بعد ازمة النفايات والترقيات التي يتسبب بها الفراغ الرئاسي والشلل الحكومي، هل تشهد البلاد “فراغاً” ديبلوماسيا؟ السؤال بات يطرح بقوة في الاوساط الديبلوماسية، وخصوصاً وسط “موجة” الوداع التي تشهدها البعثات والسفارات الاجنبية.
بعد تسلّم الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية في هذا الصدد واقرارها مبدأ قبول مجلس الوزراء مجتمعاً، بوكالته عن رئيس الجمهورية، “ترشيح” سفراء أجانب لدى لبنان منعاً للفراغ، يواجه لبنان مشكلة ادارية ودستورية جديدة. لبّها “تعليق” التعيينات الديبلوماسية، نتيجة تعليق جلسات مجلس الوزراء من جهة، وعدم موافقة المجلس مجتمعاً على مجموعة تسميات ديبلوماسية تلقاها من دول وحكومات من جهة أخرى.
ويبدو بحسب مصادر ديبلوماسية معنية ان الفرنسيين وحدهم تمكنوا من الحصول على موافقة رسمية بتعيين السفير ايمانيول بون (يعين سفيراً للمرة الاولى)، خلفاً للسفير باتريس باؤلي، ولاسيما ان طلب الموافقة كان قد ارسل قبل بدء “حقبة” الشلل الحكومي (عيّن بون سفيراً بموجب مرسوم في 19 حزيران الماضي). ويقول سفير اوروبي لـ”النهار” ان بلاده واجهت المعضلة نفسها لدى شغور موقع رئاسة الجمهورية. فهي اضطرت الى انتظار التوافق الرسمي على صيغة “ترشيح” السفراء لترسل ممثلاً لها الى لبنان. ووفقاً للسفير، تتكرر المشكلة نفسها اليوم لدى البعثات الديبلوماسية مع تمدد الشلل الى الحكومة. وبذلك تبدو البعثات الديبلوماسية امام خيارين، أحدهما يقضي بارسال سفير، على ان يقوم بمهمة ادارية (قائم بالاعمال) الى حين موافقة لبنان على اعتماده رسميا، والآخر يقضي بابقاء القائمين بالاعمال الى حين انتهاء ازمة الشغور و… الشلل.
وتوازياً، تستشهد مصادر ديبلوماسية اوروبية بـ”الأمر الواقع” الذي باتت تواجهه سفارة الاتحاد الاوروبي في لبنان، بالتوضيح ان الاتحاد الاوروبي ارسل الى الجانب اللبناني قرار تعيين الديبلوماسيّة الدانماركيّة كريستينا لاسّن، سفيرة له في لبنان، خلفاً للديبلوماسيّة الهولندية أنجيلينا إيخهورست التي غادرت بيروت نهاية الشهر الماضي، على ان تتسلّم لاسّن منصبها الجديد في أيلول المقبل. ووقت عينت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني السفيرة ايخهورست مديرة لقسم اوروبا الغربية والبلقان الغربية وتركيا في الاتحاد الاوروبي، ابتداء من مطلع ايلول المقبل، لا يزال الجانب الاوروبي ينتظر موافقة الحكومة اللبنانية على تعيين “الخلف” في بيروت، علماً ان البولوني ماتشي غولوبيتسكي يقوم راهناً بمهمة قائم بالاعمال.
ووفقا للمصادر الاوروبية، فإن برلين كانت ارسلت الى الجانب اللبناني طلب ترشيح سفير جديد لها في الاسابيع الماضية، الا ان الطلب لم يبت بعد. وتفيد المصادر ان هذا الواقع لن يؤثر في قرار مجيء السفير الجديد والمحدد مبدئيا في 18 الجاري.