هاجر كنيعو
«سلامة الطيران خط أحمر بالنسبة الينا كدولة لبنانية والى الاتفاقات والقوانين الدولية التي تؤكد السلامة العامة» قالها وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر بالفم الملآن بعدما بات تراكم النفايات في محيط المطار خصوصاً من الجهة الغربية المحاذية للمدرج الغربي يشكل خطراً داهماً على سلامة الطيران وحركة الملاحة الجوية. وما اشيع من معلومات غير صحيحة حول التهديدات التي أطلقتها 5 أو 6 شركات طيران بالتوقف عن الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، في حال استمرار رمي النفايات لما لذلك من خطورة أثناء عملية الهبوط والإقلاع، تنذر بضرورة تدارك حساسية الأزمة قبل فوات الآوان.
كلام زعيتر جاء بمثابة صرخة تحذيرية لجميع المسؤولين لاسيما وزيري البيئة والداخلية، داعياً إلى إيجاد حل جذري ونهائي وفوري لموضوع النفايات، بدءاً من توقف بلديات الضاحية الجنوبية عن نقل نفاياتها إلى محاذاة سور المطار حيث مكان ردميات حرب تموز 2006، في وقت تنتج الضاحية الجنوبية وحدها أكثر من ألف طن نفايات.
وأكد زعيتر لـ«الديار» أن أجواء إيجابية سادت نقاشات جلسة مجلس الوزارء يوم أمس، وقد عرضت عدة إقتراحات متعلقة بحل أزمة النفايات، لافتاً إلى أنه «على ضوء ما ستتوصل له اللجان المعنية والمكلفة درس مشكلة النفايات الصلبة، سيكون لي موقف ميداني لا إعلامي، فسأمنع شخصياً إبتداء من صباح اليوم أي شاحنة من تفريغ حمولتها في حرم المطار وأسوار مدرجاته في حال لم تتجاوب الهيئات المعنية واللجنة الوزارية مع تحذيري حفاظاً على سلامة الطيران».
ورداً على ما صرحت به بلديتا الغبيري والشويفات حول إستمرارهما قدماً في نقل النفايات إلى «الكوستابرافا»، إستنكر زعيتر هذه المواقف «فمن غير المسموح بعد الأن، أن يفتح كل رئيس بلدية على حسابه غير آبهين بقرارات الدولة».
ولكن ما هي إنعكاسات تراكم النفايات على حركة الطيران؟؟؟
يوضح مدير عام الطيران المدني دانيال الهيبي لـ«الديار» أن إنعكاسات تراكم النفايات في محيط الكوستابرافا التابعة ضمن ملكية أرض المطار، تترجم على ثلاثة اصعدة:
أولاً- أن وجود النفايات، بدأ يستجلب الطيور والحمام التي هي العدو الأول للطائرات، ما يساعد على تكوين بيئة حاضنة لها خصوصاً في مواسم الطيور المهاجرة، علماً أن مديرية الطيران المدني تمتلك أجهزة لتشتيت هذه الطيور، إلا أنها لن تستطيع حل هذه المشكلة جذرياً.
ومن غير المستبعد في هذه الحالة وفق الهيبي، دخول الطيور إلى محرك الطائرة وهنا تكمن الكارثة الحقيقية.
ثانياً- تسرب غازات من النفايات نتيجة إندلاع حريق او أي عامل آخر خاصة مع إرتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي يؤدي إلى تغير كثافة الهواء القريبة من المدارج، ما يؤثر على حركة الطائرات خاصة أثناء عملية الهبوط والإقلاع، ما يسبب حوادث جوية.
أما الأمر الثالث، فيتجلى بحسب الهيبي بإستقدام الحيوانات إلى المطار، فهل من المقبول تحويل مطار رفيق الحريري الدولي إلى «مزبلة»؟؟؟ وهل يحق تغيير المعايير الدولية؟؟؟
ولفت الهيبي أن الشركات الطيران العالمية تترقب ما ستؤول إليه هذه الأزمة بشكل دقيق، «ولو أننا لم نتلق حتى الأن أي قرار رسمي في هذا الشأن، ولكن في حال عدم إيجاد الحلول السريعة، فمن غير المستبعد أن تمتنع شركات الطيران فعلياً بالتوقف عن الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي».
} لا حول ولا قوة }
يؤكد رئيس بلدية الشويفات ملحم السوقي لـ«الديار» أن البلدية «لم تقدم في البداية على رمي النفايات في محيط المطار، ولكن عندما أقدمت بلديات الضاحية الجنوبية على نقل النفايات إلى محيط الكوستابرافا، عندئذ عمدت البلدية إلى القيام بالعمل ذاته على إعتبار ان المكب يقع في أرض عقارية تابعة الشويفات.
اذا كان جمع النفايات بجانب سور المطار يشكل خطرا على السلامة العامة لحركة الطيران، فنحن نرفض بشكل قاطع إلحاق أي ضرر بحركة الملاحة الجوية «وفق ما يقول السوقي»، داعياً إلى إيجاد حلول سريعة لهذه المعضلة «فالبلد لم يعد يتحمل، وإن لم يكن لدى شركة سوكلين بديلاً عن محيط الكوستابرافا، فلا حول ولا قوة».
} لا تعليق .. }
وعندما حاولت «الديار» الإتصال برئيس بلدية الغبيري محمد سعيد الخنسا إكتفى بالقول «لا تعليق»، ليعود ويقول «هذه ليست مسؤولية بلدية الغبيري، بل مسؤولية الحكومة اللبنانية ومجلس الإنماء والإعمار وشركة سوكلين التي تشرف على إدارة هذا الملف منذ التسيعينيات ولا من رقيب ولا من حسيب». ورداً على سؤال ما إذا كانت بلديات الضاحية الجنوبية ستواصل رميها للنفايات في محيط المطار، جاوب ساخراً «سوكلين عم تجمع النفايات، سألوها وين عم تكبون!».