Site icon IMLebanon

ما هو سرّ التربية الناجحة؟

eduction

 

في مجتمع أصبح فيه الضرب ممنوعاً وكلام الطفل مقدساً، لا يتفق الجميع على ضرورة القصاص لضمان نمو الطفل الجيد. فإلى أي مدى قد تكون قدرة الأهل على مزج الصرامة بالمحبة مفيدة للأطفال؟.

أكد جان بول مياليه طبيب نفساني والرئيس السابق لمستشفى القديسة حنة ومدير الدروس في جامعة باريس أن الإنسان يتطور وسط عالمٍ معقد ليس فقط البيئة المجردة إنما أيضاً البيئة الخاصة بثقافةٍ ما، وفي جوٍّ محب يتطلب انخراط والدَيْن مُحبَين إنما يتمتعان أيضاً بسلطة عليه وهي سلطة رمزية. ويتطلب احتواء الطفل في بعض الأحيان قوة كبيرة كما حمايته لنحمي أنفسنا. إذ تعرضه رغبته بالاستكشاف لخطر كبير فيكون علينا التصرف من دون أخذ الوقت للتفسير والتعليل، كما ان هناك بعض القواعد الحياتية التي لا يمكن تفسيرها بل يجب وبكل بساطة تقبلها.

تتطلب مرافقة الوالدَين التربوية للطفل منهما معرفة كيفية الوقوف في وجه الطفل أو فرض نفسيهما إن صح التعبير. إلا ان الطفل يقيم قدرته على بسط نفوذه كما يحاول استكشاف العالم من حوله. وبالتالي، فإن النزاعات مع الأهل لا تنتج فقط عن المنع الهادف الى حماية الطفل من شتى التهديدات إنما من المسائل المتعلقة بالسلطة أيضاً. يفرض الطفل نفسه عندما يقول بنفسه “لا” لأبويه بعد ان خضع لـ”لا” الوالدين فيفرض نفسه من خلال المعارضة.

على الأهل معرفة قول “لا” للطفل لحمايته من أخطار البيئة ومن نفسه. يمكن لعب دور المانع هذا في أغلبية الأحيان بهدوء ومن خلال الصبر والمحبة إلا ان على المنع ان يُرافق بقصاص إذ قد يكون ضرورياً لإعادة الهدوء ولحسن العلاقات الجيدة.