وسط الضبابيّة في أجواء كرة السلّة اللبنانيّة
مشروع استثمار أرض الحكمة… هل هو بداية تمويل القلعة الخضراء أم نهايته؟
وهذه هي قراءة رئيس النادي نديم حكيم لأوضاع الفريق الأخضر وكرة السلّة اللبنانيّة
عشيّة انطلاق كلّ موسم جديد في بطولة لبنان لكرة السلّة، تتسارع الأحداث الدراميّة على كلّ الجهّات والجبهات. فعلى صعيد نظام البطولة، حدّث ولا حرج، لا لائحة نخبة، ضياع في عدد الأجانب على أرض الملعب بين أجنبيّين أم ثلاثة، امتعاض لاعبي الدرجة الأولى من الأندية وامتعاض رؤساء الأندية من اتّحاد اللعبة ولاعبيها…هذا من دون التوقّف على الانقسامات داخل الاتّحاد الواحد.
كلّ ذلك في وادٍ والأحوال الدراماتيكيّة للأندية في وادٍ آخر. فباستثناء الثبات الإدرايّ في نادي الرياضي، بطل لبنان، كلّ الأندية الأخرى بما فيها فرق الصدارة، “ما تهزّها واقفة على الشوار”. المتّحد غير متحمّس بتاتاً لتلك الأجواء، التضامن يرزح تحت شبح الديون، الشانفيل والهومنتمن جمود إداريّ، بيبلوس في حال انتظار والحكمة… انتقل من ملعب ثبات التمويل إلى مرحلة البحث عن مستثمرين مع قواعد جديدة للّعبة أصبحت غير جاذبة لمموّليها.
نعم، الفريق الأخضر الذي كان على مدى أعوام عدّة ركيزة انطلاق لعبة كرة السلّة إلى أمجادها، والذي تهافت عليه أو حتّى تسابق على رئاسته الفخريّة ودعمه رجال الأعمال والأحزاب، ها هو اليوم يبحث عن أطر جديدة لمحاولة تأمين ميزانيّة فرقه عبر استثمار أرض الحكمة في منطقة عين نجم في منطقة المتن.
فما الذي تغيّر لتصل الأمور إلى تلك النقطة؟
كما هو معروف، لم يعد في إمكان أيّ فريق الدخول في المنافسة على لقب البطولة (أي منافسة الرياضي) من دون ميزانيّات سنويّة تتجاوز المليوني دولار أميركيّ. أرقام كبيرة جدّاً في بلد يرزح تحت عبء المشاكل الاقتصاديّة، أضف إلى ذلك أنّ لاعبي الفرق أصبح لهم وكلاء يربطونهم مع الأندية بعقود طويلة المدى ومحميّة، حيث أنّ الأندية لا يمكنها حلّ نفسها منها في حال وقوعها في مشاكل ماليّة.
هذا من جهّة، ومن جهّة أخرى، غياب جدّيّة اتّحاد اللعبة في تطوير أنظمته، خصوصاً من ناحية تعديل منطقيّ للائحة النخبة لخلق المنافسة، والأهمّ لتساهم في إنزال سقف ميزانيّات الفرق إلى مستوى معقول.
لتلك الأسباب، هَجر بيار كخيا وفريق القوّات نادي الحكمة وقبله العديد من المتموّلين، حيث بقي على لجنته الإداريّة حلّ وحيد لا غير وهو تأمين التمويل الذاتيّ.
من هنا، أكّد رئيس الحكمة نديم حكيم لموقعنا أنّه وفريق عمله وصلا إلى اقتناع أنّ الحلّ الوحيد لاستمرار فرق الحكمة، هي عبر استثمار أرض نادي الحكمة في منطقة عين نجم وإنشاء مدينة رياضيّة ومجمّع ملاعب يسمح في تأسيس أكاديميّات تعود بمردود ماليّ كبير، يكون كفيلاً بتأمين تمويل ذاتيّ لميزانيّات فرقها. وأكّد حكيم أنّ مجموعة الرئيس الراحل هنري شلهوب جاهزة ومستعدّة للاستثمار في تنفيذ سريع لهذا المشروع. حكيم اعتبر أنّه من دون تأمين التويل الذاتيّ، لن يتابع مشواره مع القلعة الخضراء لأنّه لا يمكن العمل من دون أفق مستقبليّة.
أمّا عمّا يشاع بشأن رغبة العديد من رجال الأعمال في تنفيذ هذا المشروع، فهو لا يمكنه سوى الترحيب بهم على الرغم من تفاجئه بتوقيت استفاقتهم. وعندها سيبتعد تلقائيّاً تاركاً لهم مهمّة تنفيذها مع تمنّياته بنجاحهم. وأبدى رئيس الحكمة نديم حكيم شكوكه بشأن تلك الاستفاقة وخوفه من محاولات قد تكون للعرقلة، ممّا يستوجب عدم الشروع في أيّ خطوة من دون إنهاء الأطر القانونيّة التي تحمي نادي الحكمة من أيّ مشاكل قانونيّة.
أمّا عن القضايا الأخرى، فيتأسّف حكيم لما وصلت إليه أوضاع كرة السلّة، حيث أبدى تشاؤمه من ناحية عدم جديّة اتّحاد اللعبة من حمايتها أو حتّى من ناحية خلق جديّة بالتعاطي في موضوع لائحة النخبة لتعيد المنافسة، وكذلك موضوع عدد الأجانب. نديم حكيم الذي شكر بيار كخيا على المساعدة في تمويل الفريق الأخضر على مدى موسمين، أكّد أنّ نادي الحكمة ذاهب بدعوة إيقاف جوليان خزّوع إلى النهاية، واعداً جمهور الفريق الأخضر بأنّ الحكمة هو الطرف الأقوى في تلك الدعوة وبأنّ الخزّوع لن يلعب مجدّداً لا في الحكمة ولا مع أيّ فريق آخر في لبنان، وأنّ ما قيل حول رغبة الأخير في الالتحاق مع منتخب الأرز ليس سوى أكاذيب من ناحية الخزّوع الذي أحد أبرز أسباب هجرته المفاجئة للفريق الأخضر، عدم محاولة إرغامه على الالتحاق بمنتخب لبنان.