أعلن رئيس حركة “الاستقلال” ميشال معوّض ان الإدارة المركزية لشؤون الناس نموذج فاشل وخصوصا في لبنان. وما يحصل اليوم خير مثال على ذلك، لافتا الى ان لبنان يعاني مركزيا أزمة نفايات خطيرة جدا، ولسوء الحظ ما من إمكانية للمحاسبة رغم كل ما نسمعه عن فساد وصفقات على حساب الخزينة والاقتصاد الوطني وعلى حساب البيئة والمواطنين وسلامتهم وصحتهم. وهذا يؤكد أنه حان الوقت للبنان أن يطبّق اللامركزية الإدارية الموسّعة، وإعطاء السلطات المحليّة صلاحيات أكبر، كي نطبّق الشفافية والمحاسبة ويتحقق الإنماء فعلي في كل المناطق.
معوض، وخلال إطلاق مشروع “نحو إستهلاك للطاقة المستدامة في المجتمعات المحلية المختارة من شمال لبنان”، في اردة، قال: “في وقت نعيش فيه المزيد من الفشل والتفكك والانهيار على صعيد مؤسساتنا الدستورية والادارية، وفي وقت نعاني من التعطيل الذي شلّ الحياة السياسية، وفي وقت لا يسود في البلد سوى منطق إثارة الغرائز والنعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية قررنا في مؤسسة رينه معوّض أن نعمل وننتج عوض الكلام. ونحن نصرّ على أن نكمل برسالتنا كي نكسر كل الحواجز المناطقية والسياسية والطائفية والمذهبية، ونصرّ على أن نكافح لغة الغرائز ونعمّم ثقافة الإنماء لحياة أفضل لجميع اللبنانيين أيّا تكن انتماءاتهم”.
وأضاف معوّض: “ان أهمية المشروع تكمن في أنه يساعد على تمكين السلطات المحلية من تطوير قدراتها الذاتية في إدارة شؤونها، وبالتالي يشجّع على تفعيل نظام اللامركزية الادارية والانمائية، التي تشكّل أفضل إطار للشفافية في العمل في الشأن العام لأن المراقبة والمحاسبة المحلية تكون فعّالة أكتر، في حين أن المحاسبة في الإطار المركزي دائما تكون أصعب بكثير رغم أن الفساد يكون منتشر أكثر”.
وتابع: “نحن نعتبر أن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ليست مجرّد دعم لمشروع. شراكتنا مع الاتحاد الأوروبي هي شراكة على مستوى هذه القيم التي تجمعنا، على مستوى نظرتنا الى الانسان، الى التنمية البشرية المستدامة والى حقوق الانسان بالعيش الكريم في أرضه وبحرّية”.
ولف الى ان حرية الانسان، والكرامة الانسانية، حق كل انسان بالتربية وحقه في أن يسعى للتطوّر والتقدّم، ليست فقط مبادئ، بل قيماً نعيشها وأهداف نسعى كل يوم لتحقيقها في مؤسسة رنيه معوض، قيم وأهداف نؤمن بها ونصرّ على أن ندافع عنّها بالفعل والممارسة اليومية. ما من انسان بلا كرامة انسانية، وكل انسان هو قيمة في حد ذاته، وبالتالي فإن حريته مقدسة، وحقه بالإنماء والتطوّر حق بديهي وهو في أساس رسالة مؤسسة رنيه معوّض”.
ويذكر ان المشروع الذي تنفذه مؤسسة رينه معوض يرتكز على شعار “أرده خضراء” وعلى مبدأ حماية البيئة، وهو يهدف إلى التوعية عن كيفية إستهلاك الطاقة، ويضع نموذجاً للعمل البلدي من خلال تعزيز وتنفيذ تدابير التنمية المستدامة لتوفير إستهلاك الطاقة على مستوى المجتمع المحلي والحد من النفقات المتعلقة به.
ومن خلال هذا المشروع، سينعم سكان أرده والبلدات المجاورة ببيئة مستدامة تعزز جودة الحياة وتحترم الممارسات والمعايير الصديقة للبيئة.
وحضر حفل الافتتاح الى جانب الرئيس التنفيذي لمؤسسة رنيه معوض ميشال معوض وممثل الاتحاد الأوروبي مارتشيللو موري، كل من النائب السابق جواد بولس، قائمقام زغرتا ايمان الرافعي، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، رئيس اتحاد بلديات زغرتا زعني خير، رئيس وأعضاء بلدية أرده، رؤساء بلديات ومخاتير، فعاليات اجتماعية وثقافية وتربوية، وحشد من أهالي أرده، وحرف أرده، بيت عوكر، بيت عبيد، وبكافة قرى وبلدات زغرتا الزاوية.
وكانت كلمة لنعوم الذي، وبعد أن شكر لمؤسسة رينه معوض والاتحاد الأوروبي جهودهما لأن يبصر هذاالمشروع النور، أشار الى أن: “المشاريع التي انتهى تنفيذها في بلدتنا وعلى سبيل المثال تجهيز بلدية أرده بآلية تجميع النفايات والمستوعبات اللازمة لها، وتنفيذ مشروع صرف صحي عام بطول 1000 متر لرفع التلوث عن المياه التي تروي بساتين البلدة، والبدء حالياً بتنفيذ مشروع شبكة مياه للشفة في بلدة حرف أرده ليست إلا دليلا ثابتا على على ما أنجزته مؤسسة رينه معوض في نطاقنا البلدي”.
وأكدّ نعوّم مواكبة المشروع بشريا وتقنيا من خلال إعادة استحداث مصابيح الشوارع واستبدالها بمصابيح LED لتوفير الطاقة وعددها 800 لمبة، دعم السلطة المحلية لإنارة 6 مناطق أساسية في النطاق البلدي من خلال الطاقة الشمسية، إضافة الى إختيار 300 أسرة بحاجة ماسّة لنظام خدمة الطاقة الشمسية ودعمها لتركيب أنظمة المياه الساخنة على الطاقة الشمسية وحماية المنازل من العوامل المناخية ومنحها مصابيح من نوع LED ونظام للمياه يساهم بعدم هدر المياه، ودعم البلدية في هندسة مبنى البيت البلدي بما يلائم مواصفات توفير الطاقة ونظامها الصديق للبيئة”.
وشكر الإتحاد الأوروبي لتمويله مشروع الطاقة المستدامة SUDEP بمبلغ يفوق 835 الف يورو، ومؤسسة رينه معوّض لمساهمتها بقيمة تزيد عن 200 الف يورو إضافية من تكاليف المشروع”.
من جهته، اعتبر مارتشيلو موري أن المشروع الذي نطلقه اليوم لا يقتصر على تحقيق أفضل استهلاك للطاقة، بل يتعلق أيضاً بتحسين نوعية حياة المواطنين في هذه المجتمعات المحلية وتعزيز قدرات السلطات المحلية.
واكد ان للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء قناعاتكم عينها، وهذاالمشروع دليل فعلي على الطريقة والسبب اللذين يدفعان الاتحادالأوروبي إلى دعم التنمية المستدامة للمجتمعات والسلطات المحلية على أمل تحقيق نتائج مثمرة.
كما كان لمنسقة المشروع ساندرا شاهين عرض مفصل عن المشروع وأهدافه والنشاطات التي ستتم من خلاله والفئة المستهدفة منه والنتائج التي سيصل اليها المشروع بعد عامين نصف.