولة عناصر من “حزب الله” فرط عقد الاجتماع وتهديدها الحاضرين بعد وصفهم بالعملاء والكفار”.

شقيق القتيل يدعى أبدى تخوفهأ اقاربه على والدته خصوصًا أنّها توعدت مسؤولي “حزب الله” في البلدة بملاحقتهم قضائيًا واتّهامهم بخطف ابنها ثم قتله، ويقول الشاب “اذا قتلوها أو تعرّضوا لها بأي أمر، سوف أفجّر نفسي بهم”.