Site icon IMLebanon

“النفير العوني” بعد زيارة ظريف وخطوط حمر في الشارع

 

 

 

رسمت المواقف والاتصالات خطوطاً حمراء للتحرك الذي يزمع رئيس «تكتل الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون «إطلاق نفيره» بدءاً من الثلاثاء تصاعداً حتى الخميس وربما بعد الخميس، وفي تقدير المصادر المطلعة أن تأخير «النفير العوني» سببه عدم تعكير زيارة وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف إلى بيروت الثلاثاء:

1- أن الحملة على قائد الجيش العماد جان قهوجي وتحذيره، على النحو الذي شاهده اللبنانيون لا تحظى بموافقة أحد، وعبّرت اتصالات القيادات السياسية وغالبية الوزراء عن دعم وتعاطف مع رأس المؤسسة العسكرية، خاصة وأنه مهما كانت مبررات الخلافات السياسية فإنه لا يجوز أن تستهدف الجيش اللبناني أو قائده والذي هو «خط أحمر» بالنسبة للجميع.

2- عبّر الرئيس نبيه برّي عن رفضه أية محاولة لإحداث قلاقل في البلاد، أو تعطيل مؤسسات الدولة لأي سبب كان، فإذا كان للنائب عون الحق في التظاهر، لكن لا أحد يبيح له أن يتجاوز هذا الحق إلى تعطيل الإدارات أو الذهاب باتجاه العصيان المدني.

3- إن الحكومة التي يرأسها الرئيس تمام سلام، والتي اتخذ أحد وزرائها قرار تأجيل تسريح العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان والأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى اللواء محمّد خير، مصرّة على الانتقال إلى جدول أعمالها، بعد أن انتفى بند التعيينات الأمنية ولا حاجة لبحثه.

أما في موضوع الآلية، فيمكن استكمال النقاش ولكن على خلفية حسم الأمر بما لا يؤدي إلى تعطيل الحكومة.

وقال مصدر مطّلع لـ«اللواء» أنه مع تفهم موقف العونيين بالنسبة لمطالبهم السياسية إلا أنه من غير المسموح لأي فئة في هذه المرحلة أن تتمادى في تعطيل الحكومة ولأي سبب كان، فمجلس الوزراء هو السلطة المتبقية لاتخاذ القرار، سواء في ما خصّ النفايات أو تأمين رواتب الموظفين، أو توقيع المراسيم العالقة منذ ما قبل عيد الفطر السعيد.

وأكد المصدر لـ«اللواء» أن الرئيس سلام تبلّغ من غالبية الوزراء دعم حكومته بما يضمن ليس استمرارها فحسب بل إنتاجيتها أيضاً.

4 – أما بالنسبة لموقف «حزب الله»، فالحزب الذي يوفّر الغطاء السياسي للنائب عون، ويعتبر أن مطالبه محقّة، داعماً تحركه في الشارع، يكتفي بتسجيل هذا الموقف، من دون المشاركة على الأرض، وهو ما أبلغ للجانب العوني، مع العلم أن النائب عون في مؤتمره الصحفي قبل ظهر السبت الماضي، أشار ولأول مرّة إلى دور حزب الله في توفير الحماية للمسيحيين ولكل اللبنانيين من خلال قتاله في سوريا، حتى لا تتحوّل المناطق المسيحية إلى «نينوى جديدة» بحسب تعبير عون، وهو الموقف الذي لم يرق للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي أعلن من دارة مفتي راشيا الشيخ أحمد اللدن وفي حضور نواب ومشايخ ورؤساء بلديات المنطقة، رفضه المطلق لكلمة «حماية» من أحد، مؤكداً بأن «من يحمي لبنان ويحمي شعبه ويحمينا هي الدولة والجيش اللبناني».

وتتحدث أوساط في «حزب الله» عن أن الرهان ما يزال قائماً على إحداث خرق عبر المبادرة التي يعمل عليها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بالتنسيق مع حزب الله و«التيار الوطني الحر»، وعلى خلفية أن الحزب يفضّل إيجاد مخرج للأزمة القائمة، بما لا يحرجه ولا يُشكّل أزمة داخل الحكومة أو إرباكاً للجيش اللبناني الذي يواجه تحديات أمنية يومية شمالاً وشرقاً، في ضوء تعثّر العمليات العسكرية في الزبداني، إضافة إلى إيجاد مخرج لائق يحفظ ماء وجه عون ولا يكلفه خسائر جديدة من شأنها أن ترتدّ سلباً على جمهوره في الساحة المسيحية.