بينما كنت أسير وراء نيل شين إلى المكتب الرئيسي لشركة دا جيانج للابتكارات DJI، أكبر شركة للطائرات دون طيار في العالم، كان موظفوه يلقون عليه التحية بانحناء رؤوسهم. هذا الرجل (47 عاما) الذي يرتدي قميصا أسود اللون، وبنطلونا رماديا وحذاء أسود إيطالي الصنع، ليس غريبا على هذا النوع من الاستقبال.
يعتبر شين واحدا من أكثر المستثمرين نجاحا في الصين – مجلة “فوربس” تشير إلى أن ثروته الشخصية تبلغ مليار دولار – وهو رئيس فرع شركة سيكويا كابيتال في الصين، المختصة في رأس المال المغامر. وفي الصين ينظر إلى ارتقائه في شركة غربية على نطاق واسع كما لو كان يرمز إلى المكانة المتنامية للصين.
في الواقع، يعتقد بعضهم أن الأمر ليس سوى مسألة وقت قبل أن تنتج “سيكويا كابيتال تشاينا” عائدات أكثر من الشركة الأم. لكن في يوم لقائنا، في أوائل تموز (يوليو)، كانت سوق الأوراق المالية الصينية المتقلبة في حالة انهيار (خسرت 8 في المائة من قيمتها في ذلك اليوم وحده). وعلى الرغم من أن لديه “فقط” ستة مليارات دولار خاضعة للإدارة في صناديقه الصينية، إلا أن لدى شين كما أفادت تقديرات من التلفزيون الحكومي الصيني أخيرا، حصص في شركات بقيمة سوقية أكثر من 400 مليار دولار. لكن الركود يعني أن هذا الرقم سيتراجع بصورة لا يستهان بها.
شين، المعروف عنه الحساب الهادئ الشبيه للآلة، يبدو رابط الجأش. على الرغم من أنه يعترف بحمله ثلاثة هواتف ذكية – يقول إن هدفه من ذلك هو رصد مختلف مقدمي الخدمات – إلا أنه بالكاد يلقي نظرة على الشاشات.
يقول: “الأمور لم تستقر بعد. نحن في حاجة إلى الانتظار لبضعة أسابيع. في الوقت الراهن، الوضع ليس مدفوعا بقوى السوق. هناك آلاف من الشركات التي تحتاج إلى المال، 5 في المائة فقط منها شركات عامة. إذا كان التقييم في انخفاض، فهذا أمر جيد بالنسبة لنا. كانت التوقعات من أصحاب المشاريع مرتفعة فوق الحد”.
قبل عقد من الزمان، لم يكن كثير من أصحاب مشاريع الإنترنت الصينية على قائمة أصحاب المليارات العالمية. اليوم، أصبح عددهم كبيرا، من جاك ما، مؤسس شركة التجارة الإلكترونية العملاقة “علي بابا”، وبوني ما، مؤسس موقع تينسنت، الذي بدأ الحياة كموقع للألعاب والآن هو موقع ضخم لوسائل الإعلام الاجتماعية، إلى روبن لي صاحب شركة بايدو، المعادل الصيني في البر الرئيسي لمحرك البحث جوجل، ولي جون صاحب تشياومي، الشركة الصانعة للهواتف الذكية. وفي حين يعرف شين الآن في المقام الأول بوصفه مستثمرا، إلا أنه أيضا – بصفته أحد مؤسسي “سي تريب” Ctrip، موقع السفر الصيني الناجح بشكل كبير – صاحب مشاريع متعلقة بالإنترنت.
مشهد تكنولوجي معقد
في مشهد تكنولوجي أكثر تعقيدا وتركيزا وسرعة حتى من وادي السليكون، واحد أو أكثر من اللاعبين الرئيسيين؛ “علي بابا” و”تينسنت وبايدو”، لديه حصة في كل واحد من أفضل عشرة تطبيقات في الصين. وعلاوة على ذلك، كل من جاك ما وبوني ما (ليست بينهما قرابة) لديهما مكاتب عائلية كبيرة تتعاون وتتنافس مع شركات الاستثمار، مثل سيكويا، والشركات المنافسة الكبيرة، مثل هيل هاوس كابيتال وتايجر للإدارة. لذلك، إضافة إلى المنافسة المباشرة التي تربط بين كل منهم، هناك عديد من المنافسات بالوكالة التي تدور من خلال الشركات التي تتلقى الأموال منهم.
ويوجد نحو خمس شركات تكنولوجيا صينية خاصة بقيمة تبلغ أكثر من عشرة مليارات دولار وغيرها الكثير بقيمة تبلغ أكثر من مليار دولار. وشين مستثمر في معظم هذه الشركات. وباعتباره أحد أصحاب رأس المال المغامر، دوره هو أن يشارك في المراحل الأولى من حياة الشركة، حين تكون هذه التكنولوجيا لا تزال غير مجربة وقدرة المؤسس على تنفيذ رؤيته لا تزال غير مؤكدة. باستخدام تشبيه آخر، الإعجاب بالمستثمر التكنولوجي: “نيل شين كان سيستثمر في (نجم كرة السلة الصيني) ياو مينج عندما كان في الخامسة، في حين ما كان ستكون لدي الشجاعة للاستثمار فيه حتى حين بلغ العشرين من العمر!”.
ويشرح قائلا: “عليك أن تغير تماما عقليتك عندما تكون مستثمرا في رأس المال المغامر. عند تعمل في مجال الأسهم الخاصة، لديك الكثير من النقاط المرجعية. هذه الشركات تعتبر جامدة أساسا. في استثمارات الاستحواذ، على الصعيد العالمي، أنت فقط تحسن كفاءة التشغيل، وتضع الكثير من الأموال المقترضة، وتستطيع أن تكسب المال. شركات رأس المال الاستثماري في الصين لا يمكن أن تفعل ذلك. الوضع أكثر دينامية بكثير. الأمر برمته يدور حول إعطاء الشركات الصغيرة والسريعة النمو المال حتى تتمكن من المنافسة بنجاح مع الشركات الأكبر والأبطأ”.
وكان شين أول مستثمر خارجي في شركة الطائرات دون طيار التي كنا نزورها. دا جيانج للابتكارات، وهي كما يقول، تكسب منذ الآن المال (الذي يقدره بحدود 200 مليون دولار من الأرباح هذا العام) وتقدر قيمتها بعشرة مليارات دولار. وتستحوذ الشركة على 70 في المائة من السوق الاستهلاكية للطائرات دون طيار في العالم وأصبحت طائراتها منتشرة في كل مكان ـ الطائرة التي تحطمت في حديقة البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير) الماضي كانت من صنع DJI.
خارج قاعة المؤتمرات، حيث تم طلب الغداء لنا من سلسلة مطاعم بيت السباجيتي، هناك نماذج لأحدث طائرات DJI دون طيار، وهي تحمل أسماء مثل فانتوم ورونين، ويجري عرضها على موكب من الزوار، المحليين والدوليين في آن معا. الغرفة نفسها قليلة الفرش والزينة، باستثناء قطعة واحدة من الخط المؤطر على الحائط المطلي باللون الأبيض. مكتوب عليها: “الطموح الكبير لا حد له”: الحرف الأخير – جيانج (حد) – هو نفسه في كلمة “جيانج” التي هي جزء من اسم الشركة. يضع شين هواتفه بجوار بعضها بعضا على الطاولة ـ وعلى مدى ساعتين وهي ترن بشكل دوري على إيقاع انخفاض أسعار الأسهم. يقول إنه يستخدم تطبيقا الرسائل “واي تشات” و”تينسنت” أكثر بكثير من البريد الإلكتروني. ويلاحظ أن “الشركات الغربية لا تتمتع بالعقلية المناسبة فيما يتعلق بالصين في نواح كثيرة. عندما تسجل في أي تطبيق غربي، يسألون دائما عن عنوان بريدك الإلكتروني. لكن رقم هاتفك المحمول هو هويتك في الصين”.
عوامل النجاح
نجاح شين يستند إلى حد كبير إلى فهم البيئة المحلية والتكيف معها. في الآونة الأخيرة وضع أخيرا أموالا في “لينكد ـ إن” و”إير بي إن بي”، مع وجود خطط لجلب كل منهما إلى الصين. وفي العام الماضي وظف شخصا للعمل في منصب الرئيس التنفيذي لـ “لينكد ـ إن تشاينا” – وهو في مجلس إدارتها – ويخطط لإدخال منتجات متوافرة محليا، مثل “رد رابت”، وهو تطبيق يستهدف جمهورا أقل تطورا من المهنيين الأثرياء الذين يتحدثون الإنجليزية، الميالين إلى استخدام “لينكد ـ إن تشاينا”.
عموما، يكره شين الدخول في هذه المرحلة المتأخرة من تطور الشركة. ويقول: “أنا لا أشعر بذلك الانخراط العميق”. ويتابع: “عندما آتي في وقت مبكر، فإن الأمر يعتبر أكثر من مغامرة. أشعر بأنني أشبه صاحب المشاريع مرة أخرى. بالطبع، يمكنك كسب المزيد من المال، لكنك تكون محبوكا بشكل وثيق. وتقول لنفسك: اسمعوا! حددت هذه الشركة عندما لم تكن تتألف سوى من 15 شخصا موجودين في بعض المكاتب المتهالكة في شنغهاي. فتنمو معهم، وهم ينمون معك”. وللحظة فقط، يشعر المرء وكأن شخصيته مستثمرا نزيها قد اختفت.
وصل الصندوق الذي يشتمل على وجبة الغداء، جنبا إلى جنب مع بعض الأواني البلاستيكية الرخيصة. لكن يؤتى بأكواب خزف أنيقة للقهوة الساخنة وشاي الياسمين المبخر. أحضرت الوجبات لنا بفضل خدمة باسم Ele.me (ترجمتها جائع!)، يستثمر شين فيها، وهو أمر لم يشعرني بالاستغراب. يشرح لي الأمر بقوله إن هذه الشركة بدأت في مدينته، شنغهاي، حيث كانت تقدم الوجبات الغذائية لطلاب الجامعات الذين وجدوا أن أجرة مساكنهم تسد الشهية إلى حد. وهو يعمل الآن في المدن الرئيسية في جميع أنحاء البر الرئيسي (سعر الوجبة في المتوسط نحو أربعة دولارات، مع ملاحظة أن المطعم هو الذي يدفع أجر خدمة التوصيل).
هذه الشركة هي أيضا جزء من سلسلة من شركات الإنترنت على الجوال التي، في مثل هذه البيئة الانتهازية، تتعدى حتما على حيز بعضها بعضا. وهذا يطرح مشاكل للمستثمرين مثل شين. ويقول ـ في الوقت الذي يعمل فيه موظفو DJI للتأكد من أن لدينا كل ما نطلبه: “ليس الأمر هو أنها تبدأ باعتبارها تضارب في المصالح. بل إنها تتقارب لأن الحدود بين نماذجها في كثير من الأحيان غامضة”.
اختار شين صندوق الطعام الذي يحتوي على السباجيتي مع صلصة لحم غير معروفة، بينما أعطاني طبق أرز بيلاو يلتمع بصورة مريبة مع قطع من المأكولات البحرية والأفوكادو بصلصة الكريم. كذلك أعطي كل منا صندوقا آخر يحتوي على سلطة من قطع الطماطم والبيض والزيتون وقطع من النقانق ولحم الخنزير المفروم. وبما أنني لا آكل اللحوم، وضعت الطبق جانبا. هناك عبوات تحتوي على الحساء مع قطع من اللحم أيضا. شين الذي لم يعرف عنه شهيته الكبيرة حتى عندما يتناول الطعام في أفخم المطاعم في هونج كونج، ينظر إلى صندوق طعامه دون حماسة.
دور شين في سيكويا ليس هو المرة الأولى التي يسد فيها الفجوة بين الشرق والغرب. ولد نانبينج شين (اسمه كاملا) في مقاطعة تشجيانغ، وترعرع في شنغهاي، والتحق بجامعة شنغهاي جياو تونج، حيث اعتبر، وفقا لأصدقاء، عبقريا في الرياضيات. وانتهى به الأمر في الولايات المتحدة في كلية ييل للإدارة، وبعد تخرجه عام 1992، أصبح أحد أوائل أهل البر الرئيسى للصين الذين يعملون في وول ستريت. يقول، متحدثا لوهلة عن نفسه بضمير الغائب: “عندما تخرجت في جامعة ييل، كنت أتحدث اللغة الإنجليزية بشكل جيد، لكن في ذلك الوقت كان نيل شين غير جيد في تقديم الأفكار أو العروض. كنت في حاجة إلى زاوية مختلفة. بسبب خلفيتي في الرياضيات، كانت لي مهارات تحليلية جيدة، حتى أنه يمكنني القيام بالاشتقاقات. الكثير من المصرفيين الصينين في وول ستريت بدأوا بهذه الطريقة”.
السلاحف البحرية
بحلول منتصف التسعينيات، كانت السوق الصينية تنتعش في الوقت الذي كانت تزداد فيه ثروة الناس، وللمرة الأولى كان لديهم المال للاستثمار. وكان شين بين مجموعة ممن يسمون “السلاحف البحرية”؛ الصينيون الذين بعد أن درسوا في الخارج اختاروا العودة إلى ديارهم. ويقول وهو يضع شوكته البلاستيكية جانبا: “أصبحت فقط مصرفيا حقيقيا عندما عدت إلى الصين”. ويتابع: “هنا اختفت الجوانب السلبية للاختلافات الثقافية. وأصبح بإمكاني التقدم إلى بنك الصين ووزارة المالية. لم تعد لدي أي نقاط ضعف”.
وبحلول نهاية ذلك العقد، عندما وصلت الموجات الأولى من الاقتصاد التكنولوجي الجديدة إلى البر الرئيسي، كان شين يدير أسواق رأس المال في الصين لدويتشه بانك. وكانت شركات الإنترنت، مثل “سينا” و”بايدو” في العناوين الرئيسية وكان السباق يجري لاستحداث المكافئ الصيني لجوجل. وعديد من زملاء شين من المدرسة الثانوية وجامعة ييل أصبحوا مشاركين في ذلك، وهو قرر أن يقفز في ذلك المجال.
في كانون الأول (ديسمبر) 1999، جنبا إلى جنب مع جيمس ليانج ـ الذي كان يعرفه منذ كانا في عمر 15 عاما حين تم ترشيحهما من قبل معلميهما للمشاركة في أول منافسة لبرمجة الكمبيوتر في شنغهاي ـ ومع اثنين آخرين، أسسوا شركة سي تريب. ويتذكر قائلا: “لم تكن هناك شركة تعادل لونلي بلانيت في الصين. كنا نعرف أن أمور إكسبيديا تجري على ما يرام في الولايات المتحدة، وكنا نظن أنه ليست هناك معلومات حول السفر في الصين، وأن استحداث تطبيق على الإنترنت للحصول على معلومات حول السفر والحجز عبر الإنترنت سيكون جيدا. كان الإنترنت أداة مثالية”.
وكان التناقض مع حياته السابقة في الشركات صارخا: “انتقلت من النوم في فنادق الخمس نجوم والاجتماع مع رؤساء المصارف إلى حياة مختلفة جدا”. وجاء بعض الأمان من حقيقة أن زوجته ظلت مصرفية استثمارية، كما يقول.
لكن بحلول عام 2005، حين تم تقييم “سي تريب” بأكثر من مليار دولار، بدأ شين يدرك، كما يقول، أن “من الطبيعي بالنسبة لي الجمع بين دور المصرفي الاستثماري وصاحب المشاريع من خلال اتخاذ دور المستثمر”. وعندما تلقى اتصالا من سيكويا في وقت لاحق من ذلك العام كان مستعدا للاستماع. وجاءت الدعوة في الوقت الذي كانت فيه الإنترنت على الجوال في الصين تتخذ مركز الصدارة، وكانت “تينسنت” قد أدرجت في البورصة للتو. حينها قرر شين الانضمام، تجذبه وعود بـ “قرارات استثمارية مستقلة من أول يوم”.
بعد مرور عقد على ذلك القرار، أصبح لشين قدرة شرسة على التنافس أكثر من أي وقت مضى. خلال احتفالات الربيع التقليدية في الصين، غالبا ما يدعو شين المستثمرين إلى جزيرة هاينان المدارية، حيث يمتلك قصرا على الشاطئ، بجوار قصر جاك ما. لكن خلافا لضيوفه، شين نفسه نادرا ما ينغمس في لعبة الجولف أو ألعاب الورق. بدلا من ذلك، ووفقا للضيوف، يبقى على تواصل على الهاتف مع أصحاب المشاريع. والسبب يرجع لأمرين، أولهما أنه لا يستطيع تحمل أن يخسر صفقة، والآخر لإيقاف المستثمرين المنافسين من الحصول على تلك المشاريع ذاتها.
الثورة الثقافية
عندما أقول لشين إن هذه النوعية من الحافز والقدرة التنافسية شيء أربطه بشكل عام بأشخاص من الجيل السابق في الصين، أولئك الذين تحملوا المشاق المريرة للثورة الثقافية ويحاولون التعويض عن الوقت الضائع، يبدو عليه الارتباك. لكنه يتوقف للتفكير في الأمر، ثم يقول لي إنه يعتزم الذهاب إلى اسكتلندا في وقت لاحق هذا الشهر لممارسة لعبة الجولف، كما لو يريد أن يثبت أنه بالفعل يعيش حياة متوازنة. ويقول بتردد، وكأنه لم يفكر أبدا في هذا الموضوع: “الأمر لا يدور حول المال. إنه أمر مثير للغاية. لو كانت بعض من أكبر الشركات في الصين تمول في الأصل من قبل سيكويا، ألن تكوني سعيدة لو كنت مكاني؟”.
أحد الأشياء التي تعقد مهمة شين كثيرا هو التوتر القائم اليوم بين المستثمرين وأصحاب المشاريع في الصين. في نظر بعض الداعمين أن أصحاب المشاريع ينفقون الكثير من المال عندما يتنافسون مع بعضهم بعضا على جذب اهتمام ورعاية العملاء. ويحاول شين استخدام تجربته الخاصة لرؤية الأمر من كلا الجانبين. ويفسر قائلا: “في بعض الأحيان، هناك قرارات صعبة يجب اتخاذها”. ويضيف: “عندما تحدد صاحب مشاريع لدعمه، عليك أن تعيش مع نقاط ضعفه. تحاول أن تتفاهم معه، ويمكنك أن تتجادل معه، لكنك نادرا ما تناقض صاحب المشاريع”.
ويقر بأنه على طول الطريق لا بد أن تكون هناك عثرات. ويتذكر أنه رفض في البداية مبادرات من موقع JD.com، المكافئ الصيني لـ “أمازون”، الذي هو الآن إحدى أكثر الشركات قيمة في محفظته. ويقول وهو يهز رأسه، بينما كان يغلق غطاء صندوق الطعام على وجبة غدائه التي لم يتناول نصفها: “كان هذا التأخير مكلفا للغاية”. ولم يكن من الواضح ما الذي يثير حزنه أكثر من غيره، أهو المستوى الرديء لوجبة الغداء، أم التكلفة التي تكبدها بسبب تردده.
تأخر الوقت. بعد أن وضع الملعقة بنوع من التشكك في مادة شبيهة بالجلي، ذات لون أصفر فاقع، تبين أنها تتبيلة للسلطة مصنوعة من المانجو، بدأت الهواتف الذكية على الطاولة بالاهتزاز والطنين مرة أخرى. ويخلص شين، الذي هو واحد من أنجح المستثمرين في الصين، إلى القول: “رأس المال المغامر ليس مكانا للندم.” وبهذه الجملة يعود بانتباهه تماما إلى تقلبات السوق.