“الوضع الامني في عين الحلوة تجاوز كل الخطوط الحمر.. وهو مقبل على شتى الاحتمالات الامنية”.
بهذه العبارات تصف مصادر فلسطينية الوضع في المخيم، وتشير الى حال “اللا أمن” التي يعيش في ظلها المخيم، خاصة في ظل ظهور الملثّمين من وقت الى آخر، وصولا الى إطلاق النار المتواصل ليلا والمتقطع نهارا في الشارع الفوقاني ومفرق سوق الخضار، ناهيك عما يشاع من قنص في المخيم، حتى ان رصاص القنص استهدف منطقة الحسبة في صيدا.
وتشير المصادر لصحيفة “السفير” إلى أن حركة “فتح” تعيش حالة استنفار عسكري وامني دائمين في المخيم. علما ان هذه الاستنفارات تترافق مع شيوع معلومات عن ان السلفي المتشدد بلال بدر قد غادر منزله مع عدد من المحسوبين عليه واخذ يتنقل بين حي وآخر في المخيم.
وتشير المصادر الى حال من التنسيق الامني والعسكري غير مسبوقة بين قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب وبين القائد السابق للكفاح المسلح في عين الحلوة العميد “اللينو”، وانهما تجاوزا كل المعوقات السابقة التي تمنع تقاربهما وان المعركة مع السلفيين المتشددين قد فرضت ايقاعها على كل مكونات “فتح” وأدت الى تناسي الخلافات والانقسامات السابقة.
في المقابل، فتحت هذه الأحداث ملف القوة الامنية الفلسطينية المشتركة لجهة عدم قيامها باي دور في المخيم رغم ان عديدها قد وصل الى 350 عنصرا بميزانية شهرية مرتفعة.
هذه الامور جميعها طرحها امس وفد “الحراك الشعبي” و”المبادرة الشعبية” على قائد القوة الامنية اللواء منير المقدح الذي اكد “اننا على اتم الجهوزية لتنفيذ أي قرار صادر عن القيادة الفلسطينية لضبط الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة”، مشددا على انه “عندما نتبلغ بقرار للتحرك سننفذه، لو اضطر الامر الى تدمير حي بكامله او استخدام الهاون للجم عصابات القتل التي تأسر مخيم عين الحلوة”.
في المقابل، اعتبر اللواء ابو عرب، أن “جريمة اغتيال الأردني تجاوزت كل الخطوط الحمر”، لافتاً النظر الى أن هناك أطرافاً مرتبطة بمشاريع خارجية أو داخلية لا تريد للمخيم الأمن والاستقرار”. وقال: “نحن لا نريد أن نقوم بتشييع جنازة كل يوم. مأساة نهر البارد لا تزال ماثلة امام اعيننا ولن نسمح بان تتكرر في مخيم عين الحلوة، وما دام القتلة موجودين في المخيم فلا نعرف الى أين ستنتهي الأمور”.
من جهته، شدد امير “الحركة الاسلامية المجاهدة” في عين الحلوة الشيخ جمال خطاب، على ان الخيارات العسكرية ليست حلا. واشار الى ان “هناك واجبا يقع على لجان الاحياء في المخيم، بعدم ايواء اي مذنب ليتمترس في حيهم”.
الى ذلك، ناشد الرئيس السابق لبلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري، الأطياف الوطنية والإسلامية المعنية بالوضع الفلسطيني وداخل مخيم عين الحلوة، انهاء دورة العنف وإراقة الدماء وترويع المواطنين وتهديد أمن المخيم ومحيطه.
والهم الامني في عين الحلوة شكل عنوان الاجتماع بين قيادتي “التنظيم الشعبي الناصري” و “الجماعة الإسلامية”.
واكد الأمين العام لـ “التنظيم” الدكتور اسامة سعد، اثر الاجتماع، على أهمية تحصين الوضع الأمني في المخيم، واعتبر أن الجيش يشكل ضمانة للتماسك الوطني، وأن الرهان قائم على الجيش لاتخاذ اجراءات وقائية، من دون تعسف، لحماية الأمن الوطني والشعب اللبناني.
ودعا المسؤول السياسي لـ “الجماعة” في صيدا والجنوب الدكتور بسام حمود، القوى الفلسطينية الى تحمل مسؤولياتها.
وشدد على انه وسعد توجها بنداء الى كل القوى الفلسطينية لكي تتحمل مسؤولياتها في هذه الفترة الحساسة، والعمل على انهاء هذا الوضع المتوتر لأنه في حال استمراره، سيؤدي الى تفجير الوضع والجميع سيكون خاسراً، وفي المقدمة القضية الفلسطينية.