Site icon IMLebanon

كسروان: كل بلدية مسؤولة عن نفاياتها!

waste-file
حنان حمدان

ينذر مشهد تكدّس النفايات في شوارع وأحياء قضاء كسروان بأزمة ستتفاقم تدريجاً في هذه المنطقة. وقد تم نقل جزء من النفايات المتراكمة في الشوارع، صباح اليوم، إلى أماكن مجهولة، فيما بقي الجزء الأكبر منها على الطرق، وفق ما أكده رئيس إتحاد بلديات كسروان نهاد نوفل لـ”المدن”.

ولم تستطع غالبية بلديات القضاء، حتى اليوم، الخروج من هذا المأزق ولو بحلول مؤقتة، كإيجاد عقار (مشاع) لطمر النفايات فيه، يجنبها مشهد النفايات المتراكمة بمحاذاة الطرق، لاسيما وأن المعنيين في الدولة بإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة حيدوا أنفسهم عن هذا الموضوع، وتم تحميل البلديات مهمة البحث عن بديل لمطمر الناعمة – الذي توقف العمل فيه منذ 17 تموز الماضي.

المشهد العام في معظم بلدات كسروان “سيء بالمجمل”، بحسب نوفل، الذي يشير إلى أنّ “الأمور تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، بعد أن رمى المعنيون الطابة في ملعب البلديات، وهو ما كان يفترض أن تتحمل مسؤوليته الدولة التي صادرت أموال البلديات من الخلوي والصندوق البلدي المستقل منذ وقت. فلماذا لم تؤمن مستحقات البلديات قبل أن تجبر على معالجة أزمة النفايات لوحدها؟”.

وفي السياق، يشير رئيس بلدية داريا، فارس خليل صفير في حديث لـ”المدن”، إلى أن “في داريا البلدة الصغيرة أصبحت أكوام النفايات أشبه بتلال مرتفعة، فهناك بعض الآليات المجهولة تقوم بنقل النفايات إلى شوارعنا خلسة، ما يزيد الأمر سوءاً. لاسيما وأن موقع البلدة يعلو مغارة جعيتا ويمنع في هذه المنطقة تأمين أي عقار لطمر النفايات أو تجميعها”. ولكن هل تم إقتراح أي حلول للخروج من هذه الأزمة؟، يقول صفير: “نحن بانتظار إجتماع المجلس البلدي يوم غد ولا حلول مقترحة حتى الساعة!”. ما يعني أن البلديات وبعد 19 يوماً على أزمة النفايات ما زالت تدور في حلقة مفرغة، ولا حلول مقترحة حتى الأن. فكيف لهذه البلديات أن تقوم بمعالجة ازمة نفايات عجزت عنها دولة بكاملها؟

هذا في وقت بدأت الخلافات بين بلديات المنطقة تظهر إلى العلن، على خلفية الضجة التي أثيرت في الآونة الأخيرة حول اقتراح رئيس بلدية رعشين جرجورة عقيقي رمي نفايات المنطقة في أرض يملكها “الوقف” في نطاق بلديته، قبل أن يتراجع عنه فيما بعد، وفق ما أكده بيان صدر عن إتحاد بلديات كسروان- الفتوح اليوم، شرح واقع الخلاف القائم إذ “لم يتخذ مجلس الإتحاد الذي يتألف من 51 عضواً أي قرار لنقل النفايات الى بلدة رعشين نظراً لأن القرار لا يمكن أن يتخذ إلا بإجماع الأعضاء. وأمام هذا الواقع بات تلقائياً على كل بلدية أن تتدبر أمر النفايات ضمن نطاقها البلدي كما تشاء”.

ما اعتبره عقيقي، “أمراً يصعب تحقيقه، لاسيما وأن الحلول الفردية مؤقتة”، وتقوم بها البلديات منفردة بانتظار أن يتخذ مجلس الوزراء قراراً في هذا الشأن. وللغاية “تقوم بلدية رعشين بجمع النفايات داخل عقار في البلدة لفرزها وبيعها لاحقاً إلى شركات خاصة”. أما عن العقار الذي إقترحه لتجميع النفايات فيه، يقول: “إقتراحي أتى بعد الحديث عن توضيب النفايات لفترة زمنية حتى تلزّم إحدى الشركات خدمة النفايات في المنطقة، وتم التراجع عنه فيما بعد بسبب عدم قدرة الأهالي على تحمل هكذا عبء”.

وعليه، فواقع معظم بلدات قضاء كسروان اليوم شبيه بما كان عليه الوضع في العاصمة بيروت قبل تنفيذ الخطة الطارئة لإزالة النفايات المتراكمة إلى عقار في منطقة الكرنتينا. لكن يتوقع في الأيام القليلة المقبلة أن يزداد الوضع في كسروان سوءاً جراء أزمة النفايات، نظراً لغياب الحلول القابلة للتنفيذ، سواء في القضاء المذكور أو في لبنان عامة!