رأى الرئيس الأسبق للجمهورية أمين الجميل، ان النظام اللبناني لا ينص على أي إجراء رسمي في موضوع الترشح، كما هي الحال بالنسبة للترشح للنيابة او لبعض الوظائف الاخرى. في الموضوع الرئاسي يختار مجلس النواب “بروفايل” الرئيس بحسب ظروف البلد.
الجميل، وفي تصريح لصحيفة ”القبس” الكويتية، اشار الى ان العماد ميشال عون يرفع شعار “حقوق المسيحيين” وله مفهومه الخاص لذلك. واضاف “المجتمع اللبناني مركب ومكون من مجموعة مكونات. بالتالي ان الممارسة الديموقراطية هي الأخرى أيضاً مركبة بفعل تكوين البلد. انتخاب الرئيس يخضع لمزيج من مستلزمات الديموقراطية من جهة، والتوافق بين هذه المكونات من جهة أخرى. لا يمكن لمكوّن بمفرده ان يفرض نفسه على الآخرين من دون حد أدنى من التشاور والتواصل، بحيث لا يشعر اي طرف بمصادرة ارادته او بفرض منحى سياسي عليه. لا اريد ان اناقش العماد عون في طرحه. لكن اتساءل هل من باب المصادفة ان يختزل تمثيل المسيحيين فقط بالعائلة؟
وعن الحرب الدائرة في سوريا، قال “ان في الواقع يدمي قلبي ما نشهده في سوريا، أكان جراء سقوط ضحايا بريئة من أطفال ونساء وشباب ام لجهة تدمير التراث العربي العريق الذي استبيح في اسواق حلب وفي تدمر وبعض المدن الأخرى. ولا من يتعظ ولا من يحاول وضع حد لهذا الامر. اخشى ما أخشاه هذا التفكك الخطير للنسيج الوطني السوري، لأن الارتكابات وصلت الى حد باتت معه المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب صعبة للغاية. العلوي في مواجهة السني، والعربي بمواجهة الكردي، والكردي ضد الدرزي والمسلم المعتدل ضد المسلم المتطرف. كيف يمكن مصالحة كل هؤلاء بعضهم مع بعض، لاسيما وان العديد منهم كرّس لسلطته موقعا جغرافيا يمارس عليه نفوذه السياسي. هذه البقع الجغرافية تأخذ شكل دول قائمة لها ميزانيتها وشعبها وادارتها وجيشها. من الصعب في القريب المنظور ان تتصالح كل هذه الفئات. لم نلمس ان هناك بداية حل أو مصالحة، ولم يزل الصراع بأوجه. من الواضح أن العديد من دول الجوار تشارك مشاركة فعالة في تأجيج تلك الصراعات، التي تكتب بأحرف من دم بريء وغزير”.
وبالنسبة لـ”الإتفاق النووي”، قال الجميل: يبدو أن الحلول السياسية بدأت تتبلور. التحركات الدبلوماسية والأمنية ما بين الرياض ومسقط وموسكو والقاهرة وغيرها أيضاً من شأنها أن تثمر في الوقت المناسب. الاتفاق حول المشروع النووي الإيراني من شأنه أن يزيل بعض العثرات، وأن يمهّد للحوارات المنتجة.