Site icon IMLebanon

صيدا: لا مياه ولا كهرباء

saida

محمد صالح

حالة من الغضب والاستياء تسود صيدا واحتجاجات واعتصامات استنكارا للتقنين الحاد في الكهرباء التي لا تتعدى الساعة والنصف الى ثلاث ساعات تغذية في الليل والنهار كل 24 ساعة مترافقة مع انقطاع المياه عن معظم احياء صيدا منذ ما يزيد عن أسبوعين.. الأمر الذي تزامن ايضا مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.

هذه الاحتجاجات ترجمت بوقفات للاهالي متنقلة ما بين مبنى مؤسسة الكهرباء في المدينة ومبنى مؤسسة المياه اضافة الى قطع للطرق على الكورنيش البحري قبالة ميناء الصيادين في شارع رياض الصلح في محلة البوابة الفوقا بمستوعبات النفايات والاطارات المشتعلة، مهددين بتصعيد التحرك وتشغيل المضخات، مطالبين نائبي المدينة باتخاذ موقف من الإهمال الحاصل تجاه المدينة واهلها.

سعد: كفى، لقد طفح الكيل…

تحت عنوان «كفى، لقد طفح الكيل» عقد أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد مؤتمراً صحافياً امس خصصه لأزمتي المياه والكهرباء في صيدا. واعتبر سعد أن اللجوء إلى مضاعفة ساعات التقنين للتيار الكهربائي، إلى درجة قطع التيار بشكل شبه كامل عن المدينة، هو إجراء ظالم لا مبرر فعليا له، داعياً مؤسسة الكهرباء للعودة عن هذا الإجراء بسرعة. وأشار سعد الى أن المواطن يؤكد للجميع انه طفح الكيل ولم يعد قادراً على تحمل المزيد من الاستخفاف بحقوقه، لافتاً الى أن الغضب الشعبي على حافة الانفجار.

ودعا سعد الى وضع حد للتسيب والفساد في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، مشددا على أن قطع المياه عن صيدا سببه الأساسي هو التسيب والفساد في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، مطالباً وزير الطاقة والمياه والتفتيش بوضع اليد على ملف المؤسسة لمعالجة أوضاعها بالسرعة القصوى.

وأعلن سعد ان نزول النساء والرجال والشبان إلى الشوارع مؤخرا هو تعبير عن السخط والغضب من الظلم اللاحق بهم من قبل مؤسستي المياه والكهرباء.

وشدد سعد على ان المبررات المعلنة حول أسباب وقف التغذية بالكهرباء من معمل الزهراني هي مبررات غير مقنعة.

من جهتها، اكدت النائبة بهية الحريري ان من حق صيدا كما كل منطقة من لبنان ان تأخذ حقها من المياه والكهرباء، وطالبت المعنيين بإنصاف المدينة. واعلنت الحريري انها تبلغت امس الاثنين من رئيس مجلس ادارة مؤسسة مياه لبنان الجنوبي المهندس احمد نظام انه تم صباح امس بدء ضخ المياه الى بعض احياء صيدا، وانه حاليا تتم تغذية منطقتي صيدا القديمة ومحيط وسط المدينة، على ان تتم بعد الظهر تغذية مناطق واحياء اخرى فيها مداورة..

كما اطلعت الحريري هاتفيا من مدير معمل كهرباء الزهراني المهندس احمد عباس على وضع المعمل في ظل استمرار العطل على المجموعة الأولى، حيث ابلغها عباس ان اصلاح العطل جار على قدم وساق لكنه بحاجة الى بعض الوقت نظرا لكونه يتوجب تركيب قطعة خاصة بمجموعة التوليد وتجربتها للتحقق من انتظام عملها.

وطالبت الحريري مؤسسة كهرباء لبنان بالعمل على تأمين التغذية لمدينة صيدا وجوارها عبر الشبكة الرئيسية من المعامل الأخرى بانتظار انجاز عطل الزهراني.

الجماعة وبلدية صيدا

وكان موضوع الانقطاع المتمادي للتيار الكهربائي وللمياه عن صيدا محور اللقاء الذي عقد امس في مركز الجماعة الاسلامية في صيدا وشارك فيه المسؤول السياسي للجماعة في الجنوب الدكتور بسام حمود ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي بحضور عضو اللجنة السياسية محمد الزعتري، وجرى خلال اللقاء بحث أزمتي الكهرباء والماء اللتين تعاني منهما صيدا، وخلال اللقاء جرى الاتصال بالجهات المعنية بمؤسستي الكهرباء والماء للوقوف على حقيقة الأزمة التي يكتوي بحرّها وشحّ مياهها كل المواطنين، خاصة أن الوعود بعودة التيار الكهربائي إلى ما كان عليه قبل الأزمة الأخيرة كلها ذهبت ولم يتم الالتزام بها، مما انعكس أزمة حادة في تأمين مياه الشفة إلى الأهالي في منازلهم. ولتأمين عودة المياه في ظل انقطاع الكهرباء، جرى ابلاغ مؤسسة مياه صيدا لتأمين المازوت المطلوب لتشغيل المولدات من بلدية المدينة ويمكنهم استلامه من اليوم (امس).

حمود شدد على أن التبريرات التي تسوقها مؤسسة كهرباء لبنان لأزمة انقطاع التيار الكهربائي بوجود أعطال تنم عن الاستهتار والفشل في إدارة هذه المؤسسة بدءًا من الوزير وصولاً إلى الإدارات المحلية التي تنتظر الأزمات حتى تبحث عن الحلول، محذرا من ردة فعل المواطن المحقة قائلا: «إننا لن نتوانى عن دعوة الناس ونحن معهم لمحاصرة المؤسسات المعنية وطرد المسؤولين الفاشلين منها والقيام بكل التحركات التصعيدية حتى يعود للمواطن حقه المسلوب من الكهرباء والمياه».

من جهته، السعودي شدد على ان بلدية صيدا مستعدة لتأمين مادة المازوت لتشغيل المولدات لجر المياه، والبلدية مستعدة لتوفير المازوت اللازم لمصلحة مياه لبنان الجنوبي من أجل تأمين المياه بانتظار عودة التيار الكهربائي. واشار السعودي الى ان معمل الزهراني للاسف تعطل 100 في المئة وهناك قطعة تجري محاولات لتصنيعها في لبنان، وإذا ما تم ذلك فإن الأزمة ستستمر ونسأل الله الفرج للجميع.