كشفت مصادر ديبلوماسية عليمة ان روسيا التي ساهمت ايجابا في المفاوضات الدولية بشأن ملف ايران النووي ما أدى الى توقيع الاتفاق وفق ما اعلنت الفاتيكان أخيرا، تضطلع راهنا بدور قد يكون أهم على مستوى ارساء الحلول السياسية لأزمات منطقة الشرق الاوسط وعلى وجه الخصوص الازمة السورية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية المنشغلة حاليا بالاتفاق النووي الذي يخضع لمعاينة ميدانية في الكونغرس يبدو انها تتجه نحو اصدار قرار بعدم الموافقة عليه.
المصادر، وفي حديث لـ”المركزية”، انطلقت في تصورها لطبيعة الدور الروسي في المرحلة الثانية بعد توقيع النووي من معلومات استقتها من أكثر من جهة دولية تفيد أن روسيا التي اوفدت المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف الى طهران حيث اجتمع امس مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يجري محادثات في طهران مع نظيره محمد جواد ظريف تتركز على انهاء الصراع في سوريا، تسعى الى توسيع رقعة المفاوضات لتشمل دائرة بيكارها في وقت لاحق مختلف الدول المعنية بالازمة.
ولفتت في هذا الاطار الى الاجتماع الثلاثي المشترك الذي يعقده مساعدو الوزراء الثلاثة الموجودين في طهران اليوم، معتبرة انه يشكل انطلاقة في اتجاه بدء تنفيذ السيناريو المرسوم روسياً والذي سيشهد وفق ما كشفت المصادر لـ”المركزية” محطة جديدة بعد نحو 3 اسابيع عبر لقاء يعقد في موسكو لمختلف اطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج بهدف توحيد جهودها ووضع ورقة سياسية تعتمد كمستند على طاولة المفاوضات مع النظام لاحقا.
وابلغت المصادر الوكالة نفسها أن اجتماعات عدة على مستوى من الاهمية عقدت في اسطنبول خلال الاسابيع الاخيرة ضمت مسؤولين روسا وايرانيين ومن المعارضة السورية تحضيرا لبدء مفاوضات “جنيف 3” الهادفة الى وضع صيغة تسوية لحل الازمة سياسيا.
وتؤكد المصادر ان الجهود المبذولة في اطار مشروع الحل المرسوم لسوريا تتركز راهنا في ثلاثة اتجاهات:
إقناع المملكة العربية السعودية بضرورة اعادة التواصل مع الجمهورية الاسلامية الايرانية والاعتراف بدورها ومشاركتها في حل الازمات منطقة الشرق الاوسط.
اقتناع السعودية بان الحل يتجاوز تنحية الرئيس بشار الاسد.
استناد التسوية الى وحدة سوريا باشراك مختلف المكونات السياسية في السلطة وبدء المفاوضات من خلال مجموعة دولية اقليمية على غرار مجموعة النووي تضم الولايات المتحدة الاميركية، روسيا،تركيا،السعودية، ايران ومصر وقد ينضم اليها لاحقا الاتحاد الاوروربي.
وتوضح ان مساعي دولية تبذل بالتوازي من اجل انشاء تحالف اقليمي رباعي يضم السعودية وايران ومصر وتركيا مهمته معالجة المشاكل في المنطقة في ما يشكل طبعة منقحة عن مثلث “الترويكا العربية” سابقا: مصر والسعودية وسوريا، مشيرة في هذا السياق الى اللقاء السعودي السوري الذي رتبته موسكو اخيرا في المملكة.
اما التواصل السعودي – الايراني، فتلفت المصادر الى ان سلطنة عمان التي لعبت دورا اساسيا في التقارب الاميركي- الايراني تتولى اليوم هذه المهمة وتهيئ الارضية لعقد لقاء ثنائي على مستوى وزراء الخارجية قد يتطور الى ثلاثي.
وفي خضم الانهماك الدولي – الاقليمي بحلول المنطقة السياسية، تختم المصادر، تبقى الجهود الروسية- الفاتيكانية- الفرنسية مركزة في اتجاه فصل ملف لبنان عن سائر ملفات المنطقة المعقدة لا سيما الازمة السورية ونتائج الاتفاق النووي الايراني، فتتوقف الاطراف الاقليمية عن استخدامه ورقة ضغط في المفاوضات وتحرر رئاسته من براثن المصالح والتجاذبات السياسية.