سأل عضو كتلة “المستقبل” النائب نضال طعمة تعليقا على الخطاب الأخير للنائب العماد ميشال عون: “ماذا يريد حقا الجنرال عون؟ ليقلها مباشرة أنه يهوى التعطيل ووضع العصي في الدروب والدواليب. ليعلن للبنانيين ما هو الهدف الحقيقي من ضربه لهيبة الجيش وتهجمه الدائم عليه وعلى قائده وتشكيكه بشرعية استمرارية القادة. هل يصب ذلك في مصلحة لبنان والكل يعلم أن الجيش هو آخر معقل للشرعية ولمرجعية الدولة ويشهد لحكمة قيادته في إدارة الملفات الحساسة من دون التواني عن أداء الواجب حيث يجب ذلك”.
وقال في بيان: “كيف يمكن أن يتفهم رجل دولة كان شغل منصب قيادة الجيش خرق “حزب الله” للتوافق الوطني والأعراف الدولية ويشرع له تدخله خارج الحدود بحجة الظروف القاهرة ويهول علينا ويدعي أنّ الحزب أنقذنا من خراب نينوى، فيما يعجز عن تفهم وضع الساحة اللبنانية المعرض للمخاطر وضرورة دعم الجيش وعدم التشكيك بشرعية ضباطه”؟
وأضاف: “إذا كان الفساد طاول كل التركيبة الحاكمة حتى المشاركة في الحكم، لماذا تشاركون في الحكومة أيها العونيون؟ غريب أن تكونوا جزءا من الفساد وتكتفون بانتقاده”.
وتابع: “إن مهاجمة قائد الجيش العماد جان قهوجي بلهجة لا تمت إلى الأصول بصلة وبمنطق يظن مطلقه أنه وصي على الهامات الكبيرة في البلد، يجعلنا نترحم على من عرف حجمه ووقف عنده. نحن لا ننفي أن لعون حيثية شعبية ولكننا نوقن أن هذه الشعبية تتقلص شيئا فشيئا، وأعداد متظاهريه في آخر نزول لهم إلى الشارع لا تخوله الحديث باسم الشعب اللبناني، الذي لم يلب دعوته ولا أعرب عن تأييده لخطابه المتوتر. ونتساءل ما سر سكوت حزب الله؟ هل سيلجم حليفه كما أوحت بعض التسريبات لأنه يعتبر الأولوية لمعالجة أزماته الداخلية، وعجزه عن حشد ما يحتاج من مقاتلين في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة؟ أم أنه يدرك جيدا أن ثمة غض نظر عن لبنان بسبب انشغال عواصم القرار بأزمات أخرى؟
وختم طعمة: “إن الأيام القليلة الآتية كفيلة بتبيان الحقيقة. وفي كل الأحوال يبقى التمسك بالمسارات الشرعية والقانونية أهم بكثير من تجييش الشارع لمصلحة الأصهار، وكأن البلد بأمه وأبيه قد أمسى رهن عائلة تدعي محاربة العائلية ومستفيدين يدعون مواجهة الفساد”.