انخفضت الواردات السلعية في ليبيا بحدود 29% خلال النصف الأول من العام الجاري، بسبب الأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد، خاصة في المنطقة الشرقية التي تعاني من إغلاق ميناء بنغازي التجاري أحد الموانئ الرئيسية في ليبيا.
وقال رئيس مكتب الإعلام بالشركة الليبية للموانئ محمد قويدر، لـ “العربي الجديد”، إن واردات ليبيا في الأشهر الستة الأولى من العام 2015، بلغت نحو 3.7 ملايين طن بمختلف موانئ البلاد وشرقها وغربها بانخفاض 29% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
وتوقف ميناء بنغازي منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضاف قويدر، أن السلع الغذائية تشكل 70% من قيمة السلع الواردة إلى ليبيا، فيما انخفضت واردات السيارات بشكل كبير بالنصف الأول قياسا بالسنوات السابقة، لكنه لم يحدد نسبة الانخفاض، وقال إن 750 ألف سيارة مستعملة دخلت ليبيا منذ مطلع العام الجاري.
ويعمل في ليبيا حاليا 5 موانئ، هي ميناء طبرق في شرق البلاد والبريقة في الوسط والخمس وطرابلس وزوارة غربا. لكن الموانئ التي يُعول عليها بشكل رئيس نظرا لسعتها التخزينية العالية هي طرابلس والخمس، بالإضافة إلى ميناء بنغازي المتوقف عن العمل.
ويقع ميناء بنغازي على ساحل البحر المتوسط، وهو أكبر الموانئ الليبية إذ تبلغ مساحته الإجمالية 4 ملايين متر مربع. ويوجد بالميناء 18 رصيفا بينها 11 رصيفا للبضائع العامة. وتبلغ القدرة الاستيعابية السنوية للميناء أربعة ملايين طن.
وبينما تعاني ليبيا من تعطل العمل بأكبر موانئها، والذي يوفر سعة تخزينية عالية للسلع، حذر مسؤول قطاع الصحة في بنغازي، عوض القويري، في تصريحات صحافية، من أن عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإتلاف المواد المخزونة في الحاويات الحديدية بالموانئ التي تعلق العمل بها، سوف يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة المختلفة. وقال مسؤولون، إن بعض المنشآت الأخرى الخاصة بتخزين المواد الغذائية في بنغازي، قد توقفت عن العمل أيضا بسبب انقطاع التيار الكهربائي منذ مطلع الأسبوع الماضي، ما يهدد المخزون الاستراتيجي لبنغازي من السلع الغذائية، في وقت توشك الشبكة الكهربائية على الانهيار تماما لتعذر الوصول إلى أماكن العطل بسبب القتال الجاري في المدينة. ويرجح مراقبون، أن انخفاض السلع الواردة إلى ليبيا يرجع إلى ارتفاع رسوم التأمين نتيجة تعرض بعض القوافل التجارية للقصف من قبل القوات العسكرية التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر في شرق البلاد، وكذلك شح الدولارات في الجهاز المصرفي، ولجوء مختلف التجار لشراء الدولار من السوق السوداء بدينارين ونصف الدينار للدولار بينما يباع في المصارف التجارية 1.34 دينار للدولار الواحد. وتقوم الشركة الليبية للموانئ بالشحن والتفريغ والخدمات البحرية، وهي إحدى الشركات التابعة لوزارة المواصلات.