قدمت الخطوط الجوية القطرية أمس “الورقة البيضاء” للحكومة الأمريكية التي تفند المزاعم الموجهة للناقلة الوطنية من قبل أكبر ثلاث ناقلات أمريكية، والردّ على جميع المسائل التي تمّت إثارتها بشأن اتفاقية الأجواء المفتوحة، والتي تطرح السؤال بخصوص السياسات الأمريكية المتعلقة بالسماح لشركات الطيران بالسفر من وإلى الولايات المتحدة الامريكية بأدنى تدخل حكومي. وأشار تقرير القطرية إلى أن الناقلات الأمريكية الثلاث الأكبر – دلتا ويونايتد وأمريكان إيرلاينز (والنقابات) قد قامت بالضغط على الحكومة الأمريكية للعدول عن موقفها بشأن اتفاقية الأجواء المفتوحة وفرض اتفاقيات أحادية الجانب على الخدمات المقدّمة من قبل شركات الطيران الخليجية، علمًا بأن اتفاقية الأجواء المفتوحة الأمريكية قد صممت خصيصًا من قبل الحكومة الأمريكية لضمان حرية التشغيل للناقلات الأمريكية على نطاق أوسع لشبكة خطوطها دون تقييد الحكومات الأجنبية على المسارات والخدمات التي تقوم بتقديمها. وقد قامت الناقلات الأمريكية الكبرى باستخدام (الحرية السادسة) من حقوق النقل الجوي، وحاربت من أجل الحفاظ على حقوقها في الدخول لهذه الحريات وحقوق الحرية الخامسة (البلد الثالث) علمًا بأن هذه سياسات قد تمّ وضعها ولاستخدامها من قبل الناقلات الأمريكية، وهو ما يثير الجدل حول الادعاءات “بعدم عدالة” حقوق النقل عند استخدامها من قبل شركات النقل الخليجية. توضح الخطوط الجوية القطرية في هذا التقرير العديد من المتغيّرات في سوق الطيران التي قامت الناقلات الأمريكية بالشكوى منها وهي ليست نتيجة “المنافسة غير العادلة” (أو أي شكل من أشكال الدعم) ولكن هي نتيجة التقدّم المهم في تكنولوجيا الطيران والتغيّرات الديموغرافية. فمع الطائرات طويلة المدى B777 وB787 المسافرون للشرق الأوسط والهند سيتمكنون من الطيران بعيدًا عن المطارات الأوروبية المكتظة، والتمتع بخدمة مريحة عبر محطة واحدة إلى وجهاتهم عوضًا عن جعل الرحلة أطول عبر التوقف في محطتين أو ثلاث. هذا التغير في التكنولوجيا قد ساهم في تقصير المسافات وتقريب العائلة والأعمال. وأوضحت الخطوط الجوية القطرية أن الحصة السوقية للناقلات الأمريكية إلى شبه القارة الهندية قد تتحوّل مع الوقت، مع نمو في السوق. كما تنفي الناقلة الوطنية الادعاءات بأن خدماتها تعود بالضرر على الناقلات الأمريكية علمًا بأنها لا تتنافس مع أي ناقلة أمريكية على أي من خطوط الرحلات المباشرة وتخدم المدن التي لا تقوم الناقلات الأمريكية بخدمتها مثل كوشين، كراتشي، امريستار. علمًا بأن الخدمات المقدّمة من الخطوط الجوية القطرية تخدم الناقلات الأمريكية حيث تقوم الناقلة بالتعاون وتزويد الناقلات الأمريكية بحركة النقل. بما في ذلك الخطوط الأمريكية (رحلات الرمز المشترك وشريك تحالف ون وورلد) وجت بلو. ويؤكد التقرير أن عمليات الناقلة القطرية إلى سوق الولايات المتحدة الأمريكية قد ساهمت بشكل ملحوظ في تنمية الاقتصاد من حيث الوظائف، والشحن الجوي وحركة المسافرين وذلك عبر خلق فرص عمل جديدة وفي عمليات الشحن وإجمالاً في حركة المسافرين (نمو في حركة السياحة والأعمال) وتقديم الفائدة للناقلات الأمريكية غير المشمولة ضمن أي تحالف طيران، وشركات الشحن والمطارات. وإضافة إلى استفادة المسافرين الأمريكيين من خدماتها، ساهمت الخطوط الجوية القطرية في دعم صناعة الطيران الأمريكية، حيث تسيّر الناقة اليوم 162 طائرة إلى 150 وجهة، 40% منها طائرات من طراز بوينج تفوق قيمتها 19 مليار دولار أمريكي. وصرّح السيد أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية: “عندما بدأنا بتسيير رحلاتنا إلى الولايات المتحدة عام 2007 لم نحظَ بشهرة واسعة داخلها آنذاك. ومنذ ذلك الحين، نجحنا في تعزيز حضورنا بشكل ملحوظ على الخطوط التي نسيّرها إلى الولايات المتحدة. بات مسافرونا يعرفوننا ويعرفون مستوى خدماتنا على متن رحلاتنا وكذلك حجم شبكة وجهاتنا”. “تشهد رحلاتنا طلبًا متزايدًا من الولايات المتحدة ليس فقط إلى الوجهات في الشرق الأوسط وإنما في مناطق أخرى لا تصل إليها أي شركة طيران أخرى الأمر الذي يجعلنا خيارًا طبيعيًا لعملائنا. أصبح الناس يسافرون أكثر من أي وقت مضى وبوجود اقتصاد مرتكز على مبادئ السوق المفتوحة أن تبقى أجنحتنا مفرودة وليس العكس”. وقد أثبتت الخطوط الجوية القطرية أن خدماتها قانونية ومتماشية مع اتفاقية الولايات المتحدة – قطر التي تنصّ فيها المادة 11.2 على أن “لا يحق لأي طرف بشكل أحادي الحدّ من حجم حركة الطيران أو وتيرتها أو انتظامها أو نوع/أنواع الطائرات المستخدمة من قبل شركات الطيران المعينة من قبل الطرف الآخر.” ورغم هذه اللغة الواضحة إلا أن شركات الطيران الثلاث الكبار تلحّ على حكومة الولايات المتحدة لتجاهل التزاماتها وذلك بفرض حد أحادي الجانب على السعة المسموح بها للخطوط الجوية القطرية. وقد لاحظت شركات الطيران الأمريكية الأخرى أن الحكومات الأجنبية تحاول عادة منع المنافسة من قبل شركات الطيران الأمريكية القوية من خلال تحدي السعة “الفائضة” التي تقدّمها شركات الطيران الأمريكية وقد قامت بتحذير حكومة الولايات المتحدة من الانحراف عن سياسة التجارة الحرة التي عادت بفائدة كبرى على شركات الطيران الأمريكية. ويقول السيد الباكر: “على حكومة الولايات المتحدة رفض المطالب الداعية لتجميد اتفاقية الأجواء المفتوحة بين الولايات المتحدة وقطر والنظر إليها كما هي – محاولة واضحة من قبل شركات الطيران الثلاث الكبرى لتوقيف الخدمات الجوية التي تنافس خدماتها.”
كما قامت الخطوط الجوية القطرية بدراسة الادعاءات التي تخصّ الإعانات المالية والردّ عليها، مشيرًا إلى أن الناقلات الأمريكية تستفيد من سياسات عديدة شبيهة بتلك التي يهاجمونها. وبالفعل، تحصل شركات الطيران الثلاث الكبرى منذ عقود على نوع من أنواع الإعانة المالية إضافة إلى أنواع أخرى من الدعم لم يتم النظر إليها كنوع من الإعانة المالية. وفي الواقع، اعترف العديد من شركات الطيران الأخرى (من بينها شركات طيران أمريكية) علانية أنها هي وشركات الطيران الثلاث الكبرى كانوا ولزمن طويل من المُستفيدين من الإعانات المالية ودعم الحكومة الأمريكية وسياساتها التفضيلية. وعلى الرغم من اعتياد الخطوط الجوية القطرية على المنافسة القوية، إلا أنها أعربت عن قلقها حول الجهود التي تبذلها شركات الطيران الثلاث الكبرى لإقناع حكومة الولايات المتحدة للرجوع إلى قوانين لا تنطبق في الأساس على صناعة الطيران بهدف الحصول على مبتغاهم. القيام بتطبيق سياسات منظمة التجارة العالمية وقوانين التجارة المحلية الخاصة بالولايات المتحدة لتلبية غاياتهم – وهي قوانين تنطبق فقط على تجارة البضائع – سيكون أمرًا غير قانوني بالكامل. وأضاف السيد الباكر: “من المحيّر رؤية كبرى شركات الطيران الأمريكية وهي تصف الخطوط الجوية القطرية بأنها “تهديد”، رغم صغر حجمنا وعدم وجود منافسة مباشرة معهم. تركيزهم منذ سنوات طويلة على الأسواق الأخرى وربحهم الكبير (والمتنامي) يقوض بالكامل هذا الادعاء. تمّ تطوير نموذج الأجواء المفتوحة من قبل شركات الطيران الأمريكية وقد أثبت أن سياسة الأجواء المفتوحة تمهّد الطريق لاقتصاد مفتوح. نحن قلقون لرؤية شركات الطيران الثلاث الكبرى وهي تسعى لتغيير قوانين اللعبة عند رؤيتهم مدى تجاوب المسافرين الأمريكيين للخدمات التي يقدمها منافسوها. تفخر الخطوط الجوية القطرية بخدماتها الحائزة على تصنيف الخمس نجوم ومنتجها الفاخر والمعايير العالية التي تقدّمها لمسافريها على متن رحلاتها.”