إيلي قهوجي
استمرت أجواء الاحتقان السياسي المخيمة على البلاد تتحكم بمسار بورصة بيروت أمس ايضا تحسبا للجوء “التيار الوطني الحر” الى الشارع عشية الجلسة الـ27 لمجلس النواب اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية وجلسة مجلس الوزراء غدا وذلك دعما لمطالبه… وهكذا ظل أداء بورصة بيروت ضعيفا اجمالا الى ان خرقته صفقة خاصة كبيرة قبيل الظهر تناولت تبادل 800000 سهم مدرج من بنك بيروت دفعة واحدة خارج قاعدة العرض والطلب بسعر تحدد بـ18,40 دولارا (دونما تغيير) بما قيمته 14,72 مليون دولار. وكان سبق ذلك، بعد افتتاح السوق وفقا لهذه القاعدة استقرار أسعار اسهم بنك عودة التفضيلية – F وG على 100,50 دولار مع أسهم بلوم بنك التفضيلية – 2011 على 10,10 دولارات وشهادات الايداع العائدة اليه على 10,10 دولارات ايضا وأسهم بنك بيبلوس التفضيلية – 2009 على 102,00 دولارين بينما تراجعت أسهمه العادية من 1,65 الى 1,63 دولار في قطاع المصارف. كما تراجعت اسهم هولسيم من 15,49 الى 15,10 دولارا وارتفعت أسهم الاسمنت الابيض الاسمية من 3,30 الى 3,50 دولارات في قطاع صناعة مواد البناء، وارتفعت اسهم سوليدير بفئتيها “أ” من 10,96 الى 10,99 دولارات و”ب” من 10,88 الى 11,05 دولارا في قطاع اعادة الاعمار. وأدى ذلك الى تراجع مؤشر بلوم انفست للأسهم اللبنانية بنسبة 0,04 في المئة على 1170,57 نقطة في سوق نشيطة تبودل فيها 851446 صكا قيمتها 15,555,852دولارا في مقابل 110832 صكا قيمتها 357724 دولارا اول من
أمس.
في الخارج، عزز الاورو مواقعه في اسواق القطع العالمية فوق عتبة الـ1,10 دولار بعد الاعلان صباح امس ان اليونان ومقرضيها توصلوا الى اتفاق حصلت بموجبه حكومة اثينا على حزمة الانقاذ الثالثة بقيمة 85 مليار أورو ستحصل المصارف اليونانية منها على 10 مليارات أورو لتمويل إعادة رسملتها التي ستتم في موعد أقصاه نهاية السنة الجارية، علماً أن تنفيذ هذه الحزمة ربط بتحقيق اليونان فائضاً أولياً في الموازنة اعتباراً من 2016 الى اجراءات اخرى مطلوب اتخاذها في شأن قروض المصارف المتعثرة وتحرير اسعار الغاز وإنشاء صندوق ثروة سيادية مستقلة من أجل جمع 50 مليار أورو والغاء الخفوضات الضريبية للمزارعين وزيادة ضريبة “التضامن” التي يدفعها من يراوح دخله بين 50 ألف و100 ألف أورو سنوياً من 4 في المئة الى 6 في المئة… وسرعان ما تفاعل المستثمرون مع هذا التطور وتجاهلوا تراجع مؤشر ZEW الذي يقيس ثقة المستثمرين في ألمانيا من 29,7 نقطة في تموز الى 25,00 نقطة في آب أوروبياً وارتفاع الانتاجية الاميركية من 1,1 – في المئة في الفصل الأول الى 1,3 + في المئة في الفصل الثاني وزيادة مخزون السلع لدى تجار الجملة من 0,6 + في المئة في أيار الى 0,9 + في المئة في حزيران، فدفعوا الأورو الى 1,1075 دولار قبل أن يقفل في نيويورك بـ1,1045 في مقابل 1,1020 أول من
أمس.
الا أن أسواق الأسهم على جانبي الأطلسي تفاعلت سلباً مع خطوة الصين خفض سعر صرف عملتها “اليوان” التي يمكن ان تطلق جولة من حرب العملات في العالم سرعان ما ضغطت على البورصات في منطقة الأورو، باستثناء أثينا التي ارتفعت 2,14 في المئة، فأقفلت بتراجع راوح بين 2,68 في المئة في فرانكفورت و1,12 في المئة في ميلانو، من جهة، وعلى الأميركية أيضاً بخسارة مؤشر داو جونز الصناعي 212,33 نقطة على 17402,84 نقطتين ومؤشر ناسداك 65,01 نقطة على 5036,79 نقطة من جهة أخرى.