محمد صالح
لليوم الثالث على التوالي ما زالت التحركات الشعبية والاعتصامات قائمة في عاصمة الجنوب صيدا احتجاجاً على التقنين الحاد في التيار الكهربائي الذي انخفض الى ساعة واحدة في الليل وساعة واحدة أخرى في النهار مقابل 22 ساعة تقنين إضافة الى الانقطاع المتمادي في المياه.
وتحت شعار «الوضع ما بقا محمول»، ولأن وضع الكهرباء والمياه من سيئ لأسوأ اعتصم صباح امس العشرات أمام مصلحة الكهرباء في مدينة صيدا، ورفعوا الصوت عالياً بوجه فساد الادارة والظلم الذي يعيشه المواطن كل يوم.
وقد عبر الأهالي عن سخطهم وغضبهم جراء انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، معلنين أن المشكلة باتت مشكلتين وانقطاع التيار الكهربائي يعقبه انقطاع مستمرّ للمياه، ولا مَن يسمع نداءات الناس، ولا مَن يلبي احتياجاتهم مؤكدين أنهم لا يريدون من هذا الاعتصام سوى المطالبة بحقهم في الكهرباء والمياه، فهم لا يترددون في دفع فاتورة الكهرباء ولا بدل وصل المياه، متمنين على القادة السياسيين وعلماء الدين الوقوف إلى جانبهم والمطالبة بحقهم في الكهرباء والمياه وضرورة نزول الناس إلى الشارع من أجل نيل هذا الحق.
وخلال الاعتصام اتخذت القوى الامنية إجراءات امنية احترازية أمام شركة الكهرباء.
مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان اكد امس إثر لقائه وفدا صيداويا دعا المسؤولين الى اعطاء الوضع المعيشي والخدماتي بعضاً من الاهتمام، خصوصاً لجهة الخدمات وفي مقدمتها الماء والكهرباء. وناشد المسؤولين ان يتذكروا اننا في فصل الصيف ومع موجات حرارة غير عادية. وان غياب الماء والكهرباء المرتبطتين ببعضهما امر لا يحتمل ولدينا شعور وإحساس ان الوضع الاجتماعي أصبح على حافة الانفجار. وختم «هذا نداء وصوت متجرّد نرجو أن تسمعوه وان تعملوا جادين من اجل الأرض والانسان في هذا الوطن».
رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري اعتبر أن الدولة فشلت في معالجة ملف تأمين الكهرباء والمياه لمواطنيها في صيدا. وقال: «هذه المدينة ولسنواتٍ طويلة تدفع ضريبة الفشل الخدماتي الحكومي، لأنها تعيش تحت وطأة التقنين الشديد في الكهرباء والمياه وغيرهما من الخدمات الأساسية، مما يجعل المواطنين يتساءلون عن سبب غياب ممثليهم وعن دورهم في تأمين خدمات المدينة ومصالح أهلها وحماية صحتهم». وحذّر البزري من أن «صبر المواطنين قد نفد وأن أهالي صيدا لا يمكن أن يستمروا بالسكوت عن النقص الفاضح في خدماتهم وفي تغذيتهم المائية والكهربائية». واعلن البزري أن صيدا تعوم على مياهٍ جوفية وآبارٍ غنية ورغم مرور أنهرٍ عديدة داخل المدينة وحولها، مبدياً تفهمه لتحركات المواطنين المعترضين والمحتجين على الانقطاع المستمر للماء والكهرباء، آملاً من «القوى الأمنية التعامل مع هذا الملف بروية وتفهم لأن كيل الناس قد طفح، ولا يُلاموا على نقمتهم وسخطهم في أسلوب التعبير».