IMLebanon

عودة بعلبك إلى بعلبك

assi-el-hallani-baalbak

كتب يقظان التقي في صحيفة “المستقبل”:

كأنها العودة الى ذلك الفضاء الواسع بأحواله السابقة ووجوهه وجمالياته وذكرياته وأصواته ممن صنعوا مجد المدينة، من الأخوين رحباني وفيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين وروميو لحود وتوفيق الباشا ووليد غلمية وزمن الخمسينات والستينات الذي صنع مدينة الشمس.

“إلكْ يا بعلبك” استعادة الزمن المفتوح القريب والبعيد، شكلت أمس احتفالية كبيرة بذلك الامتداد الشعري والموسيقي والغنائي والمسرحي. لأكثر من ستين سنة بقيت فيها أعمدة باخوس آلهة الحب على تسامحها وحنينها وعظمتها وجذريتها لم تقطع علاقاتها مع لبنان، كل لبنان ولا على ثقافة الحياة والفنون والأدب.

أمس كانت صورة من ذلك الحنين بمشاركة جمهور واسع تحدى المخاطر الأمنية وقطع الطريق الطويلة وسط اجراءات أمنتها المؤسسة العسكرية على طول الطريق الواسعة والسريعة.

أمسية احتفالية تكريمية في نص مفتوح على شعر خليل مطران وجبران خليل جبران وطلال حيدر وأدونيس وايتل عدنان وصلاح ستيتيه وعيسى مخلوف ووجدي معوض مع طيف ناديا تويني في المكان ومع ألحان غبريال يارد وعبد الرحمن الباشا وبشارة الخوري ومارسيل خليفة وزاد ملتقى وناجي حكيم وابراهيم معلوف وغدي الرحباني.

هذا النص النثري الشعري والموسيقي مفتوح على اداء مسرحي لرفيق علي احمد راوي القصائد الشعرية وغناء فاديا طنب الحاج التعبيري على إيقاع عزف الفرقة الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة رائعة لهاروت فازيليان .

المخرج نبيل الاظن عمل على جمع كل هذه العناصر وصهرها في مشهدية وفي خلطة تجريبية بمؤثرات سينوغرافية من جمال معبد باخوس الى المؤثرات الضوئية. خلطة عاطفية تشبه اكثر مبدعيهم.

اخراج سردي في بنية مركبة تصويرية من لوحات متوازية ، صنعت ما صنعت من مشاعر وانتقلت من فكرة الى اخرى في استعراض طويل مع نجوم كبار صنعوا صورة أقوى من التصميم الإخراجية الذي لم يخل من جرأة وطموح وتحد في جمع كل الطاقات الحية وهذا يكفي وحده ليصنع مشهدية استثنائية .

أمسية من لبنان المؤجل تحاورت وتجاورت مع أزمنتها الجميلة ايام الرئيس كميل شمعون ايام عز رئاسة الجمهورية، وزوجته زلفا ملهمة الفنانين، وبعلبك لا تعيبها الأحداث في الجوار القريب وأيديولوجيا الحرب لانها مدينة تشبه نفسها وأهلها، مدينة الشمس لا يقرب من سحرها الا الشعر والموسيقى والنجوم العالية صحيح غاب شعراء قصيدتها مادياً على الخشبة: ادونبيس وصلاح ستيتية ايتل عدنان وعيسى مخلوف لكنهم حضروا بماوية شعرية وقصائد تجريدية في عمق قصيدة بعلبك وكانت لحظات موسيقية علية مع بشارة الخوري وحنينه وغموضه ومع موسيقى ناجي حكيم الغنائية وموسيقى غبريال يارد واطلالة موانسة لمرسيل خليفة.