حنان حمدان
بعدما راهن كثيرون، في الآونة الأخيرة، على فشل مناقصة تلزيم خدمة النفايات في بيروت وضاحيتيها، وذلك في محاولة لتأكيد أن هذه الخدمة لا يمكن اتمامها إلا بواسطة شركة واحدة هي “سوكلين”، أعلن وزير البيئة محمد المشنوق اليوم، “إنجاز المناقصات المتعلقة بالنفايات في المناطق اللبنانية، بعد أن تقدمت أربع شركات لإلتزام تقديم خدمة النفايات في بيروت”، ليست “سوكلين” بينها.
وقال المشنوق في مؤتمر صحافي: “لقد تم قبول ثلاثة عروض من أصل أربعة، هي عروض لشركات: هايكون، لافاجيت والجنوب للإعمار، فيما رفض عرض شركة فيوليا”. على أن يتم الإعلان لاحقاً عن أسماء الفائزين في المناقصات في الأيام القليلة المقبلة”.
الإعلان عن نتائج المناقصة في بيروت فاجأ المراقبين، لاسيما لجهة عدد المتقدمين، إذ كان من المتوقع أن تتقدم شركة “الجنوب للإعمار” لصاحبها رياض الأسعد منفردة إلى مناقصة بيروت، ما يعني غياب مبدأ المنافسة في هذه المناقصة وبالتالي فشلها.
لكن هل استطاع المتعهدون تأمين العقار المطلوب لإنشاء المطمر المنصوص عليه في دفتر الشروط؟ وهل تمّ إستبعاد الشركة الرابعة على هذا الأساس؟ أم أن صعوبة تأمين المطمر من جانب الشركات جعلت الوزير أكثر مرونة خصوصاً في ظل الكارثة البيئية والصحية التي يعيشها لبنان راهنا بفعل تكدس النفايات في الشوارع. وقد كان لافتاً إعلان المشنوق أنه “في حال تعذر تأمين المطامر على الدولة أن تساعد الشركات في تأمين ذلك”.
وعليه، فقد طلب المشنوق من شركة “سوكلين متابعة تسيير هذا المرفق العام من دون التجديد أو التمديد لها”، إلى حين يلتزم الفائز بتقديم خدمة النفايات. لكن غاب عن بال الوزير أن المشكلة تكمن في إيجاد مكان للطمر لا في الكنس والجمع، وهذا ما بقي مجهولاً في التصريحات التي تلت جلسات وإجتماعات المعنيين ببحث هذا الملف. وقد تمنى المشنوق على البلديات أيضاً “إلتزام دورها في كنس وجمع النفايات ومعالجتها مؤقتاً إلى حين تلزيم الخدمة”. لافتاً إلى أن “مرسوم دفع مستحقات البلديات من الصندوق البلدي المستقل ينقصه توقيع بعض القوى لكي يتم صرف الأموال لها”.
كما لم يتطرق المشنوق إلى الآلية التي ستعتمدها الحكومة إلى حين إلتزام المتعهد تقديم خدمة النفايات في بيروت وجبل ولبنان. فهل يستمر الطمر العشوائي؟ لاسيما وأن مسؤولية معالجة النفايات تم فرضها على البلديات من دون تحضيرها مسبقاً لذلك، في حين يتوقع أن يفيض المكب المؤقت في الكرنتينا بنفايات بيروت قريباً.
كل ما سبق، يعني أن تقدم الشركات الأربع اليوم إلى مناقصة بيروت لن يجنب بيروت تجدد أزمة تكدس النفايات في شوارعها في وقت قريب، خصوصاً أن الإقتراحات المؤقتة المطروحة لحل أزمة النفايات، هي شبه تعجيزية، كالتصدير إلى الخارج الذي يحتاج إلى تقنيات ومعايير عالمية يتطلب الإلتزام بها دقة ومهنية يفتقدهما لبنان، وفق ما أكده الوزير السابق شربل نحاس لـ”المدن”.