IMLebanon

افتتاح قناة السويس الجديدة غداً وسط احتفالات «أسطورية»

SUEZCANAL3

علي قصاب
يفتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غداً، احد مشاريعه «القومية« المعروفة رسمياً واعلامياً بـ»قناة السويس الجديدة»، التي يبلغ طولها الإجمالي 72 كيلومتراً، وتتيح بمضاعفة الحجم اليومي لمرور السفن والبواخر في الإتجاهين بالقناة، وسط احتفالات يصفها عدد من المتابعين بالـ»الأسطورية«، تتولى تنظيمها شركة «ميماك أوغلفي«.

وسيجرى حفل التدشين الذي يحل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ضيف شرف عليه في الاسماعيلية على ضفة قناة السويس (وسيشارك من لبنان رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة تمام سلام). وسيتم نشر 10 الاف شرطي عبر البلاد خلال مراسم التدشين تحسباً لأي هجمات ارهابية. وستشرف هيئة قناة السويس على الإحتفالات وحملة الإتصالات العالمية، التي سينفذها التحالف العالمي لشركة «دابليو بي بي« ـ إحدى اكبر الشركات العالمية في مجال الإتصالات والتسويق بالتعاون مع عدد من الشركات المحلية المصرية. وتقوم بقيادة هذا التحالف شركة «ميماك اوغلفي وميذر«، بدعم من «ميماك اوغلفي للعلاقات العامة وميديا ويفز«، و«إيميكو« للسياحة، و«جي دابليو تي«، و«مايندشير وريشارد أتياس«.

وستعود القناة بالمنفعة إلى الإقتصاد المصري عن طريق خلق فرص عمل جديدة للسنوات القادمة، نظرا لما ستتمتع به من موقع رائد في التجارة العالمية.

الحلم أصبح حقيقة

ويعتبر مشروع تطوير القناة من المشاريع الكبرى للسيسي، الذي ركز حملته الانتخابية على انعاش الاقتصاد الذي تدهور منذ اسقاط الرئيس الاسبق حسني مبارك اثر ثورة شعبية مطلع العام 2011، واعادة الامن.

والهدف من تشغيل المجرى الجديد البالغ طوله 72 كيلومترا، مضاعفة القدرة الاستيعابية لحركة الملاحة في القناة التي تعتبر ممراً رئيسياً مهماً يربط بين البحرين الاحمر والمتوسط.

واستطاعت الحكومة إنجاز القناة الجديدة في وقت قياسي، يحول الحلم والفكرة لحقيقة وواقع غير مسبوق، فلم يحدث أن جمع شعب مدخراته لكي يموّل مشروعاً قومياً ثم يعمل بجد واجتهاد لتنفيذه مثل مشروع قناة السويس الجديدة فقد استطاع أن يجمع حوالى 8,5 مليارات دولار في ستة أيام لتمويل مشروع طموح تم بدء العمل فيه في 6 آب 2014.

وتتوقع هيئة القناة ان يكون بوسع نحو 97 سفينة عبور القناة يوميا بحلول 2023 مقابل 49 سفينة حاليا. وستسمح بسير السفن في الاتجاهين، ما سيخفض مدة الانتظار المفروضة عليها من 18 الى 11 ساعة.

في هذا السياق، قال الخبير في مركز «كارنيغي« للشرق الاوسط عمر عدلي «انها رسالة موجهة الى الجمهور والى المستثمرين الاجانب لاثبات قدرة الحكومة على انجاز مشاريعها».

وتعد قناة السويس التي اقيمت قبل 146 عاماً، محوراً هاماً للتجارة العالمية واحد الممرات التي تشهد اكبر حجم من الملاحة في العالم. وسيؤدي افتتاح القناة الى زيادة ايرادات القناة السنوية من 5,3 مليارات دولار (حوالى 4,7 مليارات يورو) متوقعة للعام 2015 الى 13,2 مليار دولار (11,7 مليار يورو) عام 2023.

وكان رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، قال ان «قناة السويس الجديدة ليست مجرد ممر مائي وإعجاز هندسي تم في وقت قياسي، بل باعث للامل للمصريين في مستقبل مليء بالفخر والفرص البناءة«، لافتاً إلى ان «إجمالي معدلات التكريك تعدى ما يزيد على 210 مليون متر مكعب بنسبة تفوق الـ80 في المئة من المخطط العام لأعمال التكريك«.

مراسيم الافتتاح

وتبدأ مراسم الإفتتاح، بعزف النشيد الوطني المصري واستعراض حرس الشرف، ثم عرض فيلم وثائقي بعد إطلاق الرئيس المصري إشارة بدء الحفل، تتبعه كلمة ترحيب لرئيس هيئة قناة السويس. ثم يقوم السيسي بالتوقيع على وثيقة بدء تشغيل القناة الجديدة، ثم كلمة السيسي التي في نهايتها سيعطي إشارة بدء التشغيل، وسيقول نصاً: «نحن عبد الفتاح السيسي نأذن ببدء تشغيل قناة السويس الجديدة».

وبمجرد إعلان السيسي الافتتاح، ستبحر سفينتان في اتجاهين متعاكسين لأول مرة في تاريخ القناة.

ومن المقرر أن يقود السيسي، قافلة بحرية عبر الممر الملاحي الجديد، على متن يخت كانت تملكه في الماضي العائلة المالكة، في حضور عدد من رؤساء الدول الاجانب. كما سيجرى عرض جوي تشارك فيه طائرات «الرافال« الثلاث و«طائرات الاف-16« الثماني، التي تسلمتها مصر مؤخرا من فرنسا والولايات المتحدة.

ويبث في تلك الأثناء عدد من الأغاني الوطنية، وعرض للأوبرا. ويعزف الموسيقار عمر خيرت مقطوعات موسيقية، ثم مشهد النصر، وينتهى الحفل بالسلام الوطني. ثم يلتقط الرئيس صورة تذكارية مع الرؤساء والزعماء والملوك، ويعودون بحراً إلى مقر الضيافة، ثم إلى خيمة العشاء، ويليه حفل مسائي.

وعززت السلطات الأمن للحيلولة دون وقوع هجمات في شبه جزيرة سيناء، حيث تُجرى مراسم الاحتفال.

وكانت علقت في مطار القاهرة لافتات كتب عليها «قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالم»ـ فيما رفعت اعلام مصرية في جميع انحاء العاصمة.

تجدر الإشارة إلى أن القناة القديمة، تجلب نحو 5 مليارات دولار سنويا، فيما يتوقع أن تضاعف القناة الجديدة التي تسمح للسفن بالمرور في الاتجاهين العوائد لتصل إلى 15 ملياراً بحلول عام 2023.

حقائق حول القناة الجديدة

تقع قناة السويس الجديدة في قلب رؤية شاملة لتطوير منطقة صناعية متطورة على طول خط القناة ستعرف بمشروع تنمية قناة السويس. وسيخلق مشروع التنمية الجديد فرصا لتطوير مناطق صناعية ستخدم قطاعات مختلفة مثل التصنيع والنقل وإصلاح السفن وغيرها، بحسب ما أعلنه بيان صادر عن السفارة المصرية في بيروت.

وأكد البيان ان «المحور الجديد سيتيح الوصول لما يزيد عن 1.6 مليار مستهلك حول العالم، نظرا لما تتمتع به القناة من موقع متميز في التجارة العالمية. وستستفيد مصر من التنمية المستدامة لاقتصادها بصورة كبيرة عن طريق خلق فرص عمل جديدة لسنوات قادمة. ويسهم بناء القناة بموازاة القناة الحالية في مضاعفة حجم هذا الممر المائي الضخم، ما يتيح تقليص فترة انتظار وعبور السفن. كما تسمح القناة الإضافية بمضاعفة حركة المرور اليومية للسفن، حيث من المتوقع أن تعبر القناة نحو 97 سفينة يومياً بحلول عام 2023 علماً أنها كانت تشهد قبل تنفيذ هذا المشروع مرور نحو 49 سفينة فقط يومياً«.

كذلك تعاون أكثر من 43 ألف عامل لحفر وبناء القناة، ما أثمر عن تطوير واحد من أضخم المشاريع الوطنية للقرن الحادي والعشرين. ووصل حجم أعمال الحفر على الناشف في المشروع إلى 250 مليون متر مكعب بتكلفة تقديرية بلغت 550 مليون دولار. كما بلغ إجمالي عدد المقاولين 80 شركة، إضافة إلى 6 شركات تكريك، ومجموعة جرافات التابعة لـ «هيئة قناة السويس». وكان تمويل المشروع ثمرة تكافل الشعب المصري، إذ أعلن السيسي أن «هيئة قناة السويس» ستحظى بحقوق ملكية وتشغيل المشروع، وكذلك حق تلقي التمويل من المواطنين المصريين عن طريق المصارف المحلية.

مزايا القناة

تحقق العبور المباشر دون توقف لعدد 45 سفينة في كلا الاتجاهين مع إمكانية عبور السفن حتى غاطس 66 قدماً في جميع أجزاء القناة.

زيادة عائد قناة السويس بنسبة 259 في المئة عام 2023 ليكون 13.226 مليار دولار مقارنة بالعائد الحالي 5.3 مليارات دولار، ما يؤدي إلى الانعكاس الإيجابي المباشر على الدخل القومي المصري من العملة الصعبة.

ترفع من درجة التصنيف العالمي للمجرى الملاحي نتيجة زيادة معدلات الأمان الملاحي أثناء مرور السفن.

تحقق أكبر نسبة من الازدواجية في قناة السويس وزيادتها بنسبة 50 في المئة من طول المجرى الملاحي، وتقليل زمن العبور ليكون 11 ساعة بدلًا من 18 ساعة لقافلة الشمال.

تقلل زمن الانتظار للسفن ليكون 3 ساعات بدلا من 8 إلى 11 ساعة ما ينعكس على تقليل تكلفة الرحلة البحرية لملاك السفن، ويرفع درجة تثمين قناة السويس والإسهام في زيادة الطلب على استخدام القناة كممر ملاحي رئيسي عالمي.

مشروع تنمية محور القناة

يستهدف هذا المشروع، والذي تعد قناة السويس الجديدة جزءا منه، تحويل محور قناة السويس من مجرد معبر تجاري إلى مركز صناعي ولوجستي عالمي لإمداد وتموين النقل والتجارة.

ويجرى حاليا تطوير 6 موانئ ضمن مشروع تنمية محور القناة، من بينها تطوير ميناء العريش، ليكون بطول 500 متر أرصفة، ليستوعب نحو 80 ألف طن سفن وربطه بمصانع اسمنت، ما يسهم في جعل سيناء منطقة حضارية ويوفر فرص عمل حقيقية بناء سيناء. وكذلك تطوير مينائي العين السخنة والطور اللذين يسهمان في ربط شمال سيناء بجنوبها وادبية وشرق التفريعة وبورسعيد، وسيسهم تطوير هذه الموانئ في استيعاب البضائع والتطور الاقتصادي الكبير، خاصة في منطقة شرق آسيا واستقبال الناقلات العملاقة.

ويتضمن المشروع إنشاء منطقتين صناعيتين، ومشروع مزارع الأسماك بقناة السويس يهدف إلى رفع مستوى الأمن الغذائي في مصر. كذلك يهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة اقتصادياً مصحوبة بخلق مجتمعات عمرانية جديدة فى شرق بورسعيد والسخنة وخليج السويس، وباكتمال مشروع قناة السويس الجديدة تتضاعف المساحة المأهولة بالسكان في مصر إلى 12 بدلاً من 6 في المئة.

ويسهم المشروع في تعزيز تواصل سيناء مع الوطن الأم ويسهل حركة العبور بين شبه جزيرة سيناء وبقية أنحاء مصر عبر الأنفاق المزمع حفرها أسفل القناة، ومن ثم تعزيز الامن القومي المصري.

كما يتضمن المشروع انشاء بنية تحتية من شق طرق وجسور ومجاري ومحطات مياه ورصف، وطرق واتصالات وكهرباء وشقق ومدارس طبية، ومشروعات وخدمات وتشمل 3 مراكز رئيسية: تنمية بورسعيد مع منطقة شرق بورسعيد، تنمية الإسماعيلية وضاحية الأمل، مع وادي التكنولوجيا والإسماعيلية الجديدة، تنمية شمال غربي خليج السويس، مع ميناء ومطار السخنة.