يعتزم المغرب تخصيص 5 مليارات دولار من أجل تلبية احتياجات المناطق القروية وتلك التي تعاني من التهميش.
وذلك حسب إعلان العاهل المغربي، محمد السادس، الخميس، بمناسبة عيد العرش.
ودعا العاهل المغربي إلى وضع مخطط عمل، لتوفير وسائل تمويل مشاريع البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية، سواء في مجال التعليم والصحة أو الماء والكهرباء والطرق القروية وغيرها.
وكشف عن أنه أسند إلى وزير الداخلية، الذي تتولى وزارته الإشراف على الجماعات المحلية، القيام بدراسة ميدانية شاملة، لـ “تحديد حاجيات كل قرية، وكل منطقة، من البنيات التحتية، والخدمات الاجتماعية الأساسية”.
وأضاف أن الدراسة شملت ” كل جهات المملكة المغربية، حيث تم تحديد أكثر من 29 ألف قرية، في 1272 جماعة قروية، تعاني من الفقر ثم وضع المناطق والمجالات حسب الأسبقية”.
وأوضح أنه تمت دراسة حوالى 20.8 ألف مشروع، تشمل 12 مليون مواطن يقطنون بأكثر من 24 ألف قرية، وبميزانية إجمالية، تبلغ حوالى 50 مليار درهم (5 مليارات دولار)، وهو ما يمثل حوالى 5% من الناتج الإجمالي المحلي.
ودعا الحكومة إلى وضع مخطط عمل مندمج، يقوم على الشراكة بين مختلف القطاعات الوزارية، والمؤسسات المعنية، لتوفير وسائل تمويل المشاريع، وتحديد برمجة مضبوطة لإنجازها.
وأوصى بإدماج المشاريع المرتقبة ضمن التوجه الجديد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وفي إطار البرامج المقبلة، للمجالس الجهوية المحلية. وقال العاهل المغربي رغم كل ما تم إنجازه، يبقى غير كاف لبلادنا، ما دامت هناك فئة تعاني من ظروف الحياة القاسية، وتشعر بأنها مهمشة، رغم كل الجهود المبذولة.
واعتبر أن “إقامة المؤسسات، على أهميتها، ليست غاية في حد ذاتها. كما أن النمو الاقتصادي، لن يكون له أي معنى، إذا لم يؤثر في تحسين ظروف عيش المواطنين” .
وقال رغم التطور الذي بلغه المغرب “فإن ما يحز في نفسي، تلك الأوضاع الصعبة، التي يعيشها بعض المواطنين، في المناطق البعيدة والمعزولة، خاصة بقمم الأطلس والريف، والمناطق الصحراوية والجافة والواحات، وببعض القرى في السهول والسواحل”.
وشدد على أن الاهتمام بالمواطنين “لا يقتصر فقط على سكان العالم القروي، والمناطق البعيدة وإنما يشمل أيضاً، النهوض بالمناطق الهامشية، والأحياء العشوائية، بضواحي المدن”، موضحاً أن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ركزت على التصدي لمظاهر العجز الاجتماعي.
يشار إلى أنه رغم البرنامج الذي وضعه المغرب في مجال التنمية البشرية، فإن التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة حول التنمية البشرية للعام الماضي، وضع المغرب في المركز 129 ضمن 187 بلداً من حيث مستوى التنمية.
وفي يوليوز/تموز الماضي، نشر البنك الدولي تقريراً صنف المغرب في المركز الثالث ضمن 5 بلدان ذات دخل منخفض.
وأنفق المغرب خلال العشرة أعوام الأخيرة أكثر من 1.8 مليار دولار على التنمية البشرية.