Site icon IMLebanon

مزارعو البطاطا في البقاع يطالبون بتطبيق دعم الصادرات البحرية

PotatoeLeban

عارف مغامس
تبشر يوميات قلع البطاطا في سهول البقاعين الغربي والاوسط وراشيا، بموسم جيد طال انتظاره، في ظل أزمات متلاحقة عصفت بالمواسم الزراعية بقاعاً، مناخية وسياسية واقتصادية، حيث بدأت عمليات قلع البطاطا تسير على قدم وساق، فانتشرت عشرات الورش في الحقول، قوامها عمال سوريون وجدوا في المواسم الزراعية لقمة عيش لهم، في مضارب نزوحهم. غير آبهين لموجات حر في آب اللهاب ولا لعطش أو تعب، طالما أن العمل في الارض يقي عائلاتهم شر جوع أو عطش، بحسب ما قاله العامل أبو خالد احمد من احدى قرى ريف حلب.

في هذا السياق، أكد نقيب مزارعي البطاطا في البقاع جورج الصقر أن «المزارع يدفع الثمن دائماً»، مشيرا إلى ان «مزارعي البطاطا منيوا بخسائر فادحة العام الفائت رغم ان الانتاج كان جيداً، بسبب المنافسة الاوروبية في الاسواق العربية ودول الخليج، لا سيما ازاء التكلفة الزائدة في لبنان ونتيجة غياب الدعم عن الزراعة بينما معظم الدول تدعم زراعاتها وتساعد في تحمل اعباء التصدير وتسهيل دخول الاموال من اجل الحفاظ على الاقتصاد الوطني».

ولفت الى ان «الازمة السورية انعكست سلبا علينا كمزارعين، لا سيما بعد اقفال الحدود البرية بسبب الحرب، واغلاق معبر نصيب الذي يشكل الشريان الحيوي والمعبر البري الوحيد والأوفر ماديا وزمنيا لوصول الشاحنات الى الخليح العربي، خصوصاً أنه تزامن مع بدء انتاج الموسم الزراعي، وأصبح لزاما علينا أن نصدر مواسمنا عبر البحر حيث التكلفة باهظة ومرهقة، ورهاننا على دعم التصدير عبر البحر والذي من شانه أن يخفف من التكلفة المادية».

وطالب باسم المزارعين بـ«ضرورة بدء تطبيق دعم الصادرات البحرية بعد القرار الشجاع الذي اتخذه رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الزراعة اكرم شهيب والوزراء قبل اسابيع»، معرباً عن تخوف معظم المزارعين من «الاجراءات التي تتخذ على الحدود لجهة دخول العمال السوريين للعمل في الزراعة التي تحتاج الى اعداد كبيرة منهم»، معتبرا أن «فقدان اليد العاملة شكل ضربة موجعة لنا كمزارعين حيث تضاعفت التكلفة والاجرة».

وحول غزو البطاطا السورية الأسواق، اعتبر الصقر أن «الامر تفاقم قبل شهر ولكن وطأته خفت نسبيا والموسم في سوريا بات على نهايته»، داعياً إلى اتخاذ «خطوات وقائية للمواسم القادمة من اجل حماية المزارع».

وأشار المزارع نجيب فارس الى أن الموسم «مقبول نسبيا وانتاج الدنم الواحد بلغ أقل من معدله الطبيعي، أي نحو 3 أطنان كمعدل وسطي»، لافتاً الى أن «سعر كيلو البطاطا لم يتجاوز الـ 450 ليرة في السوق المحلية، نظرا للمنافسة التي تتعرض لها البطاطا اللبنانية من السورية».

وقال: «نعتمد في البقاع على تصريف انتاجنا في اسواق الخليج عبر الكونتينرات المبردة، التي يتم شحنها بحراً بسبب الاوضاع العسكرية والامنية في سوريا، التي كنا نصدر عبرها الى دول الخليج، ما يرفع تكلفة التصدير لكن قرار الحكومة ووزير الزراعة بدعم التصدير الخارجي، خفف عنا بعض الاعباء وانقذ الموسم الذي كاد ان يوقعنا بكوارث مالية واقتصادية لولا ايجاد باب للتصدير عبر البحر».

كذلك، لفت المهندس جيلبير أبو منصف إلى أن «موجة الصقيع التي اجتاحت سهل البقاع قلصت من انتاجية حقول البطاطا، حيث تراجع الانتاج الى ما يقارب الـ25 في المئة عن موسم العام الفائت، لكن سعر البطاطا اللبنانية في الخليج تحسن نتيجة تعثر موسم البطاطا الأوروبية التي كانت تغزو اسواق الخليج، فارتفعت تكلفتها بسبب انخفاض منسوب انتاج البطاطا الاوروبية»، معتبرا أن «سوق التصريف المحلي عادي والشحن البحري يسير بشكل طبيعي، وهو مختلف تماما عن شحن الخضر التي تحتاج الى تبريد والى شحن برادات الشحن ما يرفع تكلفة التصدير وهو امر مكلف جدا، لكن شحن الكونتينرات بحرا اخف تكلفة، لان البطاطا قادرة على التحمل فترة اطول دون تبريد»، لافتاً الى أننا «نعاني من قلة اليد العاملة في الزراعة بسبب الاجراءات الجديدة على الحدود اللبنانية – السورية، فيما نعتمد على بعض العائلات النازحة وتلك المسجلة في وزارة العمل».

ولفت صاحب «مؤسسة الزغبي» للتجارة العامة والادوية الزراعية الخبير الزراعي خالد الزغبي أن «مزارعي البقاع يراهنون على دعم صادرتهم»، مشيراً الى أن «الزيارات التي قام فيها وزير الزراعة الى البقاع الغربي والاوسط والشمالي تؤكد حرصه على تنمية هذا القطاع ووقوفه الى جانب المزارعين في قضاياهم المحقة، وما قرار دعم الصادرات الا تأكيد على هذا الحرص منه ومن رئيس الحكومة ومعظم الوزراء الذين ايدوا قرار الدعم»، مضيفاً «نحن بانتظار تطبيق القرار سيما أن آلاف الأطنان من البطاطا باتت واقعاً ملموساً حيث يتم قلعها وهناك اعباء مالية ومستحقات كثيرة على المزارعين جراء رش الادوية والبذار والري والعمال وغير ذلك، وواجب الدولة دعمهم في تصدير بضاعتهم عبر البحر لا سيما ان سوق الخليج تستوعب كميات كبيرة هذا العام».

وتابع «سهل عيحا الزراعي شهد انتاجاً مقبولاً هذا العام، حيث لفت عدد من مزارعي البطاطا الى ان معدل الانتاج كان طبيعياً ونوعية البطاطا ممتازة، وهي مطلوبة بشكل كثيف في السوق المحلية وفي اسواق بيع الجملة، لكننا نأمل دعم مواسمنا الزراعية ونعول كثيراً على القرار الشجاع لوزير الزراعة وللحكومة على دعم التصدير الى الخارج».