استنكر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع حادثة التعدي على موكب المطران حنا علوان والأب ايلي نصر أثناء توجههما من بكركي الى دير الأحمر على طريق عيون السيمان، معتبرًا أنّ “هذا الحادث بكل المقاييس غير مقبول”، وقال: “بالنسبة لي كمواطن لبناني أجدُ من غير المقبول أيضاً ألا تتمكّن أجهزة الأمن اللبنانية من معرفة مكان المعتدي وإيقافه”.
واستغرب “كيف أنّ الأجهزة الأمنية تتمكّن من ملاحقة التكفيريين والإرهابيين بسرعة كبيرة في خضم كل ما يجري في المنطقة، وهذا واقع تُشكر عليه، بينما تعجز لا حول لها ولا قوة مع بعض قُطاع الطرق و”الزعران”.
كلام جعجع جاء خلال حفل عشاء تكريمي للقوات اللبنانية في منطقة البقاع الشمالي أُقيم مساء الثلاثاء في معراب على شرف مطراني أبرشية بعلبك – دير الأحمر السابق والجديد سمعان عطالله وحنا رحمه، حيث ناشد قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وكل الأجهزة الأمنية التحرك بسرعة، قائلاً إنّ “الوضع في منطقة البقاع لم يعد مقبولاً، فماذا تنتظرون؟ على وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الداخلية نهاد المشنوق إصدار الأوامر للأجهزة الأمنية التي أثبتت فاعليتها ليعيش اهالي منطقة البقاع بهدوء وأمن واستقرار مثل كل سكان المناطق اللبنانية”.
وردّ جعجع على التصريح الذي يقول: “لولا المقاومة لسقطت زحلة ولأصبح التكفيريين في جونيه”، فقال:” يا أخي، زحلة منذ أكثر من 30 عاماً وتحديداً في العامين 1980 و1981 كان يوجد جيش كامل من التكفيريين يحاصرها ولم تسقط، فمن سيُسقطها اليوم؟ البعض يتكلمون قفزاً فوق الواقع اللبناني، وقد شهدنا بأنفسنا مدى مقاومة الجيش اللبناني لهؤلاء التكفيريين على الحدود وبالتالي كل هذا الكلام لا يرتكز الى أي واقع بل هو فقط للاستغلال السياسي على حساب الآخرين”.
وذكّر جعجع بجريمة بتدعي، فقال: “لن نقبل أنه بعد عام وأكثر على وقوع هذه الجريمة لم يتم توقيف مرتكبيها، مع العلم أنّ أماكنهم معروفة، لا يوجد دولة عليها مستحيل، وهذا أمر ليس بمستحيل لذا نجدد مطالبتنا الأجهزة الأمنية والقضائية توقيف كل مرتكبي جريمة بتدعي وسنستمر بالمطالبة حتى يُساقوا الى العدالة لأنه بعكس ذلك لن تقوم المجتمعات ولن تسود العدالة”.
ووصف جعجع أزمة النفايات في البلد بـ”الأمر غير المقبول، لأنها مشكلة غير طارئة وبالتحديد هذه الحكومة اجتمعت منذ حوالي خمسة أشهر ووضعت خريطة طريق لمعالجة هذه الأزمة ولكن وجدنا أنفسنا في 17 تموز الماضي في مواجهة كاملة مع هذه الأزمة، فما هو مبرر هكذا أزمة؟ المبرر أنه لم يتقدم أحد على المناقصات، هل عرفتم الآن أنّه لم يتقدم أحد؟ فالموضوع كان مطروحاً منذ ستة أشهر، ماذا فعلتم؟ المسؤول هو من يكون في سُدّة الحكم وكان يجب عليه منذ اللحظة الأولى حلّ هذه المشكلة، فهذه ليست مشكلة مستعصية، فجلّ ما في الأمر أنّ هناك من يحاول الاستفادة من هذا الموضوع، ولكن هذا عيب بحق لبنان وكل شخص منا، لذا يجب على كل لبناني أن يُعيد النظر بكل خياراته الانتخابية والسياسية جراء هذه الأزمة وإلا ستمر علينا الأزمة تلو الأخرى ولن نجد لها الحلول”.
وتطرّق الى مشكلة الكهرباء حيث تُصرف مليارات الدولارات على هذا القطاع، بحسب جعجع، واضاف: “لا يُحاول أحد إقناعنا أن هذه الأزمات لا حلول لها، هذا غير صحيح، كلّ هذه الأزمات تحتاج الى عزم ونظافة وإدارة، ولكن للأسف لم تلتقِ هذه العوامل سوياً حتى الآن، ونحن عملنا يجب أن يكون الدفع نحو التقاء هذه العوامل من خلال تصرفنا بالطريقة المناسبة خلال الانتخابات”.