IMLebanon

نصرالله وعون في السرّاء والضرّاء..و”المردة” غير معني!

hassan-nasrallah-sleiman-franjieh

 

ذكرت مصادر حكومية لصحيفة “الجمهورية” أنّ “حزب الله” سَلّمَ إلى حلفائه والعماد ميشال عون رسالةً مختصَرة مفادُها ضرورة ضبط النفس إلى الحدود القصوى وعدم التوَرّط في أيّة مواجهة مع الجيش على خلفيةٍ تزرَع الشكوكَ في دور المؤسّسة العسكرية التي تقوم بمهامّ وبأدوار بالغة الدقّة في أخطر المراحل التي تعيشها البلاد، سواءٌ على الحدود اللبنانية – السورية من جرود رأس بعلبك وعرسال إلى القطاع الأوسط والبقاع الغربي ومن وادي خالد إلى الحدود اللبنانية – السورية الشمالية كما في الداخل اللبناني حيث الخطط الأمنية جارية التنفيذ في الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى من لبنان، وهي أمور يعطيها الحزب الأولوية في هذه المرحلة وتتقدّم بالتأكيد على ملفّ التعيينات في المواقع العسكرية أيّاً كانت الظروف التي رافقَتها.

وفي الرسالة نصيحة بأنّ أية معركة مع الجيش اللبناني هي معركة خاسرة وليس أوانها على الإطلاق، ولذلك كلّه قد يوقف عون كلّ السيناريوهات التي ينسجها إذا ما قاربَت أيَّ شكلٍ من أشكال المواجهة في الشارع مع الجيش، والتي ستكون مواجهةً خاسرة بكلّ المعايير والمقاييس السياسية والعسكرية والأمنية.

وتؤكد مصادر تيار “المردة” لصحيفة “السفير” أن “طرح عون النزول الى الشارع مجددًا لا يعنينا وليس مطروحًا لدينا، خصوصًا أن النائب سليمان فرنجية مسافر، وهكذا تحرك يحتاج الى تنسيق وتشاور وقرارات على مستوى عال جدًا”.

وتأخذ هذه المصادر على “التيار الوطني الحر” عدم مشاورة المردة في أي من التحركات الأخيرة التي يقوم بها، مؤكدة أن “أي تحرك يمكن أن يكون خاضعًا للنقاش، فإما أن يقنعنا التيار الوطني الحر بوجهة نظره فنشارك معه في التحركات، أو أن نقنعه نحن بوجهة نظرنا”.

وترى هذه المصادر أن الجنرال حرّ في أن يعبر عن مطالبه واحتجاجاته بالطريقة التي يراها مناسبة، وربما يكون قد استنفد كل الوسائل التي يملكها، ونحن معه في أن قضية التعيينات كانت تفتقر الى الجدية، لكننا في الوقت نفسه لا نرى أن النزول الى الشارع سيؤدي الى نتيجة إيجابية، علمًا أن التحرك في الشارع هو حق مكتسب لكل تيار سياسي، لكننا نفضل اللجوء الى وسائل أخرى للتعبير، خصوصا في ظل الظروف العصيبة التي يمر فيها لبنان، والحساسية المفرطة التي تسيطر على الشارع اليوم.

ترفض مصادر تيار “المردة” الدخول بين عون وبين قيادة الجيش، وتلفت الانتباه الى أن “العلاقة المتوترة القائمة اليوم هي مرحلية، خصوصا أن أقرب تيار سياسي بنظرنا الى الجيش هو التيار الوطني الحر، لا بل إن هذا التيار هو من رحم المؤسسة العسكرية. لذلك فان الامور لا بد وأن تحل، وأن تعود المياه الى مجاريها الطبيعية، وهذا الأمر يحدده عون وحده”.

وتكرر هذه المصادر أن تيار “المردة” يقف الى جانب العميد شامل روكز في تعيينه قائدا للجيش، لكن في الوقت نفسه يعتبر العماد جان قهوجي “صديقاً”.

صحيفة “السفير” قالت: “إن اللافت للانتباه أن قناة “المنار” قررت استضافة العماد عون، بعد خطاب السيد مباشرة، الأمر الذي يحمل في طياته، قراراً سياسياً من الجانبين، ليس بتأكيد تحالفهما الوجودي سياسياً، ولا توكيد شراكة الرابية الأساسية في الانتصار، بل أيضاً لرسم خريطة طريق لأي مواجهة سياسية محتملة، في ظل قرار كبير اتخذه “حزب الله” بالوقوف في السرَّاء والضرَّاء مع “الجنرال”، لأن محاولة كسر أحدنا لا تعني كسر الثاني فحسب، بل كسر التوازن الوطني القائم منذ تفاهم مار مخايل في شباط 2006 حتى الآن، وهو التوازن الذي حمى ويحمي الاستقرار الذي يتغنى به الجميع في لبنان”.

بهذا المعنى، بدا عون، أمس، وبرغم غمامة الصيف السوداء التي تزداد تلبداً بين الرابية وعين التينة، مرتاحاً لمناخات الحزب التي لم تكن مفاجئة له، بل هو لم يتردد في توجيه كلام قاس لأحد أعضاء “تكتل التغيير” في الجلسة الأخيرة، عندما انتقد “حزب الله” بشدة، وقال مخاطباً “الجنرال” إن التمديد للضباط الثلاثة لم يكن ممكناً لولا “قبة باط” من قبل “حزب الله”. وهنا، تدخل عون، وقال إنه يرفض صدور مثل هذا الكلام وإن علاقته بالحزب والسيد نصرالله أكبر وأقوى وأوثق من هذه المعادلات والمهاترات.