شدد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله على “أننا معنيون جميعا كلبنانيين أن نعي خطورة هذه المرحلة التي تشكل تحديا وتهديدا لوجود وبقاء لبنان، فإذا كانت المقاومة تتولى شأن المواجهة الميدانية بقدراتها وإمكانياتها، وإذا كان الجيش يحاول أن يقوم بما عليه ضمن الإمكانيات المتوفرة لديه لأنه محاصر على صعيد الدعم والتسليح، فإن بقية القوى اللبنانية معنية بالاستقرار والأمن وبسلامة لبنان، سواء على مستوى السلطة السياسية أو على مستوى مكونات القوى السياسية الداخلية”.
فضل الله، وخلال احتفال تأبيني أقامه “حزب الله” في حسينية بلدة عيتا الجبل، قال: “إننا دعونا دائما إلى حوار بين المكونات اللبنانية من داخل حوارنا مع تيار المستقبل ومن خارجه، وقلنا إن هناك مجموعة من المشكلات تواجه السلطة في لبنان سواء على مستوى الحكومة أو على مستوى ملفات كثيرة، من التعيينات إلى رئاسة الجمهورية أو إلى ما شابه، وقلنا إن المدخل الطبيعي للمعالجة تكمن في أن يجلس الأفرقاء في ما بينهم ليتحاوروا ويعالجوا هذه المشكلات، لأن بقاء الأزمة على مستوى السلطة، والشغور على مستوى رئاسة الجمهورية إضافة إلى تعقيدات الوضع الداخلي، باتت تهدد الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في بلدنا”.
وأضاف: “إننا نعمل على حماية استقرارنا الأمني في مواجهة التهديد التكفيري، وأن دعوتنا للآخرين أن يسهموا على الأقل في الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي والإقتصادي والمالي في لبنان من خلال إعتماد طريق الحوار للتوصل إلى تفاهمات في ما بين المختلفين، وهذا هو الطريق والمسلك الطبيعي الذي يمكن أن نعالج فيه قضايانا الداخلية، لأن الإستعلاء وإدارة الظهر والإستكبار ومحاولة تعمية الحقائق لن تؤدي إلى أية نتيجة”.
ولفت فضل الله إلى “أن خصومنا الذين ينتقدون تدخل “حزب الله” في سوريا يتحدثون في دوائرهم الضيقة وفي مجالسهم ونقاشاتهم حتى معنا، أن المقاومة هي التي حمت لبنان من الخطر التكفيري، ويقولون لنا بالفم الملآن لولاكم لاستبيح لبنان، ونحن معكم في قتالكم لهؤلاء التكفيريين، ولكن لا نستطيع أن نعبر عن آرائنا في العلن، وذلك لأن لديهم حسابات خارجية وداخلية، والبعض منهم لديه حسابات مالية عبر الدعم من هذه الجهة أو تلك، وهذا يؤكد ما قلناه منذ اليوم الأول لمواجهتنا لهذا الخطر، بأن الذين ينتقدون ويتهجمون علينا سيأتي اليوم الذي يشكرون فيه هذه المقاومة لأنها حمت لبنان وشعبه”.
وتابع: “إنّ قرانا وبلداتنا ومدننا اللبنانية ما كانت لتنجو من الخطر التكفيري لو أن سوريا كانت قد سقطت في يد التكفيريين، أو أن القصير وحمص كانت لا تزال بأيديهم، أو أنهم احتلوا دمشق وسيطروا عليها كما كانوا يسيطرون على جرود عرسال، فهؤلاء شعارهم الذبح وسبي النساء وقتل الأطفال وتدمير البيوت وتدنيس المقدسات ونبش القبور، وحيث حلوا يرتكبون ما يرتكبون، ولو سمح لهم بالسيطرة على سوريا وعلى مناطقنا الحدودية لكان حل بلبنان ما يحدث في بعض المدن السورية”.
وأشار فضل الله إلى “أن لبنان اليوم محمي من خطر التكفيريين نتيجة تضحيات مجاهدينا، ونتيجة دماء شهداء المقاومة الذين يقاتلون في هذه المعركة التي نحن سنستمر بها، لأنها معركة مصيرنا ووجودنا، فمواقع الرجال ليست إلا في جبهات القتال، وهؤلاء كتب عليهم الجهاد، وكتب عليهم إما أن ينتصروا وإما أن يستشهدوا، ولذلك فإن بلدنا اليوم محمي من هؤلاء التكفيريين لأن فيه هذه المقاومة التي تقدم التضحيات، وفيه معادلة الحماية التي أرسيناها في مواجهة العدو الإسرائيلي والعدو التكفيري ألا وهي معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي لا تزال توفر مظلة الحماية لبلدنا ولشعبنا ولمقدساتنا”، مؤكدا “أننا متمسكون بهذه المعادلة لأنه لا يوجد خيار آخر أمام اللبنانيين إلا أن يحموا بلدهم من خلال المقاومة، بمعزل عن أي سجال أو نقاش أو انتقادات لم تؤد في الماضي ولا اليوم ولا في المستقبل إلى تأمين الحماية والاستقرار”.