IMLebanon

البقاع: أزمة مياه وكهرباء وشح آبار جوفية

Bekaa

سامر الحسيني

لا كهرباء ولا مياه، مشهد تتشارك فيه مئات القرى والبلدات البقاعية التي تصرخ وتستغيث من دون جدوى، في ظل ارتفاع معاناة العطش والعتمة في البقاع بشكل لم يسبق له مثيل.

في البقاع، وصل العطش الى قرى الينابيع والأنهر التي يستجدي سكانها نقطة المياه، وفق تعبير احد سكان جديتا الذي يشير الى ان «المياه مقطوعة منذ اسبوع ومياه الصهاريج تحولت الى سوق سوداء وسعر النقلة الواحد تجاوز 20 دولارا، علما ان السعر الحقيقي لم يكن يتجاوز في الايام العادية اكثر من 15 الف ليرة».

ازمة المياه التي تفاقمت بفعل الانقطاع التام في التيار الكهربائي طالت ايضا بلدات قب الياس وتعلبايا وسعدنايل حيث تزاحمت صهاريج المياه امام المؤسسات والمنازل.

في موازاة العطش، يندر وجود الكهرباء في البقاع، وزيارتها الضعيفة لا تدوم اكثر من ساعة واحدة في الساعات الاربع والعشرين كل يوم، مما يزيد من حدة ازمة العتمة في البقاع وشح المياه، اذ ان اغلب مصادر المياه تعتمد في عملية سحبها على كهرباء «مؤسسة كهرباء لبنان» التي لم يبق منها سوى بعض المراكز التي تحولت الى حائط مبكى لآلاف البقاعيين.

ينسحب هذا الواقع المرير من شح المياه والانقطاع التام في التيار الكهربائي على اكثر من 500 الف بقاعي على امتداد مئات القرى البقاعية من أقصى الهرمل الى اقصى راشيا باستثناء سكان قرى امتياز كهرباء زحلة وما تضمه من قرابة 54 الف مشترك، الذين ينأون بانفسهم عن هذه الازمة في ظل تأمين شركة كهرباء زحلة التيار الكهربائي على مدار الساعة للوحدات السكنية ومحطات ضخ المياه.

ازمة الكهرباء والمياه المستفحلة في البقاع دفعت المئات من البقاعيين الى تنظيم احتجاجات في قراهم مثلما حصل في تمنين في قضاء بعلبك اذ تجمع عدد من الاهالي على الطريق الرئيسية، مطالبين بانقاذهم من مأساتهم التي طالت كثيراً، وفق احمد مرتضى الذي يلفت الانتباه الى ان «الكهرباء والمياه من البديهيات في اكثر البلدان التي يقال عنها متخلفة ونحن بعد 30 سنة من انتهاء الحرب لم نستطع تامين الانارة، في حين بعض المنازل في قرى قضاء زحلة تعيش الانارة التامة ولا تبعد بالمساحة سوى امتار معدودة».

اعتصام آخر نفذه اهالي علي النهري وحارة الفيكاني احتجاجا على ما اسموه تلكؤ مؤسسة مياه البقاع في تأمين المياه الى منازلهم.

وشدد الأهالي في علي النهري وحارة الفيكاني على عدم السكوت عن هذا الاستهتار بحقوقهم مهددين باقفال مبنى المؤسسة في زحلة الذي بات سببا رئيسيا لمعاناة ومأساة البقاعيين في موضوع مياه الشفة.

في موازاة الشكوى من ازمة الكهرباء والمياه، اضاف البقاعيون ازمة جديدة الى يومياتهم تتعلق بتوقف التغذية من اصحاب المولدات الذين شكوا بدورهم من تعطل مولداتهم الخاصة بفعل ارتفاع درجات الحرارة والتشغيل المستمر على مدار الساعة بفعل الانقطاع التام لكهرباء مؤسسة لبنان.

الاخطر من ازمة المياه والكهرباء ما حذر منه مدير عام مصلحة الابحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال افرام من استنزاف غير طبيعي للمياه الجوفية، ادى الى انخفاض مستواها في الايام الماضية من جراء تهافت الصهاريج على السحب من هذه الآبار.

حسب افرام «لا يوجد اي مقياس علمي لمعرفة حجم الاستنزاف في المياه الجوفية وانخفاض مستواها نظرا للعشوائية التي تمارس في كل المناطق اللبنانية، انما الملاحظ عند كل المواطنين انخفاض حسي في منسوب المياه الجوفية، وهذا ما لاحظناه نحن في تل عمارة في رياق من تراجع في منسوب المياه في الآبار التي نستعملها، اذ لم نستطع السحب منها والضخ الى الخزانات كما جرت العادة في الفترة السابقة، وهذا مؤشر على تراجع يطال منسوب الآبار الجوفية».

ما يحذر منه افرام، ترجم على ارض الواقع عند اصحاب صهاريج المياه الذين اشاروا الى كثرة الطلب على مياه الصهاريج وهذا مرده وفق احد اصحاب الصهاريج الى جفاف بعض الآبار، ما رفع الطلب على مياه الصهاريج.