توقع سفير مصر لدى لبنان محمد بدر الدين زايد أن يجني الاقتصاد اللبناني الكثير من الفوائد نتيجة افتتاح قناة السويس الجديدة، وذلك خلال حفل استقبال أقامه أمس في مبنى السفارة المصرية- بئر حسن، لمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة، بحضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة امل عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي، عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح على رأس وفد من تيار «المستقبل» ضم منسق «التيار» في بيروت بشير عيتاني وعددا من المنسقين ورؤساء القطاعات، عضو كتلة القوات اللبنانية فادي كرم ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، ممثل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان اكرم مشرفية، ممثل رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد وعضو المكتب السياسي في الحزب هشام طبارة، ممثل التيار الوطني الحر المحامي رمزي دسوم، محمد قليلات ممثلا أمين الهيئة القيادية في المرابطون وشخصيات سياسية واجتماعية وروحية واعلامية.
ورفعت في قاعة الاحتفال شاشات نقلت مباشرة عبر قناة الفضائية المصرية حفل افتتاح قناة السويس بمشاركة كبار المسؤولين المصريين وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وألقى السفير زايد كلمة قال فيها «اليوم أنجز المصريون مشروعا قوميا فريدا بأموال مصرية خالصة، كجزء من اكتتاب بلغ اكثر من 60 مليار جنيه مصري، حوالى 8 ونصف مليار دولار، تم جمعها من صغار ومتوسطي الدخل في اقل من اسبوعين. وتم انجاز المشروع والانتهاء منه بأيد مصرية في اقل من عام، وسيستكمل باذن الله بقية هذا المشروع الضخم«.
أضاف «للمصريين قصة طويلة مع قناتهم، قناة السويس، حفرت بدمائهم واموالهم، واستخدم قرض بنائها لتبرير احتلال وتدنيس اراضيهم. كما تواطأت ادارتها في مساعدة الاحتلال البريطاني على غزو مصر، وكان ثأرهم التاريخي من الذين سرقوا اموالهم وقناتهم، وسرقوا حريتهم بتأمين واستعادة هذه القناة، واسقاط الامبراطورية التي اعتدت عليهم وكان ذلك في عهد قائدهم قائد العرب والتحرر الوطني ضد الاستعمار في العالم جمال عبد الناصر. ثم كانت محطة اخرى ومعجزة اخرى عندما عبر جنود مصر هذه القناة في عام 1973 ليستعيدوا اراضيهم وليسقطوا اسطورة العدو الذي لا يقهر. ثم تأتي معجزةاليوم عندما تجسدت ارادتهم وصلابتهم في رفض تهديد القوى الظلامية، عندما اكدوا ثقتهم في النظام الذي صنعوه بتورتهم في 30 ايلول 2013، وكان هذا المشروع القومي الجديد الذي تم بأموال وايد مصرية خالصة، ليثأر المصريون مرة اخرى لتاريخهم مرتين.
الاول: عندما يتم كل هذا مصريا خالصا. والثاني: عندما يتحدون كل المؤامرات التي تصورت ان هذا الشعب يمكن ان يخضع لأي ارادة خارجية او غير وطنية«.
وتابع «ماذا تعني القناة ايضا اقليميا ولبنانيا؟ كما تعرفون، ان اقامة منطقة اقتصادية حرة في قناة السويس، كجزء من المشروع القومي المصري الجديد، سيعني الكثير اقليميا، افريقيا وعربيا.افريقيا، سيصبح هذا محورا مهما للمنطقة الاقتصادية الحرة التي ستربط 26 دولة في شرق افريقيا من الشمال الى الجنوب من الاسكندرية حتى كيب تاون، وهو سوق ضخم به اكثر من 600 مليون نسمة، ما يزيد عن نصف تعداد سكان القارة الافريقية، بحجم ناتج قومي 4 تريليونات دولار سنويا. عربيا، سيكون له دوره المهم في كل مشروعات النمو الاقتصادي العربي وللبنان بشكل خاص والذي يشارك فرحة مصر والعرب ولبنان بقوة من خلال وفد فريد برئاسة دولة الرئيس نبيه بري ودولة الرئيس تمام سلام«.
وختم «تقديري ان الاقتصاد اللبناني سيحقق الكثير من الفوائد بهذا الصدد، في ضوء الجاذبية الخاصة لمشروعات الاستثمار اللبناني والفرص المتزايدة التي ستتحقق بالمشروعات المصرية الجديدة، وسيكون للقرب الجغرافي بين مصر ولبنان، والسجل المهم للتفاعلات البشرية بين الجانبين، اثره الكبير في زيادة مساحة استفادة الاقتصاد اللبناني بهذا الصدد، كما سيحقق انسيابية افضل لحركة الصادرات اللبنانية، تمنع حدوث مشكلات مشابهة لما نراه الآن«.
وردا على سؤال حول الوضع في لبنان، قال زايد «ان مصر حريصة دائما على لبنان وعلى استقراره وانها ضد التدخل الخارجي في شؤونه، لما يمثله لبنان من قيمة كبيرة في العالم العربي والشرق. وان التنوع اللبناني يشكل جزءا من ثراء العالم العربي والاسلامي وجزءا من ثراء العروبة، وبالتالي فإن مصر ترى ضرورة إبعاد لبنان عن الصراعات الاقليمية وعن المحاولات التي تجري لإعادة صياغة المنطقة«.
اضاف «ان السياسة المصرية مستعدة لأن تفعل كل ما هو ممكن من اجل إنهاء الشغور الرئاسي ومن اجل تجنيب لبنان الصراعات وان يعاود دوره الحيوي في العملية العربية المشتركة«.