IMLebanon

برنت أقل عن 50 دولار للبرميل قريباً ولفترة طويلة

BrentOil
محمد الشطي
هبطت أسعار نفط خام الإشارة من 61 دولار للبرميل في شهر يونيو 2015 ، 56 دولار للبرميل في شهر يوليو 2015 ، إلى 48 دولار للبرميل خلال شهر أغسطس 2015 وهو هبوط كبير بـ 13 دولار للبرميل ، ويشير إلى أن المعروض في السوق يفوق المطلوب ويأتي هبوط أسعار النفط في ظل ارتفاع المعروض والذي يظهر من خلال عدد من التطورات وهي؛ (١) ارتفاع انتاج الأوبك عن ٣٠ مليون برميل يومياً السقف الانتاجي واقترابه من ٣٢ مليون برميل يومياً ، (٢) انتاج النفط الأميركي مازال يسجل ارتفاعاً بالرغم من ضعف الأسعار ، ووسط ارتفاع في عدد الحفارات في الولايات المتحدة الأميركية وتحسين إنتاجية الحفارات وخفض في تكاليف الإنتاج ، (3) وتوقعات ارتفاع المعروض من نفط بحر الشمال حسب برامج التحميل لشهر سبتمبر ٢٠١٥ ، (4) وقيام المضاربين بالبيع للمحافظة على مكاسبهم وتقليل خسائرهم مما يزيد وتيره الهبوط.
يعكس ضعف أسعار النفط أساسيات السوق وهو كفيل بإعادة التوازن في السوق النفطية والذي بدأ فعليا رغم أن فتره التعافي قد تطول، من خلال تحفيز الطلب على النفط وتقليص الإمدادات خصوصا من خارج الأوبك بشكل أكثر وضوحاً ، وقد شجع تقلص الفروقات ما بين نفطي الإشارة دبي وبرنت انتقال أكبر للنفوط الافريقية للسوق الأسيوية وتعافي في الطلب للاستفادة من رخص تلك النفوط نسبيا مقابل النفوط الخليجية والتي ترتبط بتسعيرها بنفط خام دبي ، حيث مستويات الأسعار العالية أعلى من المستقبل “الباكورديشين” وقد أسهم في تصريف الفائض من النفط الأفريقي في السوق خصوصا من نيجيريا وطبعاً مما يدفع بذلك ارتفاع الطلب على وقود السيارات “الجازولين” وهو منتج غني متوفر في النفوط الافريقية.
وفي مجال تعزيز الطلب العالمي على النفط فقد قامت العديد من البيوت الاستشارية وتوقعات الصناعة في تعديل ورفع معدل تنامي الطلب العالمي على النفط خلال عام ٢٠١٦، وفي هذا الإطار يمكن ان تستذكر تقديرات سكرتارية الأوبك بارتفاع الطلب على نفط الأوبك قريبا من ٩٠٠ ألف برميل يوميا في عام ٢٠١٦ في توقعاتها التي صدرت ونُشرت حديثاً.
كما أن مستوى المخزون ليس عاليا كما تٌظهره ارقام التوقعات ، بالنظر إلى الفائض النفطي وهو ما يعني ان الطلب أعلى من المتوقع والإمدادات خصوصا من خارج الأوبك أقل من التوقعات وهو ما يبرر تحرك الأسعار وفق نطاق محدود.
وعلى الرغم من الشكوك، حول أداء الاقتصاد الصيني في المستقبل، الا أن واردات الصين من النفط الخام سجلت ارتفاعاً خلال شهر يونيو ٢٠١٥ عند ٧.٢ مليون برميل يوميا ، واستمرار ذلك للشهر الثاني على التوالي حيث بلغت 7.3 مليون برميل يوميا خلال شهر يوليو ، مدفوعاً بالحاجة لبناء المخزون الاستراتيجي للنفط في الصين وهو حاجه مستمرة طول عام ٢٠١٦ مع خطط التوسع المقررة للمخزون الاستراتيجي ، ويعتقد بعض المراقبين بان خطوه الصين بخفض قيمه عملتها سيكون لها تاثير إيجابي تحفيز الاقتصاد الصيني.
وفي هذا السياق تشير بعض التوقعات بان مستوي المخزون النفطي العالمي هو حاليا يشير الي بناء بمقدار ٥٠٠ الف برميل يومياً، خلال النصف الثاني من عام ٢٠١٥ مقابل ٢.٣ مليون برميل يوميا خلال النصف الاول من عام ٢٠١٥، وطبعاً الوضع افضل خلال عام ٢٠١٦.
كذلك من الأمور التي ستساعد توازن السوق هو توقع خفض في انتاج النفط السعودي خلال النصف الثاني من عام ٢٠١٥ مع انتهاء ذروه الطلب المحلي لاستهلاك الكهرباء وكذلك تتوقع مصادر السوق عدم استمرار إنتاج العراق عند المعدلات التي تدور حول 4 ملايين برميل يوميا
ولكن من المتوقع خلال الشهرين القادمين ومع دخول بعض طاقة التكرير في امريكا وآسيا برامج الصيانه فان ذلك يعني ضعف متوقع على النفط وهو يمثل ضغوط على أسعار النفط الخام لكن يمكن النظر اليها على انها تعني اخبار جيده لهوامش أرباح المصافي وهي أيضا اخبار جيده للسوق.
وعموماً فإن أسعار نفط خام برنت تظل تدور ضمن نطاق 45 – 55 دولار للبرميل خلال الأشهر القادمه هي أقرب لتعكس أساسيات السوق الحاليه.
* د. محمد الشطي، محلل نفطي