كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار”:
شلل على كل المستويات، وجمود مطلق سياسياً. لا خرق لجهة آلية عمل الحكومة، ولا حتى في إيجاد حلّ لملف النفايات، والذي كشف عن غياب فعلي للسلطة. “هذا الأمر أصاب الجميع إصابة بالغة. يوجد عقل إجرامي عندما يجيز أحد ما لنفسه أن يشلّ البلد منذ العام 1992 الى اليوم بذريعة انه يعمل في السياسة”، وفق الرئيس حسين الحسيني، الذي يسأل: “ما هذا النوع من الاستهانة بحياة المواطنين وصحتهم ومستقبلهم ومستقبل البلد؟”. ويؤكد ان اتفاق الطائف أسس لنظام جمهوري ديموقراطي ونقل السلطة من سلطة الأشخاص الى دولة المؤسسات. لكن أي مؤسسات، وكلها لا تعمل؟ فهل نحن أمام أزمة نظام أم أزمة حكم؟
يرى الوزير سجعان قزي ان “ثمة مشروعاً كبيراً أساسياً يجب ألا يغيب عن بالنا تجاه أي عقبة أو حادث يحصل، هو مشروع اسقاط الدولة اللبنانية من خلال إفراغ مؤسساتها حيناً وتعطيل مؤسساتها الأخرى حيناً آخر. فكل ما نراه اليوم من ملفات، من تعيينات وعرسال وآلية عمل الحكومة ونفايات والحبل على الجرار، أكان لهذه القضايا طابع سياسي أم سياحي أم أمني أم بيئي، كلها جزء لا يتجزأ من مسيرة اسقاط الدولة. وأي مقاربة أخرى لهذه المواضيع هي مقاربة جزئية لا علاقة لها بخلفيات الحوادث. من هنا يجب ان يكون هناك رد وطني على كل ما يجري وليس رداً طائفياً أو فئوياً”. ويعتبر ان موضوع النفايات هو موضوع نموذجي لإحدى محطات اسقاط الدولة. “فلا أحد يصدق ان الدولة لا تستطيع ايجاد حل لمعالجة النفايات. على الدولة أن تفرض سلطتها والمطامر في كل قضاء شاء من شاء وأبى من أبى، شرط أن تحسن اختيار المواقع وأن تزود هذه المطامر كل التحصينات الصحية والبيئية كي لا تلوث المياه الجوفية ولا تؤثر على صحة الناس”. ويسمّي ما يحصل اليوم بأنه “نوع من 7 أيار مع فوارق ثلاثة هي: ان السلاح هذه المرة هو النفايات، الساحة ليست بيروت فقط بل كل لبنان، ومن يقوم هذه المرة بـ7 أيار النفايات لا ينتمي الى فريق واحد بل كل الاطراف والاصطفافات. لذا نحن أمام أزمة وطن لأنه لو كان هناك أزمة نظام لكانت حلّت دستورياً، أو لكانت أزمة حكم لكنا اتفقنا على اجراء انتخابات رئاسية ثم نيابية، وبعدها تأليف حكومة. انها أزمة وطن بلغ آخر مطافه، من هنا طرحنا اجراء حوار وطني بعد انتخاب رئيس للجمهورية”.
يختم قزي: “احترامي كبير للرئيس الحسيني، لكن الطائف لم ينقل الدولة من دولة اشخاص الى دولة مؤسسات، فدولة المؤسسات هي دولة الميثاق الوطني التي كانت قبل الطائف، الذي ابتدع الاشخاص، والا كيف نفسّر هذا التعطيل المتمادي للمؤسسات في ما بينها منذ الطائف الى اليوم وبدعة الترويكا؟”.