Site icon IMLebanon

فشل المساعي الفرنسية “الرئاسية” لدى طهران

 

 

 

تجمع مصادر ديبلوماسية أوروبية وعربية على التأكيد أن أزمة الشغور الرئاسي في لبنان لن تشهد حلا سريعا لها خلال فصل الصيف رغم التحركات التي تشهدها عواصم أوروبية وإقليمية في هذا الاتجاه، لأن أوان الحل ـ التسوية التي تعمل له مرجعيات دولية بالتنسيق مع الفاتيكان لم يحن بعد.

وفي هذا الإطار، كشفت أوساط ديبلوماسية لصحيفة “الأنباء” الكويتية أن المساعي الفرنسية لدى طهران لفصل الأزمة الرئاسية عن أزمات المنطقة باءت بالفشل، لأن طهران غير مستعدة بعد للانتقال من النووي الى ملفات المنطقة، وبالتالي هذا الملف برمته مؤجل الى السنة الجديدة.

وقالت الأوساط ان باريس كانت تعول على خرق رئاسي يساهم في تبريد الأجواء السياسية ويعيد عجلة المؤسسات الدستورية، ولكن مساعيها اصطدمت بالأولويات الإيرانية.

وتشير مصادر سياسية الى أن الاستحقاق الرئاسي لايزال قابعا على «رف» الانتظار في العواصم الإقليمية، وأن هذا الانطباع عززته زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى طهران والتي شكلت في شقها الإقليمي «جس نبض» للموقف الإيراني حيال ملفات المنطقة، ولاسيما بعد توقيع الاتفاق النووي مع الغرب.

إلا أن متابعين للحركة الفرنسية نقلوا عن رئيس ديبلوماسيتها انطباعا مماثلا للانطباع الذي كان تكون لدى الموفد الرئاسي الفرنسي سابقا جان ـ فرنسوا جيرو خلال زياراته المتكررة الى العواصم الإقليمية.

في حصيلتها، أن المسؤولين الايرانيين منشغلون بإمرار الاتفاق النووي على المستوى الداخلي وهم غير مستعدين لمقاربة أي موضوع آخر، لاسيما على المستوى الإقليمي.

وطبعت الموقف الإيراني «لازمة» كررها السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي في الآونة الأخيرة، جوهرها أن طهران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، فكيف بالأحرى الدول الصديقة كلبنان؟

في هذا السياق، قالت مصادر مطلعة على النهج الإيراني قبل مفاوضات الاتفاق النووي وخلالها وبعدها ان طهران ترى أن ملفات المنطقة منفصلة عن الملف النووي، لأن لكل أزمة في بلد ما وضعية معينة تختلف عن البلد الآخر.

لذلك تدعو المصادر الى عدم المراهنة على دور إيراني في الملف الرئاسي يناقض أو يحرج حزب الله الذي تمنحه طهران حق البت فيه على نحو يتناسب مع صعوبات الواقع السياسي اللبناني الراهن.

وتقول مصادر مطلعة على أجواء زيارة فابيوس ان باريس لم تكن تتوقع الحصول على حلول سحرية وفورية للملف اللبناني، لكنها كانت تأمل استنادا الى المشاورات الجانبية التي جرت على هامش المفاوضات حول النووي، أن يساعد المسؤولون الإيرانيون في إيجاد فجوة ما في الجدار السميك للأزمة اللبنانية يسمح لاحقا بالشروع في ابتكار حلول تسووية.

لكن لطهران حسابات مختلفة، فهي تدرك أن الساحة اللبنانية جزء من الساحة الاقليمية المشتعلة منذ فترة طويلة، وأن الحلول اللبنانية مرتبطة بمصير الحرب الدائرة في سورية، وأن واشنطن وحدها قادرة على إدارة هذه المفاوضات ما يستوجب انتظار التحرك الأميركي.

صحيح أن فابيوس كان قد مهد لزيارته بانتزاع تفويض من الدول الخمس الى جانب بلاده، لكن التفويض لا يعطي كامل الصلاحية لتقاسم المصالح.

والإدارة الأميركية بدورها تبدو غارقة الآن في انتزاع تأييد الكونغرس للاتفاق حول النووي مع إيران، ما يعني أن إيران لن تقدم على أي خطوة بانتظار تكريس الاتفاق دستوريا في الولايات المتحدة الأميركية. وهنا بيت القصيد.