هل ينقص منطقة بعلبك بكل ما تحمله من انفلات أمني أن يتحكم فيها عدد من المطلوبين ويعترضوا طريق وفد كنسي لتعكير العلاقة بين بعلبك وقراها المسيحية والتهديد بالخطف، فقط من اجل اطلاق القوى الأمنية امرأة اوقفت للاشتباه في علاقتها بعملية الخطف؟
خلال توجه النائب العام البطريركي الماروني المطران خليل علوان والاب ايلي نصر امس الى منطقة دير الاحمر على طريق فلاوى – شليفا غرب بعلبك آتيين من بيروت عبر عيون السيمان لتسليم راعي ابرشية بعلبك ودير الاحمر المطران حنا رحمة الملفات الحسابية والارشيف وجميع قضايا الابرشية من المطران السابق سمعان عطاالله موفدين من البطريرك الراعي، اعترض موكبهما مسلحون برئاسة محمد جعفر الملقب بـ “محمد دورة” والمشتبه في صلته بعملية خطف الشاب مارك الحاج موسى، وحملوا المطران علوان رسالة الى البطريرك الراعي تطالبه بالضغط للافراج عن زوجته ستريدا جعفر التي اوقفت يوم الأحد هي وزوجة اخيه من آل جعفر على حاجز ضهر البيدر، للاشتباه في علاقتهما بعملية خطف مارك الحاج موسى.
وبعد تواصل المطران علوان مع المعنيين أجرى الاب نصر اتصالاً بجعفر الذي كان اعطى علوان خلال اعتراض موكبه رقم هاتفه الخليوي ليتصل به ويبلغه الرد على رسالته. غير ان جعفر لم يرد على الرقم، بل هو من عمد الى الاتصال بالأب نصر من خلال رقم خاص. وقدم الاخير نصيحة إلى جعفر بأن تتم الامور وفق القوانين، غير ان جعفر عمد الى خطف الدركي العريف ايلي شربل رحمة من بلدة عيناتا – دير الاحمر والذي كان متوجها من مفترق بلدة ايعات الى منزله في عيناتا، وتم اطلاقه في وقت لاحق، بدل اعتراض موكب المطران علوان. وحمّلوه رسالة الى الاجهزة الامنية ان عملية خطفه هي نتيجة توقيف زوجة “محمد دورة” وزوجة شقيقه على ضهر البيدر، مشيرين إلى انه سيكون هنالك عمليات خطف أخرى من كل الطوائف وليس فقط للمسيحيين في حال لم يتم اطلاقها.
ورأى المطران حنا رحمة “ان الحادثة تمس اهالي الدير عموماً والبقاع الشمالي والمطران خصوصا، وان رسالة جعفر وصلت الى المعنيين، وتوجه إليه بالقول: “يا محمد جعفر وصلت رسالتك، غير أنك في حالة خطيئة مميتة لأنك ترتكب أخطاء ضد القانون وضد الله وضد الاخوة وضد التاريخ الذي عاشته دير الاحمر مع أهلها المسلمين، وضد وجود المسيحيين في المنطقة، ولسنا خائفين منك. إنك تتصرف تصرفاً خاطئاً واتمنى ان تتوب الى الله. وفي قرآنك عبارة استغفر الله العظيم، فاستغفر ربك وارجع الى الله”.
وناشد المطران رحمة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي ومسؤولي الاجهزة الأمنية التدخّل ووضع حد للانفلات الامني التي تعيشه المنطقة، وقال: “اطالب رئيسي مجلس النواب والحكومة وقادة الاجهزة الامنية بالكفّ عن الاساءة إلى المؤسسة العسكرية وعناصرها التي اصبحت مذلولة امام هؤلاء الخارجين على القانون. عيب، هناك كرامة وبشر يعملون معكم وعليكم اتخاذ قراركم الواضح والجريء. نحن لسنا خائفين ولم نعتد الخوف، بل اعتدنا تعليم الرجولة والايمان، ونحن مؤمنون بالسلام والاخوة والبقاع الشمالي الذي يضم مسلمين ومسيحيين مخلصين لبلدهم ومتألمين ورافضين لذل بسبب 100 مطلوب في المنطقة عاصين على الدولة والقانون والله واصبحوا فوق كل شيء، والمسلم متضرر قبل المسيحي في البقاع الشمالي”.
وأوضحت عشيرة آل جعفر لـ”النهار” في لقاء مع احد وجهائها أحمد صبحي جعفر “أبو أسعد” ان العشيرة “ترفض التعرض لوفد كنسي ان كان في الامر نية عاطلة واحداث فتنة في المنطقة”.
وأكدت “علاقات حسن الجوار والاحترام مع اهلنا في دير الاحمر وقراها”، متمنية على البطريرك الراعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري والمعنيين المساعدة في حل المشكلة. وكان الجيش نفذ طوال يوم امس عمليات انتشار وبحث عن المطلوب في المنطقة، وأقام حواجز طيارة ومكامن متنقلة.
ومنع الحادث وفدا مؤلفاً من 70 مارونياً من دول الإنتشار من زيارة بعلبك ومنطقة دير الاحمر. واكد رئيس تعاونية الكرمة في دير الاحمر شوقي الفخري الذي كان في انتظار الوفد ان الأخير ألغى زيارته للمنطقة نتيجة الحادث.
في الديمان
وفي الديمان التقى البطريرك الماروني المطران علوان والأب إيلي نصر واستمع منهما الى ما حصل خلال انتقالهما من البقاع الى الديمان، وتعرضهما للتهديد بالخطف على يد محمد جعفر وعدد من المسلحين. وخلال اللقاء تلقى البطريرك اتصالاً هاتفياً من قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي اطلع منه على ملابسات الحادث.