شكل أساتذة من الجامعة الأميركية في بيروت مجموعات عمل تهدف إلى تبادل المعرفة العلمية بين البلديات والمنظمات غير الحكومية، لتمكينها من إيجاد الحلول المثلى لأزمة النفايات القابلة للاحتراق والتي تعاني منها بيروت ومناطق جبل لبنان بشكل رئيسي.
ونظم فريق العمل اليوم ورشة عمل دامت نصف نهار، حضرها ممثلون ل29 بلدية على الأقل من جميع أنحاء لبنان، فضلا عن ناشطين في مجال البيئة والمنظمات غير الحكومية.
صليبا
وقالت أستاذة الكيمياء في الجامعة الدكتورة نجاة صليبا، التي اطلقت الدعوة: “لقد أجبرت أزمة النفايات كل واحد منا على محاولة إيجاد حل. وكهيئة تعليمية، تتوجب علينا المساهمة عبر تبادل المعارف وبناء شبكة بين المنظمات غير الحكومية والبلديات والخبراء، حتى نتمكن معا من القيم بمبادرات فعالة ومبنية على أدلة علمية، فضلا عن اقتراح تدابير للحد من أي آثار سلبية على الصحة”.
متري
وقال مدير “معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت” الوزير السابق الدكتور طارق متري: “الجانب الإيجابي لأزمة النفايات هذه هو أن لديها القدرة على خلق رأي عام حقيقي ومستقل، للمرة الأولى في لبنان”.
وقام خبراء من المركز الطبي في الجامعة بتبادل المعلومات حول الممارسات السليمة التي من شأنها أن تحد من انتشار المرض، مع تراكم النفايات في الشوارع وعدم جمعها.
مداخلات
وتناولت الدكتورتان نسرين رزق وهبة الحاج المشاكل الصحية التي يمكن أن تنشأ عن تكاثر الفيروسات والبكتيريا والفطريات والطفيليات نتيجة تكدس النفايات، وحذرتا من “خطر نشر الحشرات والقوارض لهذه الآفات. وتشمل التدابير البسيطة التي من شأنها أن تساعد على حماية صحة الأطفال والكبار الغسل الصحيح لليدين قبل تناول الطعام، وتجنب اللحوم النيئة، والبقاء في الداخل بعيدا عن القمامة، وتركيزالناموسيات على النوافذ وفوق الأسرة، ورش الأدوية لمكافحة البعوض”. وحذرت رزق: “من حرق النفايات لأنها كثيرا ما تحتوي البلاستيك والمبيدات الحشرية ومزيلات العرق، وغيرها من المواد الكيميائية التي تنبعث منها السموم الخطرة في الهواء عند حرقها”.
وشجعت الدكتورة سلمى تلحوق، من كلية العلوم الزراعية والغذائية، القرويين وسكان المدن على “استخدام ديدان الأرض التي تقدر أن تحلل النفايات العضوية، وخاصة النفايات النباتية، بطريقة نظيفة ورخيصة وفعالة، وتنتج أسمدة عضوية عالية الجودة”.
وأبرزت الأستاذة المشاركة في كلية العلوم الصحية مي مسعود أهمية “تخفيض كميات النفايات المنتجة وإعادة تدويرها، من أجل إطالة عمر المطامر، وذلك في بلد يعاني من نقص في الأراضي ويرفض مواطنوه إقامة مطامر قرب سكنهم”.
وأوصى أساتذة الجامعة بعدم رش أكوام النفايات بالمبيدات السامة وقالوا “إن الكلس الأبيض يكفي لإبعاد الحشرات حتى يتم جمع النفايات”. وتوجهوا لرؤساء البلديات أن “بإمكانهم التخفيف من الحشرات الطائرة عبر رش أنواع معينة من المبيدات الحشرية الآمنة، فقط بالقرب من مصادر المياه وفي المناطق الرطبة أو المستنقعات”.
ممثلو البلديات
وتكلم ممثلو بلدية صيدا وإدارة مصنع معالجة النفايات فيها عن تجربتهم في “فرز ومعالجة 250 طن من النفايات التي تنتجها صيدا وضواحيها، وتشمل 16 بلدية. ونتيجة لهذه المعالجة، تتبقى نسبة صغيرة من النفايات، بينما يتم إنتاج كمية كبيرة من الكهرباء والأسمدة العضوية من النفايات المعالجة”.
ودعا بيئيون كل فرد إلى “تحمل مسؤوليته في معالجة الأزمة عبر الحد من انتاج النفايات، وفرزها في المنزل وإيداعها في أكياس زرقاء للنفايات التي يمكن اعادة تدويرها، أو في أكياس سوداء للنفايات العضوية بعد وضع القليل من المحارم الورقية أو الجرائد فيها لامتصاص السوائل الناجمة عن تخمرها. وهذه السوائل غالبا ما تنجم عن النفايات المنزلية، مع العلم أن 60% على الأقل من النفايات اللبنانية هي نفايات عضوية”.
ابي شاكر
وقال رئيس جمعية “سيدر إنفيرومنتال” زياد أبي شاكر وهو ايضا مهندس بيئي يعمل في معالجة النفايات منذ ربع قرن: “إن نفاياتنا هي من النوع الذي تسهل معالجته وهو لا يصلح للحرق بسبب رطوبته الشديدة والنسبة المرتفعة من العضويات فيه”. وأضاف أن “المنظمات غير الحكومية تعمل على تحديد نقاط يمكن للمواطنين فيها ترك الأكياس الزرقاء التي تحوي نفاياتهم القابلة لإعادة التدوير”. وقد تم توزيع منشورات تحمل اسماء وأرقام هواتف المنظمات غير الحكومية التي تجمع النفايات القابلة لاعادة التدوير.