يبدو أن الفساد هو أحد أوجه الشبه بين ساسة المنطقة العربية وساسة روسيا. فما أن يتسلم وزير عربي منصباً قيادياً حتى تتضخم حساباته في سويسرا ومصارف المناطق الحرة “الأفشور” في الكاريبي. وحينما سقطت الأنظمة الدكتاتورية في ليبيا ومصر وتونس، اتضحت الثروات الهائلة التي سرقها هؤلاء الساسة من شعوبهم وأخفوها في المصارف العالمية والعقارات تحت شتى المسميات. وكذا الحال في روسيا التي أنتجت أكبر عدد من المليارديرات بعد سقوط الإمبراطورية الحمراء، بسبب اقتسام الساسة لميراث الإمبراطورية الضخم بحجة تخصيص الاقتصاد والتحول نحو الاقتصاد الحر. في حفل الزواج الثاني لديمتري باسكوف الذي يشغل منصب المتحدث الرسمي باسم الرئيس فلاديمير بوتين، سلطت الكاميرات أضواءها على الساعة الثمينة التي كان يرتديها وشغلت الأوساط الاجتماعية في موسكو وأخذت حيزاً كبيراً من مراسلات الموقع الاجتماعي “تويتر”. فالساعة الثمينة، ماركة “ريتشارد ميل” التي ارتداها بيسكوف في حفل زواجه الباذخ على نجمة التزلج الروسية تاتانيا، ليست ساعة عادية وإنما ساعة ذهبية من عيار18 قيراطا ويفوق ثمنها 650 ألف دولار. وهو مبلغ يعادل 4 مرات راتبه السنوي. وحينما سئل بيسكوف عن الساعة قال إنها هدية من عروسته، ولكن القصة لم تنته عند هذا الحد، فقد نشرت صحيفة روسية صورة في تويتر مع ابنته من زواجه السابق، توضح أن بيسكوف كان يرتدي الساعة نفسها قبل 15 أسبوعاً. وهو ما يشير إلى أن الساعة كان يمتلكها قبل هذا الزواج. وسلطت فضيحة الساعة وما تلاها من مغالطات الضوء على تكاليف زواج بيسكوف، الذي أقيم في مدينة سوشي، حيث حجز أفخم فنادقها لليلة كاملة، كما كشفت كذلك أن أبناءه من زواجه السابق يقيمون في فيلا فاخرة في باريس ويدرسون في المدارس الخاصة بنفقات باهظة. أوساط التواصل الاجتماعي في موسكو، كانت تعتقد أن الرئيس فلاديمير بوتين سيتخذ قراراً بعزل بيسكوف في أعقاب هذه الواقعة، خاصة وأنه يصر على ربط الأحزمة والتقشف في مواجهة الحظر الغربي المفروض على روسيا منذ بداية العام. لكن المراقبين لاحظوا أن بيسكوف يتجول بحرية في مقر الرئاسة ويوزع الابتسامات هنا وهناك