IMLebanon

مرفأ بيروت نجا من “قطوع” ردم الحوض الرابع وعَلِقَ في “شِبَاك” النفايات

BeirutPort4

ايفا ابي حيدر

تتنقّل الاعتصامات من منطقة الى أخرى اعتراضاً على استفحال أزمة النفايات ووصولها الى حد اغلاق الطرقات في بعض المناطق. في بيروت الامر سيان، الا أن طمر مرفأ بيروت بالنفايات وجعله مكباً او مطمراً يصل بالأزمة الى الخطوط الحمر.

يتوقف العمل غدا الخميس في مرفأ بيروت، على أن يُستتبع بإضراب مفتوح وتوقف دائم عن العمل بعدما تحوّلت مداخل المرفأ إلى مكبّ للنفايات.
ودعت نقابة موظفي وعمال مرفأ بيروت جميع الموظفين والعاملين إلى الحضور والإعتصام أمام مدخل الإدارة، ولوّحت بـ«اللجوء إلى التصعيد وصولاً إلى الإضراب المفتوح وشلّ حركة المرفأ، في حال عدم الاستجابة لمطالبها بعدم رمي النفايات داخل المرفأ وفي محيطه، مع إزالة ما وُضع منها فوراً».

بدوره، عزا رئيس نقابة موظفي المرفأ بشارة الاسمر الدعوة الى الإعتصام بسبب تحويل المرفأ الى مكب للنفايات من دون اقامة اي اعتبار للعمل المرفئي وللوضع البيئي السائد في المرفأ.

و«قال لـ «الجمهورية»: ان مداخل المرفأ تمتلئ بالنفايات، والأخطر ان هناك اتجاها لتحويل إحدى باحات مرفأ بيروت الى مكان لتجميع النفايات، من دون اقامة اي اعتبار للعاملين بالمرفأ وللعمل المرفئي ولمحطة الركاب التي من شأنها أستقبال السياح، اضافة الى كون المرفأ يمثل واجهة البلد.

أضاف: ان قرار الاعتصام سبقته محاولات عدة ليلاً من قبلنا للتصدّي لرمي النفايات في جوار المرفأ. واكد الاسمر ان رمي النفايات في جوار المرفأ يأتي بايعاز من جهات رسمية على علاقة ببلدية بيروت وما يتفرّع عنها، أما القرار بتفريغ النفايات داخل حرم المرفأ فهو بالتأكيد يأتي من قبل جهات رسمية كبيرة.

وأوضح ان الباحة AB هي من أهم باحات المرفأ وهي تؤدي الى العنابر والى المنطقة الحرة. وأكد ان قرار الاعتصام يوم الخميس سيستتبع بإضراب مفتوح وتوقف عن العمل في المرفأ، لأن لا قدرة لنا على تحمل المزيد من النفايات، يكفينا معملين للنفايات «سوكلين و»سوكومي»، والمسالخ ونهر بيروت الذي بات مركزاً لتجمع المجارير من كل المناطق من دون اي تكرير.

وأوضح ان النقابة دعت مختلف النقابات العاملة في المرفأ الى مشاركتها الاعتصام، منها نقابة أصحاب الشاحنات العاملة في المرفأ، مخلصي البضائع، الغرفة الدولية للملاحة، نقابة الاهراءات والحبوب الى جانب بعض الجهات الرسمية لا سيما من فاعليات الاشرفية.

الجارودي

من جهته، اعتبر نقيب الوكلاء البحريين حسن جارودي ان لا تأثير مباشرا لتراكم النفايات على عمل مرفأ بيروت سوى أن مكاتب العاملين في المرفأ الملاصقة للكرنتينا من ادارة مرفأ بيروت ورئاسة المينا والمصارف العاملة في الجوار وشركات الملاحة ومكاتب سائقي الشاحنات يعيشون مع النفايات. ففي ظل تراكم النفايات اليوم في جوار المرفأ لم يعد تنشق الروائح يحتمل.

أما عن مشاركة النقابة في الاعتصام المقرر يوم غد الخميس، فقال: طلب منا المشاركة في الاعتصام، ونحن نعتبر المشاركة بمثابة وقفة أدبية، خصوصاً وأنه يستحيل العمل في ظل هذا المناخ المميت. فالنفايات تحيط المرفأ من كل الجهات.

من جهة اخرى، عارض جارودي ما يسوّق له من فكرة تصدير النفايات بحراً، شارحاً ان للتصدير شروطا عدة منها انه يجب فرز النفايات
وتوضيبها، ويجب توفير باخرة لنقل النفايات حائزة على شهادات تسمح لها بذلك، كما ان نقل النفايات من الباخرة الى مركز المعالجة أعلى من كلفة تصدير النفايات بحراً، وهناك نفايات لا تقبلها الدول. كل هذه المعطيات تحول دون تصدير النفايات. ودعا الدولة الى الاستفادة من الغازات المنبعثة من مطمر الناعمة لتوليد الكهرباء.

صوايا

في المقابل، ترفض نقابة اصحاب الشاحنات في مرفأ بيروت المشاركة في الاضراب، ويقول رئيس النقابة نعيم صوايا لـ»الجمهورية»: ان النفايات في محيط مرفأ بيروت لم تعد تحتمل ولم يعد في امكاننا تحملها، لكننا كنقابة لن نشارك في الاضراب، خصوصاً أن اقفال مرفأ بيروت ليومين أو اربعة لا يعطي صورة جيدة عن لبنان، كما ان اقفال المرفأ سيعطّل الاعمال في المرفأ ويضر بالعاملين.

وأوضح ان الداعين الى الاضراب هم نقابة موظفي المرفأ، وهم لن يقوموا بأي تحرك من دون دعم أو موافقة مدير عام مرفأ بيروت حسن قريطم، ونحن على خلافات سابقة مع قريطم على خلفية ردم الحوض الرابع، وكنا قدنا معركة ضده في السابق فلا يمكن اليوم المشاركة معه في الاضراب.

نقابة بائعي الاسماك

نقابة بائعي الاسماك كذلك من أكثر المتضررين من النفايات التي تحيط بسوق السمك، الا انها على ما يبدو لم تتبلغ بالاعتصام، لكنها تؤيد الاعتصام، وفق النقيب عبدالله غزال. وقد قال لـ»الجمهورية»: ان أحداً لم يتصل بنا لكننا نرغب في المشاركة لأننا متضررون جداً من النفايات.

أضاف: ان بالات النفايات تحيط بنا وهي موضوعة قرب مدخل المرفأ، وبرأينا انها معدة للتصدير. وأكد ان العاملين في سوق السمك يكثرون من أدوية التعقيم ولا قدرة لها على فعل شيء اكثر من ذلك.