تتطلع اوساط دبلوماسية غربية بكثير من الاهتمام الى الحركة الدولية الناشطة في العاصمة الروسية والمرتكزة في شكل اساسي الى ارساء حل سياسي للازمة السورية، على وقع اتصالات دبلوماسية مكثفة على مستوى عال حول سوريا ومواجهة تنظيم “داعش”. وتتسم زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لموسكو الهادفة الى البحث في المبادرة الروسية المتعلقة بتشكيل جبهة اقليمية – دولية لمحاربة الارهاب والاطلاع على الاقتراحات الروسية في هذا الشأن، الحدث الابرز في هذا المسار الذي سيشهد محطتين متتاليتين غدا وبعده باستضافة وفد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ومعارضي مؤتمر القاهرة، قبل ان يزور وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف روسيا الاسبوع المقبل، وفق المعلن.
واذا كانت مواقف الجبير عقب المحادثات مع نظيره سيرغي لافروف، اكدت المؤكد، وفق ما تقول الاوساط لـ”المركزية” وجددت الثوابت المعهودة لجهة الشروط السعودية لاسيما بالنسبة الى الرئيس بشار الاسد وعدم اعطائه اي دور في التسوية، وهو ما أقر به لافروف بالقول في المؤتمر الصحافي المشترك “أن مصير الرئيس السوري يشكل نقطة خلاف بين موسكو والرياض، فانها عكست في الوقت نفسه انفتاحا على الحلول والمبادرة الروسية باعلانه التزام المملكة بمواجهة الإرهاب والتطرّف بكلّ أشكاله ووجوب الحفاظ على الجيش السوري واستخدامه في مواجهة “داعش” بعد ذهاب الأسد، في ما يعكس خشية من تكرار السيناريو العراقي. وذكر لافروف، الذي كان التقى الجبير منذ اسبوع في الدوحة في إطار محادثات ثلاثية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن موسكو والرياض اتفقتا على ضرورة توحيد الأطراف الدولية جهودها للتصدي لداعش.
الا ان اللافت وفق ما تعتبر الاوساط، ان اي موقف سعودي لم يصدر عن الجبير في ما يتصل بدور ايران في الحل، وهي نقطة تسعى موسكو والولايات المتحدة الاميركية الى اقناع السعودية وتركيا بحتميتها بعد الاتفاق النووي، اذ لم يعد جائزا عدم الاقرار بالدور الايراني في الشرق الاوسط، الا ان جدة وانقرة ترفضان اي دور وتعتبران طهران طرفا في الصراع ويتوجب عليها الخروج من الدول العربية وسحب ” ادواتها” التي توزعها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان من اجل تأجيج الفتنة، وفي شكل خاص الحرس الثوري وحزب الله.
وهما لن تتخليا عن دعم المعارضة السورية ضد النظام ما دامت ايران تمسك بالورقة السورية وتحركها على ايقاع مصالحها عبر الرئيس الاسد الذي وفر لها هذا الهامش من خلال تحالفه مع “النظام الفارسي” على حساب المصلحة العربية والعلاقات الاخوية.
ومع ان موسكو اعلنت عن زيارة لوزير خارجية ايران الاسبوع المقبل، بدا لافتا اعلان ارجاء زيارته لتركيا التي كانت مقررة اليوم بسبب “تغيير في البرنامج”، وتأخير موعد وصوله الى بيروت ما طرح علامات استفهام حول ما اذا كان الارجاء على خلفية حملة الانتقادات الاعلامية المتبادلة بين أنقرة وطهران، وجاء اعنفها من مسؤول ايراني رفيع المستوى في شأن سياسة تركيا السورية، متهماً القوى الكبرى باستخدام “الدولة الاسلامية” ومنظمات ارهابية أخرى كأداة، ام ان حدثا دوليا ما اوجب هذا الارجاء.
يذكر انه كان من المفترض أن يزور ظريف أنقرة في اطار جولة اقليمية تشمل عددا من الدول بعد الاتفاق النووي.