Site icon IMLebanon

على طريق “المتن السريع” … قتلها “عالسريع”

كتبت مرلين وهبي في صحيفة “الجمهورية”: على رغم أنّ مُعدّل الجريمة سَجّلَ انخفاضاً في لبنان سنة 2015، بحسب مصادر أمنيّة، خصوصاً الجرائم الوحشية منها، إلّا أنّ طريق المتن السريع لم يَسلم من إحدى هذه الجرائم.

الجريمة التي وقعَت فجر أمس وكان أوتوستراد المتن السريع مسرحاً لها، تُعتبَر من الجرائم النادرة التي وقعَت في منطقة المتن، نسبةً للأمن المستتبّ فيها والدوريّات المكثّفة ليلاً ونهاراً، لكن في النهاية، بحسَب المصادر الأمنية نفسِها، ليس هناك أمنٌ مئة بالمئة في كلّ المناطق… وحتى الأكثر أمناً.

الضحيّة السيّدة فاطمة الحاج ابراهيم لم تكن تدرك أنّ زيارتَها السياحية إلى لبنان ستُكلّفها حياتَها وهي عروس لم تبلغ الـ 26 من عمرها، وقد وصلت حديثاً إلى لبنان برفقةِ زوجها حيث أقاما في فندق “البستان”، وهما مِن الجنسية السورية. أمّا بقيّة أفراد عائلتها فيُقيمون في دولة الكويت.

وفي تفاصيل الرواية الأولى أنّه وأثناء عودتهما من السهرة عند الرابعة من فجر الأربعاء، اعترضَهما على طريق المتن السريع جيب نيسان رباعي الدفع بداخلِه مسلّحون مجهولون كمنوا لهما واقتادوهما إلى طريق فرعية بواسطة التهديد بالسلاح، ولمّا حاولت السيّدة فاطمة المقاومة والصراخ طلباً للنجدة، بحسب رواية الزوج، لاقَت مقاومتها هلعاً بين المسلحين الذين أردوها برصاصات أصابتها في صدرها ورِجلها، فلم تستطِع المقاومة، وحين وصَلت إلى مستشفى الأرز كانت قد فارقت الحياة. أمّا زوجها فقد أصابَه المسلحون، حسب روايته أيضاً، بطلقتين في فخذه، وفرّوا إلى جهة مجهولة.

تجدر الاشارة أنّ الزوجين كانا قد استأجَرا جيب “انفينيتي” وسائقاً سوريّاً في تنقلاتهما، والمستغرَب عدم تعرّض السائق لإطلاق نار مِن المسلّحين الذين تركوه يغادر بالسيارة، برفقة زوج الضحية أيضاً بحسب رواية الزوج! لكنّ فرع المعلومات أوقفَ السائق الذي خضع للتحقيق وما زال موقوفاً حتى الساعة.

إثر الجريمة، حضرَت الجهات الأمنية على الفور ونَقلت فاطمة وزوجَها إلى مستشفى الأرز، حيث عاينَ جثتَها الطبيب الشرعي نادر الحاج. أمّا الزوج فقد عاينَه الطبيب جوزف مسَلّم، ثمّ غادر المستشفى برفقة القوى الأمنية لاستكمال التحقيق، وهو في صحّة جيّدة.

أمّا في فندق “البستان” فقد تَكتَّمت الإدارة عن إعطاء أيّ معلومة تتعلق بالزوجين قبل انتهاء التحقيقات، في وقتٍ تُرجّح مصادر أمنية فرضيات عدّة لتلك الجريمة.

الجهات الأمنية لاحظت تشعّب الروايات، كما تلمّسَت غموضاً في رواية الزوج، لافتةً الى أنّه على رغم أنّ الأحوال المادّية للضحية ميسورة إلّا أنّه تبيّن انّ المعتدين لم يَسلبوا منهما، سوى هاتفٍ خلوي ومبلغ متواضع، الأمر الذي لا يؤكّد فرَضية اعتبار الحادثة عملية سَطو أو سرقة.

وتشير المعلومات الأمنية إلى أنّ التحقيق لا يزال مستمرّاً لمعرفة الحقيقة كاملة، وأنّ كلّ الفرضيات واردة في مثل هذه الجريمة التي لم يشهَد المتن جريمةً تُماثِلها منذ مدّة طويلة، خصوصاً أنّ منطقة المتن تُعتبَر من المناطق الأكثر أماناً في لبنان.

إلّا أنّ شعبة المعلومات أثبتت سرعتها “بأقل من 24 ساعة على حصول الجريمة، وتمكنت من كشف الفاعلين. والدليل على ذلك أنّ المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أعلنت أنه “بأقلّ من 24 ساعة، تمكنت من كشف ملابساتها، حيث اعترف كلّ من الزوج والسائق بالقيام بالتخطيط لقتل الزوجة والتخلّص منها لأسباب مالية وبهدف الزواج من اخرى، فقام السائق بإطلاق النار باتجاه الزوجة بواسطة مسدس حربي، ثم اطلق عياراً نارياً باتجاه الزوج بغية التمويه وعدم كشف الجريمة وإيهام المحققين بأنها عملية سلب، فتمّ توقيفهما وضبط المسدس المستعمل”.

عن وجوب تكثيف الدوريات الأمنية ليلاً على طريق المتن السريع، تؤكد المصادر الأمنية للجمهورية أنّ الأمن على طريق المتن السريع مُستتِبّ، وأنّ الدوريات ستتكثّف، على رغم أنّها لم تتوقّف ولم تُقصّر في واجباتها لا ليلاً ولا نهاراً. وتلفت إلى أنّ الأمن في العالم لا يمكن أنّ يستتبّ بشكلٍ كامل، والجريمة المنظّمة واردة في أيّ مكان ولا يمكن ردعُها مئة في المئة.

الى ذلك، تحذّر الجهات الأمنية جميع المجرمين الذين يخططون لتنفيذ قصص إجرام بوليسية من عدم اختيار لبنان ساحة لابتكاراتهم الإجرامية، لأنّ القوى الامنية أثبتت حِرفيتها وسرعتها في كشف الجريمة المنظّمة، وستكون لهم في المرصاد.