IMLebanon

انفصال مجموعات الإنتاج بسبب الحرارة المرتفعة والتقنين يثير غضب المواطنين

Electricity4

 

تضرب لبنان موجة من الحر مع درجات حرارة تخطت الـ 40 درجة في عدد من المناطق، ما أدى الى سلسلة أعطال في مجموعات انتاج الكهرباء نتيجة ارتفاع الحرارة والرطوبة، وتالياً انقطاع التيار الكهربائي عن عدد كبير من المناطق، التي تعاني أصلاً من انقطاع مستمر للمياه ايضاً.

 

وفق “مؤسسة كهرباء لبنان”، انقطع صباح الأحد الماضي خط النقل توتر 220 ك. ف. بين محطتي دير نبوح وكسارة بسبب ارتفاع الحرارة والرطوبة، ما أدى الى انفصال معظم مجموعات الإنتاج عن الشبكة، وتالياً انقطاع التيار الكهربائي عن معظم المناطق. وعلى الفور، بوشر العمل لإعادة ربط هذه المجموعات تدريجياً بالشبكة، فعاد الوضع الى ما كان عليه. وقد أدت حادثة الانفصال الى تعطل المحوّل 220/66 ك. ف. في معمل الزهراني الذي يغذي مناطق الزهراني وصيدا والنبطية والمصيلح، ما أدى الى انقطاع التيار الكهربائي عنها الى حين تصليح العطل وإعادة المحوّل الى الخدمة. وفي ما يتعلّق بأعمال الصيانة الطارئة الجارية على المجموعة الغازية الاولى في معمل الزهراني والتي تقوم بها الشركة المشغلة بإشراف الشركة الصانعة، تبين أنها تتطلب مزيداً من الوقت اذ من المتوقع الانتهاء منها وإعادة المجموعة الى الخدمة في غضون اليومين المقبلين، بما يسمح بخفض التقنين الإضافي الناجم عن أعمال الصيانة واستقرار التغذية بالتيار الكهربائي، لا سيما في مناطق بيروت الإدارية.

والانقطاع المستمر للكهرباء المتزامن ايضاً مع انقطاع للمياه، أثار غضب عدد من سكان المناطق ومنهم ابناء صيدا وفاعلياتها السياسية والحزبية والدينية. ونفذ عدد من ابناء المدينة اعتصامات رمزية قبالة مرفأ صيدا وامام مصلحة المياه في محلة البوابة الفوقا، واقدموا على قطع بعض الطرق بالاطارات المشتعلة والعوائق. وبعد اتصالات اجرتها النائبة بهية الحريري خلال اليومين الماضيين، تبلغت أمس من رئيس مجلس ادارة مؤسسة مياه لبنان الجنوبي المهندس احمد نظام، استئناف ضخ المياه الى بعض احياء صيدا وانه يتم حالياً تغذية منطقتي صيدا القديمة ومحيط وسط المدينة على ان تتم لاحقاً تغذية مناطق واحياء اخرى فيها مداورة. كذلك اطّلعت الحريري هاتفياً من مدير معمل كهرباء الزهراني المهندس احمد عباس على وضع المعمل في ظل استمرار العطل على المجموعة الأولى، فأبلغها ان اصلاح العطل جار على قدم وساق لكنه يحتاج الى بعض الوقت نظراً الى أنه يجب تركيب قطعة خاصة بمجموعة التوليد وتجربتها للتحقق من انتظام عملها. وكانت الحريري قد اجرت اتصالاً هاتفياً بعضو مجلس ادارة “مؤسسة كهرباء لبنان” وليد مزهر نظراً الى وجود المدير العام للمؤسسة المهندس كمال الحايك خارج لبنان، اذ طالبت المؤسسة بالعمل على توفير التغذية للمدينة وجوارها عبر الشبكة الرئيسية من المعامل الأخرى في انتظار انجاز عطل الزهراني.

وتحت عنوان “نطالب بوضع حدّ للتسيّب والفساد في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي”، عقد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد مؤتمراً صحافياً، ركز فيه على ازمتي المياه والكهرباء في صيدا. واكد أن السبب الأساسي لقطع المياه عن المدينة هو التسيّب والفساد في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، مطالباً وزير الطاقة والمياه بالتفتيش وبوضع اليد على ملف المؤسسة لمعالجة أوضاعها بالسرعة القصوى. واعتبر أن اللجوء إلى مضاعفة ساعات تقنين التيار الكهربائي، إلى درجة قطع التيار بشكل شبه كامل عن المدينة، هو إجراء ظالم وغير مبرر، داعياً مؤسسة الكهرباء الى العودة عن هذا الإجراء بسرعة، ومؤكداً أن المواطن لم يعد قادراً على تحمل المزيد من الاستخفاف بحقوقه، لافتاً الى أن الغضب الشعبي على حافة الانفجار.

بدوره، أصدر مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان بياناً جاء فيه: “في ظل هذه الظروف السياسية والأمنية الصعبة التي يعيشها اللبنانيون، ينبغي أن يمنح الوضع المعيشي والخدماتي بعضاً من الاهتمام وخصوصاً حيال الخدمات وفي مقدمها الماء والكهرباء. لقد بحّ الصوت، ونحن نناشد المعنيين والمسؤولين ان يتذكروا اننا في فصل الصيف ومع موجات حرارة غير عادية”.

أضاف البيان: “الوضع الاجتماعي اصبح على حافة الانفجار وهذا أمر لا نريده ولا تريدونه. هذا نداء وصوت متجرّد نرجو ان تسمعوه وان تعملوا جادين من اجل الأرض والانسان في هذا الوطن”.

في هذا السياق، أقدم عدد من الشبان على قطع اوتوستراد حبوش – النبطية احتجاجاً على التقنين القاسي للتيار الكهربائي، وعمد البعض على احراق الاطارات وسط الاوتوستراد ما تسبب باقفاله لبعض الوقت.

 

الازمة مستمرة…

أزمة الكهرباء ليس أزمة منطقة واحدة، بل هي أزمة تعاني منها البلاد عموماً، وسببها الرئيسي هو الفارق الكبير بين القدرات الإنتاجية وحاجة الاستهلاك، بالاضافة الى تأخّر تجهيز المعامل في البداوي والزوق والجية، رغم أن خطة وزارة الطاقة حددت سنة 2015 لعودة الكهرباء 24 /24 ساعة، ما جعل القدرة الإنتاجية للمعامل الحالية لا تزيد عن 50% من الحاجة الاستهلاكية. أما البواخر التركية فقد ازدادت أهمية دورها في ظل تراجع القدرة الإنتاجية للمعامل، وهي تنتج حالياً نحو 283 ميغاواط وتستطيع رفع طاقتها إلى زهاء 400 ميغاواط في حال طلبت الدولة ذلك. وبحسب الارقام، تصل مجمل القدرة الإنتاجية الموضوعة على الشبكة الى نحو 1650 ميغاواط فيما يقارب الطلب الـ 3000 ميغاواط. ويشير بعض الأرقام الى أن ما بين 30 و40% من الطاقة المنتجة في لبنان يتم إهدارها، في وقت تكشف دراسات حديثة ان 60% من محطات توليد الكهرباء يعود عمرها الى أكثر من 20 عاماً و10% من هذه المحطات بلغ عمرها نحو 40 عاماً.