حيّا وزير العدل اللواء أشرف ريفي ذكرى السابع من آب، حيث ارتكبت وصاية النظام السوري جريمة موصوفة بحق الشباب اللبناني المطالب بالحرية والسيادة، فنفذت الاعتقالات الجماعية، وأساءت الى الشعب اللبناني، واعتدت على المناضلين بإسم الحرية والعدالة امام قصر العدل، فكان أنّ دقت المسمار الاول في نعشها، هذا المسمار الذي تحول مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، الى انتفاضة عارمة انهت وصاية النظام السوري على لبنان، وافتتحت مرحلة استعادة السيادة والكرامة، التي لا نزال معكم نناضل لتثبيتها، عبر تمتين وحدة اللبنانيين، وجمعهم حول أهداف بناء الدولة القوية القادرة على ضمان مستقبلهم ومستقبل اولادهم.
كلام ريفي جاء خلال كلمة ألقاها في ذكرى أحداث 7 آب بإحتفال نظمته مصلحة الطلاب في “حزب الوطنيين الأحرار”، فتوجّه لهم قائلاً: “لقد سجّلتم بأحرف من ذهب في تاريخ لبنان، مآثر في النضال، وشجاعة لا توصف، في مواجهة واحد من اكثر نظم الاجرام في العالم، هذا النظام الذي لم يتورع عن ممارسة القمع والاعتقال والقتل والاغتيال، التي نفذها منذ العام 1976، في كل المدن اللبنانية، من طرابلس الى الاشرفية وزحلة. هذا النظام الذي اغتال رموزنا الوطنية، والدينية، هذا النظام الذي فرض علينا، وصاية كانت الاكثر سوءا و الاكثر سواداً في تاريخنا المعاصر، لكن مقاومة الشعب اللبناني فرضت عليه الاندحار في النهاية.
لم تكن احداث السابع من آب تستهدف بضعة شبان مناضلين، فالهدف كان اعتقال جذوة الحرية التي اشتعلت في داخل كل لبناني حر. في 20 ايلول العام 2000، اطلق مجلس المطارنة الموارنة النداء التاريخي الذي طالب بانسحاب جيش النظام السوري من لبنان، وفي 2 آب 2001 ، زار الكاردينال الكبير ما نصرالله بطرس صفير الجبل وحصلت المصالحة التاريخية، وفي الوقت نفسه بدأ التحضير مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لترتيب مصالحة وطنية شاملة، كانت هي التأسيس الفعلي لتحرير لبنان من الوصاية السورية، بعد أن تحرر في العام 2000 من الاحتلال الاسرائيلي. أيّها الحضور الكريم لقد كانت احداث السابع من آب، موجهة تحديداً ضد وحدة اللبنانين”.
ريفي تابع: “أخافتهم هذه الوحدة فعملوا على ضربها، واستعملوا كل الوسائل، لكن الشعب اللبناني، الذي فجر في 14 آذار اول ثورة سلمية، في المنطقة، احبط كل مؤامراتهم، وبرهن أنه بوحدته قادر على صنع المعجزات. ان وحدة اللبنانيين، تبقى بعد 14 عاماً على أحداث السابع من اب، امانة في اعناقنا، فلنحافظ عليها، لانها الشرط الضروري لبقائنا، والتحية هنا موجهة الى كل الذين ناضلوا وغامروا بحياتهم، كي يحافظوا على هذه الوحدة”.
وختم: “لبيروت عاصمة لبنان وحاضنة الشهداء، مكانة كبيرة في قلوبنا، وهي المدينة التي مثلت ولا تزال رمز وحدة اللبنانيين، مسلمين ومسيحين. حق بيروت وأهلها علينا أن ندافع عنها وعن مكانتها، وهي التي تتحمل اليوم الكثير بفعل الازمات الناتجة عن تعطيل الدولة، وما نتج من تفاقم للأزمات المعيشية. أيها الحضور الكريم نجدد العهد في ذكرى احداث السابع من آب، على استمرار النضال من اجل تثبيت سيادة لبنان، والعمل على تمتين الوحدة الوطنية، التي بها وحدها ننتصر على كل المؤامرات. ونحن مؤمنون أن لبنان باق لنا وبخيارنا وطناً نهائياً، سنحافظ عليه مهما غلت التضحيات”.