ذكرت صحيفة “الراي” الكويتية ان هناك انطباعاً لدى أوساط سياسية مطلعة بأن أي انفلات في الشارع لن يصيب في النهاية الا العماد ميشال عون الذي زجّ شارعه بمواجهة مع المؤسسة العسكرية التي وُلد “التيار الحر” من رحمها، من دون أن ينجح في إخراج المعركة التي انخرط فيها من طابعها “الشخصي”.
وفي موازاة الترقّب للتحرُّك العوني، الذي يتفيأ كلام “الجنرال” عن تعرضه لـ “عملية إلغاء” والذي جعل الـ “لا جلسة” رقم 27 لانتخاب رئيس للجمهورية تمّر كأنها لم تكن بعد تكرار سيناريو عدم توفير عون و”حزب الله” النصاب لها ما حتّم إرجاءها الى 2 ايلول، أبلغت مصادر سياسية الى “الراي” أن زعيم “التيار الحر” الذي حاول استظلال زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لتكريس تموْضعه من ضمن “الخط المنتصر” نفسه في المنطقة في محاولة لجعله “المستفيد الأول” من تداعيات الاتفاق النووي، بدا وكأنه يسير “عكس سير” المناخ المستجد في المنطقة كما أولويات طهران الجديدة والتي عبّر عنها ظريف بوضوح من خلال تأكيد دعمه الاستقرار في لبنان وجعْله الرئيس تمام سلام شخصياً وحكومته نقطة الارتكاز في هذا الاستقرار الذي يبدو حاجة ايرانية ريثما ينقشع الغبار في ملفيْ سورية واليمن.
وتبعاً لذلك، ترى هذه المصادر أن ضغط عون في الشارع بلا أفق، وأن أي قلب للطاولة من ضمن الحكومة من بوابة استمرار تعطيلها ،وخوض معركة آلية عملها على قاعدة التوافق الاجماعي ومشاركة رئيس الحكومة في وضع جدول الاعمال محكوم بخطوط حمر اقليمية ،يلتزم بها حلفاء عون قبل خصومه ،وهو ما يعبّر عنه في شكل رئيسي مرور قرار التمديد الذي لم يكن ليصدر لولا موافقة “حزب الله”، وتشكيل الرئيس نبيه بري “رأس حربة” التصدي لعون.
ومن هنا تعتبر هذه المصادر أن عون ربما يكون رفع مستوى الصراخ بالتوازي مع استمرار رهانه على مخرج لملف التمديد للقادة العسكريين ،يريده له “حزب الله” أيضاً الذي لا يرغب في هزيمة كاملة لحليفه سترتدّ على وزنه (أي الحزب) اللبناني ايضاً، وذلك رغم الصعوبات الهائلة التي تعترض تأمين مثل هذا المخرج الذي تتداخل فيه كل التعقيدات السياسية الداخلية.
وأكّد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في حديث لصحيفة “النهار” ان التيار الوطني الحر “لن يتراجع عن تحركاته ولن نقبل بعد اليوم التهميش”.
ورفض الافصاح عن طبيعة التحركات اليوم، مؤكداً اننا اليوم نناضل كشباب التيار الوطني الحر، وغداً سنناضل في مجلس الوزراء، ونحن لا نعطل الا السيىء، والبلد لنا ونحن باقون فيه”، واوضح “أن نزول التيار العوني إلى الشارع هو للمطالبة بحقوق المسيحيين التي تهم كل اللبنانيين في شكل عام، لأن الماء والكهرباء والنفط والنفايات قضايا تهم كل اللبنانيين من دون استثناء”.
وفي سياق منفصل، ذكرت صحيفة “الراي” الكويتية ان المواقف التي أطلقها باسيل بعد استقباله وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في مقر الخارجية اثارت استياء في اوساط فريق “14 آذار” التي اعتبرت ان باسيل بدا وكأنه “فاتح على حسابه” او انه وزير خارجية “التيار الوطني الحر” ولا سيما حين اعلن “ان لبنان وايران في خندق واحد بمواجهة الارهاب وهو خندق يتسع للجميع”.